الشروق العربي
قد تسوء الحالة نتيجة عقوبة الوالدين للطفل أو إهانته

التبول اللاإرادي ليس مجرد مشكلة عابرة فاحذروه

الشروق أونلاين
  • 5519
  • 5

تكابد الكثير من الأمهات الأمرّين في حال ما إذا كان أطفالهن يعانون من مشكلة التبول اللاإرادي ليلا، الأمر الذي قد ينعكس على نفسيتهم، خاصة إذا كانوا محاطين بإخوتهم أو زملائهم بالمدرسة، فيصبح الأمر صعبا جدا.

وقسّمت الدكتورة نعيمة بن موسى طبيبة أطفال التبول اللاإرادى إلى نوعين: “لدينا تبول ليلي ابتدائي يلازم الطفل منذ الولادة وحتى بعد عمر 5 سنوات ويجعله يتبول لاإراديا وهذه تمثل 80 من المائة من الحالات، وآخر ثانوي، أي أن الطفل يتحكّم في البول ليلا لفترة لا تقل عن 56 شهرا، ليفقد السيطرة عليه بعد ذلك وهذه الحالات تمثل 20 من المائة من الحالات”.

أما عضويا، فترجع الأخصائية أسباب التبول اللاإرادي إلى: “مشاكل فيزيولوجية مثل نقص الهرمونات أو التهاب في المسالك البولية، أو تأخر نضوج الطفل عصبيا، وتمثل حالات تأخر نضوج الطفل 20 من المائة من الحالات في الأطفال عند عمر 5 سنوات و10 من المائة من الحالات عند عمر 8 سنوات، أما في الكبار فتمثل 1 من المائة وتحدث في الذكور أكثر من الإناث بثلاث مرات، وتصاحب الطفل الأول أكثر من الطفل الثاني، كما يتكرر حدوثها أكثر في أبناء الطبقات الفقيرة، والتاريخ الأسري في هذه الحالات مهم، فسوف نجد أن 30 من المائة من الآباء و20 من المائة  من الأمهات قد حدث لهم تبول لاإرادي أثناء الطفولة، كما أن الإخوة الأكبر سنا عانوا نفس المشكلة عند الطفولة. وتختلف حالات التبول اللاإرادي من طفل إلى آخر، ولكن غالبا ما يحدث التبول يوميا في معظم الحالات وقد تسوء الحالة نتيجة عقوبة الوالدين للطفل أو إهانته”.

لتضيف: “أي طفل يعاني من هذه الحالة لابد من إخضاعه لكشف طبي عام، بدءا بصحته الجسدية إلى حالته العقلية ونموه العقلي، فقد يكون التخلف العقلي أحد أسباب التبول اللاإرادي، وفحص العمود الفقري للطفل مهم لاكتشاف وجود عيوب خلقية من عدمه، وننصح بمرافقة الطفل أثناء التبول لاكتشاف أي مشكلة بالمسالك البولية كضعف سريان البول أو اعوجاج سريان البول أو حدوث تنقيط أثناء التبول أو وجود آلام، فقد يكون هناك ضيق بعنق المثانة أو بمجرى البول أو التهاب بولي وكلها تؤدي إلى التبول اللاإرادي، والعلاج يكون حسب الحالة”.

ومن الأسباب النفسية تقول الدكتورة فضيلة بختي: “حينما يشعر الطفل بالنقص والاكتئاب والتهميش، ينعزل عن أسرته وعن العالم الخارجي، ويصبح خجولا طوال الوقت، خاصة إذا كان يتعرض للضرب والتوبيخ كلما تبول في السرير، ولمساعدته للتغلب على هذه المشكلة ننصح نحن الأخصائيين النفسانيين الوالدة بـ:

*اختيار أوقات الشرب في النهار شيء مهم، ولابد من تقسيم الكمية وتفادي الكأس كبيرة الحجم قبل النوم . في الحقيقة من الضروري تفاديه 4 ساعات قبل النوم.

*تذكير الطفل بضرورة الذهاب إلى المرحاض قبل النوم مباشرة، وإذا تطلب الأمر أيقظيه في الليل مرتين أو ثلاث.

*اتركي له ضوء المصباح مشتعلا في الغرفة فهذا قد يجعله يستفيق بسهولة للتبول.

*شجعيه عند الوصول إلى دورة المياه، ولا تطفئي الضوء في الرواق واتركي باب الغرفة مفتوحا قليلا، حتى يشعر بأن العملية بسيطة، وحاولي مساعدته على النوم ساعات كافية في الليل، وأن ينام بالنهار ساعة واحدة فقط، فذلك يدفع به للتغلب على مشكلة النوم العميق.

*وفري لطفلك جوا هادئا في المنزل لإبعاد القلق والتوتر عنه، وعامليه بالحسنى إن تبول، فالعكس، لأنه يؤدي إلى استمرار حالة التبول.

*حاولي أن تجعلي حياته بسيطة وأن ينام في سريره الجاف، اقترحي عليه ملابس داخلية في عمره تتلاءم مع مشكلته وبالتالي يستطيع اقتناءها عند النوم مع الأصدقاء، لكن لا تجبريه على ارتدائها.

*ضعي له سلة جميلة يضع فيها ملابسه غير النظيفة سواء في الغرفة أو في الحمام، المهم انه يتكفل بنفسه ويلتزم بوضع حاجياته الوسخة عندما يستيقظ بكل سهولة، وتعويده على ذلك حتى يشعر بمسؤوليته تجاه هذه المشكلة.

*امنحي الطفل الثقة في النفس بأنه قادر على التغلب على هذه المشكلة، كما يمكنك أن تقولي له عبارات جميلة لتشجيعه وترفعي من معنوياته إذا كان سينام بعيدا عنك أي مع أصدقائه أو عند الأهل، وتفادي التوبيخ والإذلال، وانصحي إخوته بتجنب السخرية منه.

*أمتعيه بغذاء صحي وخال من التوابل الحارة أو من الموالح والسكريات.

مقالات ذات صلة