البطولة الجزائرية حرام في حرام
عند بداية كل موسم كروي، نشعر بأن كل البطولات ستلعب في شفافية ونزاهة، ونعطي دروسا في الاحتراف، الذي فرض علينا، إلى كل الاتحادات الكروية، التي أصبحت تحترم الجزائر منذ التأهل مرتين متتاليتين لنهائيات كأس العالم، والتأهل التاريخي للدور الثاني في المونديال الأخير، إضافة إلى التتويج السطايفي برابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي، ثم وصول اتحاد العاصمة إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، غير أن الحقيقة غير ما يعتقده هؤلاء..
فهل يعقل أن يتم ترتيب معظم المباريات دون حسيب ولا رقيب..؟ حتى أصبحنا نعرف نتائج المقابلات قبل أن تلعب، ونعرف أيضا الفريق الذي يسقط إلى الدرجة السفلى أياما قبل إجراء مقابلاته، وحتى الحكام لهم نصيب من الفوضى التي تعيشها كرتنا، بل أصبحوا أثرياء، يبيعون ويشترون أمام الجميع ولا أحد يتحرك، إلى درجة أن البعض منهم يتصل برؤساء الأندية ويقترح خدماته، وكم هم كثير، وبمباركة أصحاب القرار الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية، وهم يعرفون ما ينتظرهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. اتقوا الله في كرتنا وفي أنفسكم، هذه هي حال كرتنا.. فهل من منقذ قبل فوات الأوان؟
انتهى الموسم الكروي بفضائح لا تعد ولا تحصى وفي مختلف البطولات وليس في البطولة المحترفة فقط، إلى درجة أن بعض رؤساء الأندية قطعوا مئات الكيلومترات وفي حقيبتهم الملايين، وربما الملايير من أجل شراء ذمم بعض الأندية التي وافقت وللمرة الألف على التوالي لملء خزينتها بمال حرام، توزعه على اللاعبين “المساكين” الذين في النهاية لا يهمهم سوى استلام حقوقهم على حساب النزاهة، عند انطلاق أي موسم كروي نسمع تصريحات المسؤولين واللاعبين عن التحضيرات، والاستقدامات، فنعتقد أننا في أنظف البطولات العالمية، التي تقدم لمحبيها ومتابعيها أطباقا من الفرجة والنكهة، لكن مباشرة بعد انطلاق الجولة الأولى يبدأ البيع والشراء أمام أعين الجميع ولا أحد يتحرك.. رائحة كريهة تنبعث من هذه البطولة التي غزاها المتطفلون الذين يرفضون مغادرة مناصبهم، وسنجدهم في أماكنهم الموسم القادم وحتى لسنوات يعبثون في محيط متعفن عجزت كل هيئاتنا عن القضاء عليه.. أنا متأكد من أن الأندية المعنية بصفقات البيع والشراء لن تغير سياستها، ما لم تتعرض لعقوبات كبيرة تصل إلى حد الإقصاء من المنافسة لسنوات، وربما سيتحرك يومها أصحاب الضمائر الحية لوقف المهازل التي تحدث أسبوعيا في ملاعبنا.
لا أظن أن الوزير ورئيس الفاف ورئيس الرابطة وحتى العدالة لا يعرفون ما يحدث في مختلف بطولاتنا، بل أجزم أنهم يملكون أدق التفاصيل، لكن لا أعرف لمَ لا يتحركون..؟ وبالنظر إلى العقوبات المسلطة على نادي عين فكرون، أظن أن نصف أندية البطولة الجزائرية أو أكثر من ذلك تستحق عقوبة “عين فكرون”، فما ذنب الفرق التي تعمل بنزاهة طيلة موسم كروي، عندما يأتي رئيس أو مدرب أو لاعب أو حتى حكم، ليساهم في فوز الفريق الذي يدفع أموال الحرام ويعطل ذلك الفريق النزيه والأمثلة عديدة.. ولو يفتح كتاب غينس للأرقام القياسية صفحاته للبطولة الجزائرية لأصبحنا مهزلة عالمية.. فهل يعقل أن يقوم رئيس بشراء جمهور الفريق الخصم لتلعب المقابلة من دون جمهور حتى يفوز بمقابلة، هذه هي حال كرتنا التي لا تزال في الإنعاش وستبقى فيه لسنوات.