-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التحالف الدولي الجديد

الشروق أونلاين
  • 3844
  • 0
التحالف الدولي الجديد

تأكد من النتائج المحتشمة التي تمخض عنها لقاء الجزائر الأخير المسمى “اللقاء التنسيقي لدول الساحل من أجل مكافحة الإرهاب” أن الدول الإفريقية المتاخمة للصحراء الكبرى دون استثناء تعاني من ويلات التدخل الأجنبي الأمريكي والفرنسي السافر المباشر وغير المباشر في شؤونها الداخلية أكثر مما تعاني من ويلات الإرهاب…

كما تعاني من خلافاتها الثنائية والمتعددة أكثر مما تعاني من الإرهاب والاتصالات واللقاءات التي تعقدها فيما بينها تبرز أن جهودها منصبة على تصفية الحسابات أكثر مما هي منصبة على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة سواء كانت حقيقية أو مفتعلة ومدبرة من قبل الدول الغربية الكبرى المتنافسة على الاستحواذ على المكامن والثروات الطبيعية للمنطقة.

الدليل على هذا أن المغرب لم يشارك في لقاء الجزائر على الرغم من أنه المعبر الأساسي للهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا والتي تعتبرها هذه الأخيرة جزءا لا يتجزأ من مشكلاتها الأمنية المرتبطة بدول الساحل وبالتالي جزءا من الإرهاب ومكافحته، مما حذا بالمراقبين إلى التساؤل عما إذا كان هذا الغياب غيابا إراديا يدخل في إطار الخلافات والشقاقات المذكورة أم أنه من إملاء طرف آخر يريد تعميق الجراح والهوة بين هذه البلدان لشلها عن أي حركة في اتجاه فرض الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بصورة فعالة؟ الدليل الآخر هو أن ظل الخلافات بين الجزائر وموريتانيا من جهة ومالي من جهة أخرى قد كان ثقيلا على لقاء الجزائر والذي كان مجرد لقاء وزاري تشاوري.

بدل أن يكون قمة لرؤساء الدول المعنية على الأقل لإثبات الحضور والجدية في مواجهة الحضور الأمريكي والفرنسي القوي والسافر المرفوق بالاستفزازات اليومية والاثارة والبحث عن الحجج الكفيلة بإقصاء المعنيين تماما والاستئثار بكل عمليات الأمن ومكافحة الإرهاب بدعوى أنه إرهاب شامل للقاعدة يجب أن تكون مكافحته شاملة على غرار ما يجري في أفغانستان والعراق.

وقد بلغ الضعف بالمعنيين الحقيقيين من دول المنطقة أن البيان الختامي للقاء الجزائر وإن ركز على “خطر التدخلات الأجنبية في المنطقة وتكالب بعض الدول الكبرى” إلا أنه لم يذكر فرنسا أو أمريكا بالاسم ولعل هذا من نتائج الضربات الاستباقية التي وجهتها فرنسا للقاء الجزائر عندما صرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية وبشيء من التهديد أن بلاده مستعدة لتكون قاطرة لمكافحة الإرهاب في دول الساحل وأكثر من هذا إن التردد الإفريقي والمواقف المتخاذلة للدول المعنية المطلة على الساحل أو الصحراء الكبرى قد شجع قوة دولية أخرى هي بريطانيا على الخروج من صمتها والإعلان عن نيتها بدورها في المشاركة فيما أصبح يسمى بمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي على الرغم من أن ذلك جاء مغلفا بالثناء على مبادرة الجزائر ودعمها… فهل نحن بصدد تشكيل تحالف دولي جديد للاستيلاء على المنطقة وثرواتها على غرار التحالف الذي تشكل لاحتلال أفغانستان ثم العراق؟.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!