-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“البوركيني” و”ساركوزي”!

“البوركيني” و”ساركوزي”!

خلافا لكل الانتخابات الرئاسية في البلاد الغربية المتطورة، ترفض فرنسا بكل أطيافها الثقيلة، إلا أن تعجن الصراع لأجل الجلوس على “عرش” الإليزيه، بالخميرة الشرقية، فهي تارة “تنفش” لحية الرجال، وأخرى تمزق أو تتجاذب خمارات النساء ذات الشمال وذات اليمين، وفي كل الحالات تقتنع بأن بلوغ العرش لا طريق له، سوى بالدوس على قيم هذا الشرق، البعيد عن العين والقريب من القطعة السوداء المخفية في قلوب الفرنسيين.

فبعد النقاب ولاعب الكرة كريم بن زيمة وبناء المساجد في فرنسا وربط الإرهاب بالإسلام وبالمغتربين واقتراح إلغاء الجنسية المزدوجة، تحوّل اللباس “الذي لا علاقة له بأي دين” المسمى “البوركيني” المحسوب على أنه حجاب أو لباس إسلامي، إلى قضية دولة وشعب في فرنسا بلاد الحرية المزعومة، فخاض فيه عامة الناس وجعله المتسابقون إلى كرسي قيادة فرنسا من لوبين إلى ساركوزي، دعاية جاهزة لأجل استمالة هذا الطرف أو ذاك، بهدف كسب نقاط لم تعد تسجل إلا في سلة الإسلام والمغتربين والعرب، حتى يخّيل لمتتبع الشأن السياسي الفرنسي بأن لا مشكلة في هذا البلد غير المغتربين.

وبغض النظر عن قرار مجلس الدولة الفرنسي الذي يزعم المٌنظرون لـ”حرية وعدالة ومساواة” فرنسا بأنه أنصف المسلمات قضائيا، وبصم على الديمقراطية الفرنسية، فإن إقحام المسلمين في كل مشهد يحدث في الشارع أو في السوق أو في الجامعة أو حتى على شاطئ البحر، هو تجاوز لكل الحدود، ولو سرنا على هذا النهج في بلادنا، في تتبع كل من يلبس “فرنسيا” أو يأكل أو يستحم أو يتكلم “فرنسيا”، لما توقفنا عن صنع مثل هذا “الهراء”، الذي يؤكد بأن فرنسا تعاني من عقدة “استعلائية ومُحقّرة للآخر”، ثلاثية الأبعاد تجاه كل ما هو مغترب ومسلم وخاصة جزائري، ولن يهنأ لها بال حتى تحقق أهدافا نفسية، هي تعلم بأنها لن تتحقق على أرض الواقع أبدا، ليس لأن المسلمين والعرب والمغتربين عموما، لن يتركوها تفعل، وإنما لأن لها في هؤلاء مآرب كثيرة جدا.

وإذا كانت لفرنسا أهداف من هذا المدّ والجزر، الذي تستعمل فيه الدين الإسلامي من خلال فعل مقنّن لا تنتهي حلقة منه حتى تبدأ أخرى، فإن غير المفهوم هو ردّ الفعل من الجالية الفرنسية، وما يسمى بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذين يُصفعون دائما، ثم تُقدّم لهم الاعتذارات، فتراهم فرحين بها، كما حدث في حكاية “البوركيني”، حيث تسابقوا على مباركة مجلس الدولة الفرنسي، واعتباره صوت حق، وثمّنوا قرار القضاء الفرنسي، واعتبروه صوت عدالة، حتى أن أحدهم قال بالحرف الواحد، بأن دولا إسلامية كثيرة، لا تحقق الحرية للمسلمين، كما تحققها لهم فرنسا، وراح يروي تاريخا من نسج تأويلاته عما قدمته فرنسا للمسلمين دون غيرها من الأمم على مدار التاريخ.

مُقرف أن يتحوّل “البوركيني” الذي هو في الأصل من صناعة غربية، إلى حديث مصوّر وأحيانا إلى رسومات كاريكاتيرية، لدى المجتمع الفرنسي لأجل قذف المسلمات، ولكن الأكثر قرفا، أن تنتقل الصورة بأبعادها القبيحة والمضبّبة، إلى جهة المسلمين، فتحجب عنهم واقعهم الذي ساء بشكل مريع. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • متذمرة

    اعجبتني جملة " اللباس الذي ليس له علاقة بأي دين " فعلا من الاهداف غير المباشرة للحملة المسعورة ان جعلوا المسلمين يدافعون عن لباس لا يرضاه دينهم ، اما الاهداف المباشرة فهو كما يحدث عندنا مع اقتراب اي حدث سياسي تفتعل القضايا إما لاستمالة فئة معينة وكسبها لطرف معين او لإلهائها عن امر ما . المشكلة اننا كمسلمين وجزائريين ايضا نعاني من عقدة الاضطهاد واننا نحب دور الضحية و نتلذذ بالعيش فيه

  • الجاهل

    الحكومة الفرنسية تعاملت بازدواجية مع ملف الشواطئ فمن جهة منعت "البوركيني"بحجة الدفاع عن القيم العلمانية ومن جهة أخرى سمحت لنساء الكنائس (الأخوات المسيحيات) بالسباحة بالحجاب المسيحي.علاوة على أن كل من كندا وإسكتلندا سمحا للمسلمات للعمل في أجهزة الشرطة بالحجاب هذا الموقف كسر مشروع فرنسا الإستراتيجي في محاربة الخرق. وتداول صور أم يعريها رجال شرطة مدججين بالأسلحة وتبكيها ابنتها ستثير حفيظة حماة المستضعفين من داعش رغم أنهم غير مفوضين للدفاع عنهم.

  • بدون اسم

    فرنسا سقطت ولن ترفع راسها واتمن ساركوزي رئيسا لتهوى اكثر وتشتعل فعلا النران ولا يستطيع اطفائها فيوم يتحد اكثر من 10 ملايين مسلم اوعربي وافريقي ذلك اليوم تعرف خيرة لمن تعطي ابنتها قولوا ءامين

  • بدون اسم

    مجلس الدوله لا قيمه لقراراته في فرنسا و الدليل ان الثلاثين بلديه التي منعت البوركيني تستمر بمنعه دون الالتفات لمجلس الدوله.
    ثم دعني اعود بك للوراء يا عبد الناصر ففي 2004 اعطى مجلس الدوله الحق للمسلمات بارتداء الحجاب في المدارس لكن اليسار التف على قراراهم فصوت على مشروق قانون يلزم المسلمات بنزع الحجاب بالمدارس و القانون ملزم في حين قرارات مجلس الدوله استشاريه .
    كثر هم القراء و الصحفيين الذين هللوا لقرار مجلس الدوله لأنهم يجهلون آليات القرار في فرنسا . اما سركوزي او بوركوزي فلا جديد في حقده المرضي

  • صافي

    صدقنى ان ما يا يحدث في فرنسا شئء يفرحني, ليس لما يلاقيه المسلمون من تضييق و عنت و لكن للمستوى الضحل الذي وصلته النخب السياسية و الفكرية و الاعلامية الى حد ما يشبه السعار, فيما تنفرد كوريا و اليابان و الولايات المتحدة بالتفنن و الاختراع في شتى مجالات العلوم و التكنولوجيا, تنتكس فرنسا نخبا و شعبا في مماحكات و جدالات تنبئء فعلا بقرب سقوط ما يسمى الأمة الفرنسية.
    في الأخير ردا على مخزون الكراهية و الحقد الذي لدى الفرنسيين أقول sentiment partagé

  • almanzor

    المشكل ليس في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فهم لا حول لهم و لا قوة و لا يملكون إلا أن ينددوا بالقوانين المجحفة في حق المسلمين أو يباركوا إلغاءها، و لكن المشكل في الحكومات المغاربية التي لا تحرك ساكنا لحماية رعاياها المضطهدين في فرنسا، فلو تعلق الأمر بالجالية اليهودية لأقامت إسرائيل الدنيا لذلك، كما قال الشاعر :
    لو كنت من مازن لم تستبح إبلي *** بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
    إذا لقام بنصري معشر خشن *** عند الحفيظة إن ذو لوثة لانــا
    لكن قومي إن كانوا ذوي عدد ** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

  • حمورابي بوسعادة

    لا لحية ولا بوركيني ولا حجاب ولا نقاب ...كل ما في الأمر أن العلمانية التي يتغني بها الغرب ويريد تسيير تصديرها للبلدان الأخري أرادت عن سبق الاصرار والترصد التخلي عن أهم مبادئها ألا وهو تقديس الحريات الفردية والشخصية ...لذلك فإن هذا السيستيم أو السيستيمات تحمل في طياتها بذور زوالها وفنائها واندثارها ...لترك المكان للسيستيمات البديلة التي تلاحقها ...أما البوركيني ... اي صبيي يري أمه تهان بالطريقة الهمجية التي أهينت بها فرنسية مسلمة ...سيتحول الي حاقد علي المجتمع برمته ويفعل فيهم فعل صاحب الشاحنة .

  • الطيب

    فرنسا و جيشها الإعلامي و لوبياتها و متطرفيها في استنفار أمام حرب جديدة فريدة لا قبل لها بها !لم يكن أحد يتصور أن تكون آخر حرب في حياة فرنسا المحتلة للشعوب و أراضيهم ،ستكون آخر حروبها على أرضها هي وهو درس تأديبي للمحتلين و حڤارين الشعوب الضعيفة !؟ حرب نهاية فرنسا على يد الخمار و النقاب و المسجد و اللحية و تعلم العربية و القرآن و الانقلاب على التجنس و آخر الملتحقين "البوركيني"! هذا هو أكبر هَم لفرنسا اليوم لأنّ الإشكال لم يعد مع المغتربين فقط بل تعداهم إلى أبناء فرنسا أنفسهم !!و هي بداية النهاية!

  • امل

    المسلسل طويل و لا ينتهي الي يوم القيامة لاننا بكل بساطة نحن مسلمون و هم كفار .

  • سليم سليم

    فرنسا تعاني من عقدة الاستعلائية و الحقرة للآخر أصبت عين الحقيقة يا عبد الناصر فكل تصرفات فرنسا و ممثليها الفرنكوفيليين وبدرجة أقل الفرنكوفونيين مردها السيد والعبد ومكان الذيل سركوزي كفالس كنجاة كتوبيرا هم مواطنون درجة soumis ومن أراد منهم الحلم بدرجة dominant يذكر بأصله بشكل بغيض كقردة افريقيا كما وصفوا وزيرة العدل يوما واجبروها على الاستقالة لظنها انها فرنسية درجة اولى اما البوركيني فهو حل من جملة لابناء الجيل الثاني ومابعده مفاده زاوج بين الاسلام برقع والغرب بيكيني