-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رمضان بين الماضي والحاضر

البوقالات.. لعبة شعبية تتراجع بسبب سطوة التكنولوجيا

الشروق أونلاين
  • 10539
  • 7
البوقالات.. لعبة شعبية تتراجع بسبب سطوة التكنولوجيا
ح.م

تُعتبر “البوقالة” من اللُّعب التراثية الجزائرية الأصيلة التي تمتدُّ جذورها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي وحافظت على وجودها بعد الاستقلال لكنها بدأت تندثر في السنوات الأخيرة، أما بالنسبة لمضمون “البوقالة” فهو مستمد من الشعر التراثي الشعبي وبعض الأقوال والحِكم المأثورة والتي تميزت بها العائلات العاصمية منذ زمن، حيث تزين سهرات رمضان، حيث تجتمع النسوة بعد الإفطار على مائدة السهرة المزيّنة بالحلويات التقليدية كالزلابية وقبل اللوز والمقروط والقطايف والشاي.

   ومن أساسيات لعبة “البوقالة” أن تعقد كل واحدة قبل أن تسمع “الفال” وعادة ما تتولى كبيرة العائلة الجدة أو الأم  قراءته، ويكون معنى “الفال” حول الحب العفيف والحزن على فراق الأحباب والخلان والأمل بعودتهم وكذا الأمل في الزواج للعازبات، وهو ما يجعل كل واحدة من النسوة تعقد النية الخالصة قبل سماعها للبوقالة، وعادة ما تنوي “الفال” على شخص معين يكون قريبا لها لتسقط معنى الأبيات عليه كما تعقد طرفا من ثوبها أو خمارها خلال استماعها للبوقالة، والتي غالبا ما تبدأ بالتسمية والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وتكون بالشكل التالي “باسم الله بديت وعلى النبي صليت وعلى الصحابة رضيت”.

واليوم بعد التطور التكنولوجي وتغير المجتمع الجزائري، لم تعد البوقالة وجود في سهرات العاصميين والتي استبدلوها بالدردشة في الهاتف ومشاهدة التلفزيون أو الخروج للسهرات في الخارج، لتبقى “البوقالة” رهينة صفحات الجرائد أو بعض الحصص الإذاعية والتلفزيونية التي تخصص ركنا لتلاوة البوقالة في رمضان، وفي هذا السياق تقول خالتي عائشة “لم تعد نكهة رمضان مثل زمان وحتى البوقالة التي كانت تجمع الجيران وأفراد العائلة الواحدة لم يعد لها وجود” وتضيف “الزمن تغير وتغيرت معه كل شيء حتى الأسرة الكبيرة المكونة من الجد والجدة والأبناء والأحفاد  لم يعد لها وجود والآن الجيران لا يعرفون بعضهم البعض وحتى صلة الرحم أصبحت مقتصرة على اتصال هاتفي وفي الأعياد فقط” لتقول “كيف يمكن أن تبقى لعبة البوقالة في زمن البورتابل والفايسبوك”.

وفي المقابل، لا تزال البوقالة  في الحصص الإذاعية وعلى صفحات الجرائد تلقى رواجا لدى العديد من الجزائريين الذين يطربون لسماع “الفال” ويستأنسون لحظة سماعه ليتذكروا أيام زمان و”لمة” الأحباب، حيث تلقى البوقالة رواجا من قبل المستمعين للحصص الإذاعية الخاصة برمضان وتجدهم يتذكرون الماضي الجميل ويتحسرون على اندثار هذه اللعبة وسط أفراد العائلة الواحدة، لتبقى مجرد ذكرى من الزمن الجميل.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • kheira

    السلام عليكم و صح رمضانكم لقد اعجبتني كل المواضيع وانا اريد ان اكون عضوا منكم ان اردتم استودعكم الله و بحفضه و شكرا

  • ali

    لعبة محلية تعبر عن إنحطاط اللغة العربية الأصيلة عند العاصميين الذين لا يفقهون شيئا في العربية .
    حشمتونا مع القنوات العربية . يا امة ضحكت ....

  • nour

    ربي يخليك

  • hib@+@

    والله غير مسلية وتعجبني خير من ابراج واش نقول حاجة مليحة مزالها الجزائر متحافضها عليها تعتبر لعبة شعبية وقديمة

  • الحجر الأبيض

    في قديم اقتسم سكان العاصمة الجزائر المكان فاصبح للرجل الشارع و للمراة السطح وبما ان كل البيوت متراصة سمح ذلك للنسوة بالانتقال عند بعضهن البعض و اثناء اجتماعهن كانت البوقالات سيدة الجلسة حيث تنوي الواحدة بينها و بين نفسها ان تهدي البوقالة لأحدهم و يقال أنها كثيرا ما كانت أي البوقالة تعبر عن حالة صاحبتها أما فائدتها فكانت حينها السلوة الوحيدة لنساء العاصمة فالبوقالة من التقاليد العريقة في العاصمة الجزائرية حيث كان النسوة يتفنن في ابتكار الحكم
    نطلب ربي الفتاح يعطيني نحل البيبان و نشوف الهناء.

  • MOURAD

    يمارسها كل الجزائريين من أصل أندلسي والعاصمة تسعين بالمئة من سكانها أصلهم من نازحي الأندلس وكذلك البليدة أعطاهم إياها الباي صالح لما قدم إليه 90 ألف عندما أنقذهم برباروس وأخيه عروج حين هاجم سواحل إسبانيا وجلبهم بمئات البواخر في ليلة واحدة سنة 1529 فحولوا سهول المتيجة لمزارع وحدائق وجنات لخبرتهم في الزراعة والصناعات التقليدية وأعطاهم كذلك القليعة والمدية وأسكنهم قسنطينة وعنابة وتلمسان ووهران وأينما وجدت بوقالة وطرب أندلسي وغرناطي ومالوف وشعبي وقفطان ومجبود وغيره من مظاهر حضارتهم فهم أندلسيين في أ

  • مريم

    بإسم الله بديت ..و على النبي صليت ...وعلى قارءات و معلقات الشروق هذى البوقالة نويت...

    *هبط لقاع البحر ، فرّشت زربية ، خرجت لي جنية ، قالت لي واش بيك يا بنية ؟ قلت لها راحوا حبابي و خلاوني وحدانية.

    *الدالية دلات ..و دلّ العنقود ، خلي القمر ينكشف ، والسحاب يذوب ، و خلي لالات النسا تنال المرغوب.
    صح سحوركم و ربي يكتب لكم كل حاجة مليحة في حياتكم.