-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البحر من ورائكم..ومن أمامكم!

عمار يزلي
  • 1555
  • 0
البحر من ورائكم..ومن أمامكم!

أعددت خطابا للأمة تحضيرا لنهاية المطاف بعد حكم سيقارب، مع نهاية العهد الرابع، عشرين سنة. كنت أتمنى أن أكمل 23 سنة لأختم به قرآن الدستور وأعلن في “المسالمين” بأنني أكملت لكم “ديونكم” وأتمتت عليكم “نقمتي” و”رديت” لكم “الاستسلام” دينا. أعددت خطابا هذا بمناسبة عيد الاستقلال عن فرنسا واحتلالنا للبلاد بعدهم: فلقد سلفنا لهم البلد 123 سنة، وكان عليهم أن يردوا لنا ما سلفناهم لهم، (لنفلسها لأنفسنا فيما بعد!)، سموها قضية القمح وهي في الحقيقة سلفنا لهم البلاد، غير أنهم أصروا على أن السلف كان لمدة غير محدودة، ونحن قلنا لهم أن السلف كان لمدة قرن فقط. لهذا، مع احتفالهم بالذكرى المئوية للاحتلال وإلحاق الجزائر نهائيا بالمترو بول، قمنا كرجل واحد لمطالبتهم بالوفاء بالعهد. البعض منا تردد والبعض سكت، لكن الكل كان يريد أن يكون هو من يحتل الجزائر بعد نهاية الاحتلال الأجنبي لبلادنا.

صار الآن عمر الاستقلال عن فرنسا 52 سنة، وعلينا أن نغادر الحكم، ليس حبا في ذلك، ولكن بالسيف علينا. الموت محتم ولا مرد للقضاء، وعلينا أن نرحل، لكن ليس عن طريق الصراخ و”الفيس ـ بوك”، بل عن طريق التخلي طواعية عن الحكم لصالح أبنائنا البررة لا من الحاقدين الكفرة حتى لا تضيع الأمانة ونفقد ما بنيناه لأنفسنا وما بنيناه للشعب، وخاصة الاحتفاظ بالوفاء لنا كنظام وكأسرة ثورية وكقوة قادت البلاد نحو عتبة الإفلاس، لولا الفلوس !

لهذا كله رحت أحضر خطابا، كتبه أنا بنفسي لأول مرة منذ أن “بعثت لأتمم (على) مكارم الأخلاق”. فلم أعد بحاجة إلى الكتبة ولا إلى اتحاد كتاب ليكتب لي خطبي، فأنا الآن لا شغل لي، وأريد أن ألهو بالكتابة لأن كل المجاهدين الحقانيين منهم والبطلانيين، دخلوا اتحاد الكتاب الجزائريين والعرب (بعد أن خرج منه الكتاب الحقيقيون)، بعد أن كتب لهم الكتاب كتبهم بما كتب الله لهم من أجر دون مغفرة والله أعلم، إلا فيما خلا البعض. أنا سأدخل اتحاد الكتاب بكتاب، أنا كتبته، سميته “الكتاب الأبيض عن اليوم الأسود”. كتبته بخط يدي وجزء منه أمليته على زوجتي.. أقول زوجتي..!والتي قامت برقنه على الكمبيوتر وتكلفت بطبعه بعد وفاتي والتي أتمنى أن لا تكون غدا، لأني مازلت في طور العطاء وقادر أن أبقى طول العمر حتى لو طال هذا العمر أكثر من الزمن نفسه!

بدأت الخطاب الذي سيتضمنه الكتاب، مقدمة في 80 صفحة، وتفصيل الخطاب في صفحة ونصف وخاتمة في سطر واحد! هكذا أنا أردت أن تكون منهجية الكتاب! لا يهمني ما يقول الأكاديميون الحمير الذين يريدون أن يقننوا كل شيء “ويوريونا خدمتنا! أحنا من يعلمهم كيف يكتبون وكيف يقرؤون وليسوا هم”!  نحن من علمناهم، “واش؟ الفلُوس يعلًم بوه النقب! قريناهم وأعطيناهم الفلوس، ما يحسبوش أرواحهم ولاو ديوكة وسراديك”! “راهم عاد فلاليس”، وسيبقون كذلك إلى أن نموت نحن و”يتسردكون” على أنفسهم إن أرادوا التسردك! فهذا الخم لا يليق إلا “للفلاليس” والدجاج، وعليهم أن يفهموا وظيفتهم ومنزلتهم كدجاج وفلاليس! الديكة والسراديك هم نحن وليس أحد آخر! نحن من يتديك وليس فقاقيرالفلاليس!

بدأت المقدمة التي هي لب الخطاب، بخاتمة التي هي “كعالة الذيب” بهذا الشكل: والسلام عليكم وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما قبل…فكما قلت لكم في خطابي الذي لم أقله لأحد، فإنني قد أغادركم في يوم أو ليلة من هذا العام أو بعده بعام، وإن لم أغادركم في هذا الأجل، فإنا هاهنا هنا قاعدون! سنكون إن شاء الله من الخالدين. وهذه نعمة لا ينعمها الله إلا على رجال صدقوا “ما لم يعاهدوا الله عليه”!. لقد تركت فيكم الثقلين: الرشوة والبيروقراطية، وما رضيت لكم بذلك أبدا، ولكنها نقمة الله على النعمة التي فرطتم فيها عندما أدرتم ظهوركم لنا وذهبتم لتختاروا مغامرين متشددين، فشدد الله عليكم بأن أرسلنا إليكم متشددين أكثر، فلم نأمنكم لا من جوع ولا من خوف وهذا طيلة أكثر من 20 عاما! ثم جئنا ورفعنا فوقكم الطور، وأعدنا لكم الاعتبار في سطور. فقد طورناكم وكورناكم.  اشترينا لكم لاعبين يعرفون كيف يلعبون بكم وبالجميع، من خلال المال الوفير الذي وفرناه لهم بعدما وفرناه منكم وعليكم. أولستم راضين على قوتنا في ضرب الكرة، أوليس ضرب الكرة أحسن من أن يضرب أحد رأسه للحائط!؟ قلنا لكم مرارا أن الأرجل عندنا أحسن ألف مرة من رأس يفكر كثيرا! لا نريد مفكرين ولا مكفرين، نريد منفذين! نحن من نفكر لكم، وهناك من يفكر لنا ويعطوننا كل شيء جاهز أو بالأحرى نشتري الأفكار جاهزة ومفكرة بالعملة الصعبة، لا نريد أن نصعب الأمور ونخلق مفكرين حتى ينتجوا لنا أفكارا قد لا تصلح! نحن نستورد كل شيء ولا حاجة لنا “بيمات يمات الأفكار نتاع جد أماتكم”!. أنا من يفكر! وأنتم لا تفكرون! “تفرجوا في الكرة وبلعوا أفواهكم إلا ما تقتاتون به أنفسكم!..الزبل!! أنتم شعب أنتم؟..والله هيتلر ويحشم يحكمكم! شعب يأكل الفريت بالفرماج عند الربعة نتاع الصبح!! هذا شعب؟..شعب يدي الحريرة في تيرموس للبحر ويفرغ في كاس..وياكل، هذا شعب؟”..الحاصل ماذا أقول: “المشعل رانا عارفين لمن نخليوه، غير ماكان لاش تتفيهموا بزاف.. أويحي راه عارف واش راه يدير! القرآن اللي رانا باغين نحرفوه باش نديرو دستور غير محرف، يخصه يكون واجد في القريب العاجل، باش ما كانش واحد يزغد”، والطريق سيكون معبدا للجيل الذي نحن من يختار من يمثله. “ماكان لاش تحوسوا تعرفوا كيفاش وشكون وعلاش، ياك قلنا لكم ما تفكروش..كاين الكرة وكاين البزنس والتشيبة ولافيرات..ديروا ما عليكم وخليوا الأمور الكبيرة للكبار… أما بعد…بسم الله الرحمن الرحيم“.

وأفيق بعد إغفاءة وأنا تحت وهج شمس أوت على شاطئ البحر، وقد غمرتني موجه صيف عابرة، شربت على إثرها نصف لتر مالح دون أن أكون قد أغمست رجلي في البحر! (هذا بدون أن أعوم، فكيف بي لو كنت أعوم!؟!)

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!