-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دشنها رئيس الجمهورية قبل 6 أشهر فقط

التخريب يطال القطارات الكهربائية الجديدة والسلطات تحصي 122 حادث

التخريب يطال القطارات الكهربائية الجديدة والسلطات تحصي 122 حادث

رغم مرور 06 أشهر على تدشينها من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تشهد القطارات الحديثة التي اقتنتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية من سويسرا وإسبانيا من نوع “الأوتو راي” و”الأتوميتريس” اعتداءات غير مسبوقة من شباب يمارس هواية الرشق بالحجارة فتسببت في وقوع 122 حادث وإحالة عشرات القاطرات إلى ورشات الصيانة والنتيجة فاتورة خسائر تزحف نحو رقم نصف مليار سنتيم، ناهيك عن العجز في نقل 30 ألف مسافر يوميا، مما يكبد خزينة الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية ـ ناحية الوسط خسارة إضافية تقدر بـ 100 مليون سنتيم.

  • تتعرض هذه الأيام القطارات الجهوية التي تربط ما بين المدن (الأوتوراي) إلى الرشق بالحجارة وتسببت في وقوع 65 حادث منذ دخولها الخدمة في جويلية 2008 وألحقت أضرارا بليغة في نوافذ القاطرات استدعت توقف عدد منها عن الخدمة كما لم يسلم القطار الضاحية الكهربائي الذاتي الدفع “أوتوموتريس” من الإ عتداءات حيث سجلت الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية ناحية الوسط 28 حادث يتمثل في تهشيم النوافذ الجانبية والأمامية للقاطرات وأضرارا أخرى لتصل عدد الحوادث المسجلة منذ بداية العام إلى 57 حادث مما دفع عددا من العربات إلى دخول ورشات الصيانة
  • كما أدى الاعتداء على أحدث وسيلة للنقل في الجزائر إلى إصابة 27 شخصا بجروح خطيرة جراء الرشق بالحجارة وأغلبهم من أعوان الشركة.
  • وفي سياق متصل، لاتزال الممرات السطحية غير المحروسة في تسجيل حوادث مميتة وخسائر فادحة في القطارات الجديدة وذلك بسبب تهور أصحاب السيارات المارة فوق السكة حيث خلفت السنة الماضية مقتل 11 شخصا وإصابة 25 آخرين بجروح خطيرة، كما أن سرقة الكابلات تقف وراء مشكل تعطل إشارات المرور والنتيجة تأخر القطارات عن مواعيد الإنطلاق والوصول.
  • وتشير أرقام الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بأن الخسائر التي لحقت بالقطارات بفعل الرشق بالحجارة منذ بداية دخولها الخدمة سجلت في مختلف الخطوط السككية بينما يحتل الخط الربط بين الجزائر العاصمة ومدينة وهران المرتبة الأولى بـ 61 حادث في حين تأتي المرتبة الثانية القطارات التي تربط مدينة قسنطينة بالجزائر العاصمة بـ 38 حادثا، بينما يأتي الخط الرابط بين ولاية عنابة والجزائر العاصمة في المرتبة الثالثة من حيث تعرضه للرشق بالحجارة بـ 16 حادث وباقي الحوادث سجلتها الشركة بين سكيكدة وقسنطينة ووادي التليلات وبني صاف وبين هذه الأخيرة وتلمسان من الجهة الغربية. أما في ولايات الشرق فتبقى القطارات التي تمر عبر خط جيجل وسوق اهراس وبرج بوعريريج والمسيلة الأكثر تعرضا لخطر الرشق بالحجارة والاعتداء بأدوات حديدية أخرى.
  • أما قطار الضاحية “أوتومتريس” فيتعرض عادة للإعتداء في محطات بالعاصمة مثل الحراش والسمار وجسر قسنطينة والدار البيضاء من الجهة الشرقية، كما لم يسلم من الرشق في خميس مليانة بولاية عين الدفلى والأخضرية بالبويرة وبوفاريك بولاية البليدة.
  • ورغم أن القطار الكهربائي الجديد حديث وواسع ومجهز بعدة وسائل للراحة والرفاهية وتصل سرعته إلى 120 كلم في الساعة، صامت ودون أضرار صوتية، ويتكون من أربعة أرتال عربات ويوفر 586 مكان للوقوف و144 مكان للجلوس، ومع كل هذه الخصائص الذي يتمتع بها إلا أن ذلك لم يمنع من رشق هذه الوسيلة بالحجارة وإلحاق أكبر قدر من الأدى بها سواء على العربات أو المسافرون أو حتى سائقي القطارات وهم يطرحون أكثر من علامة استفهام »لماذا يعتدون على ممتلكتهم…«.
  • سائقوا القطارات: الأمر في غاية الخطورة ويجب معاقبة مرتكبي هذه الافعال
  • عبر عدد من المسافرين الذي تنقلنا معهم عبر خط البليدة ـ الجزائر العاصمة في قطار الضاحية الجديد “أوتوميتريس” عن أسفهم لمثل هذه التصرفات، مقترحين على إدارة الشركة الوطنية لنقل المسافرين بالسكة الحديدية إقحام مصالح الأمن لحماية الأشخاص والممتلكات وتشديد العقوبة عن كل شخص يتم توقيفه بتهمة الرشق بالحجارة أو بأدوات حديدية أخرى، ويستدعي كما قال لنا أحد المسافرين إنشاء مسافة أمنية في محيط تنقل القطار يتولى حراستها أعوان أمن مهمتهم ترصد المعتدين وحماية المسافرين من خطر الأحجار، ويتوزع أعوان الأمن ـ كما أضاف المتكلم ـ في المناطق المعزولة التي تستغل عادة لمثل هذه الممارسات.
  • ويروي لنا مومن توفيق، وهو مراقب رئيسي بقطار الضاحية رافقنا إلى البليدة، عن حادثة عايشها بنفسه قبل 4 سنوات وهي تعرض آنسة في محطة بودواو ببومرداس إلى الرشق بالحجارة انجر عنها فقء إحدى عينيها وهي تذرف الدموع أمام الجميع قائلة »يا ناس لم يبقى على تاريخ زواجي سوى أسبوع واحد فقط«.
  • وأضاف ذات المسؤول بأن حالات لا تحصى لزملاء له تعرضوا للإعتداء بالحجارة لاتزال آثارها على أجسادهم لحد الساعة.
  • أما الشايب حسين وهو السائق الذي تنقلنا معه في القطار والذي تعرض هو الآخر إلى الرشق بالحجارة على مستوى محطة الرويبة وأصابته في الدماغ وتطلب الأمر سنوات للعلاج منها، فاعتبر الأمر في غاية الخطورة والمرتكب لمثل هذه الأفعال يجب أن يعاقب عقوبة مشددة حفاظا على أرواح الناس وممتلكاتهم.
  • 33 مليار دينار لعصرنة السكة الحديدية
  •  
  • تشغيل خطي السكة الحديدية بضاحية الجزائر العاصمة الذي أعطاها رئيس الجمهورية إشارة الانطلاق في ماي الماضي جاءت في إطار تحديث وسائل النقل العمومية والتخفيف من أزمة النقل في العاصمة أصبحت عرضة للتخريب لإنعدام الحس المدني وقلة الوعى لدى الشباب المتهور.
  • ويندرج هذا المشروع والذي أبرم مع الصانع السويسري “ستادلير لوسنانغ أ. جي” في إطار المتعلق بعصرنة السكة الحديدية الذي بلغت كلفته 14 مليار دينار. وباقتناء هذه القطارات، سيكون بإمكان الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية الحصول على “مردود تجاري كبيرالأهمية”، في إنتظار انجاز خطوط أخرى مماثلة مثل الخط الرابط بين باب الزوار ومطار هواري بومدين وزرالدة ـ بئر توتة مرورا بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله
  • والثنية ـ تيزي وزو والثنية ـ برج بوعريج، وكذا مشروع يتضمن كهربة الطريق الاجتنابي شمال الجزائر العاصمة بسعة 25 كيلوفولط. كما تتضمن الصفقة المبرمة مع الصانع السويسري توفير مقلدة قيادة بمجموعات تجهيزات وأدوات خاصة والمساعدة التقنية لاستغلال وصيانة القاطرات خلال السنوات الثلاثة الاولى وكذا تكوين مستخدمي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة.
  • وفيما يتعلق بخطي القاطرات من طراز ديزيل فيربطان الجزائر العاصمة ببجاية على طول 256 كلم والجزائر العاصمة بسطيف على طول 300 كلم. وقد اقتنتها الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في إطار صفقة مبرمة مع الصانع الاسباني (صناعات وملحقات السكك الحديدة (أس. أ) المتضمنة توفير17 قاطرة وعتاد خاص ومساعدة تقنية لمتابعة صيانة القاطرات. ويسمح هذا المشروع الذي قدرت كلفته بـ 9 ملايير دينار للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة بمواصلة عصرنة خطوط المساحات الطويلة بشكل تدريجي
  • رفيق جوادي مدير مكلف بالعتاد بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية للشروق
  • الحملات التحسيسية لم تجد نفعا في وقف الاعتداءت
  •  
  • قال رفيق جوادي المدير المركزي المكلف بالعتاد بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في تصريح للشروق بأن رشق القطار من نوع “الأوتو راي” و”الأوتومتريس” اللذان دخل حديثا الخدمة سيؤثر بدون شك على مردوديتها التجارية ويؤدي إلى تذبذب في برامج الرحلات ومواعد انطلاقها بسبب تحويل العربات إلى ورشات الصيانة إذ يتطلب إصلاح نوافد قطار واحد يقول نفس المتحدث 3 أيام كاملة، مشيرا إلى أن فاتورة 65 حادث كلفت الشركة لحد الساعة 260 مليون سنتيم دون حساب الأضرار التي تسجل في مواقع أخرى وتكلف الشركة مبالغ باهضة.
  • ورغم الحملات التحسيسية التي قامت بها الشركة الصائفة الماضية بخصوص عدم الرمي بالحجارة أو الأخطار المرتبطة بالممرات السطحية غير محروسة حيث تم طبع نحو 150 ألف مطبوعة وزعت على المسافرين فضلا على الومضات الإشهارية في الإذاعة والتلفزيون، إلا أن ذلك يقول رفيق جوادي لم ينفع في وضع حد لهذه الحوادث في مختلف جهات الوطن فضلا على تعرض القطارات إلى سرقة الكوابل وتعطل إضاءة الإشارات وتخريب هواتف الاتصال الموجودة في المحطات، مما دفعنا يقول المكلف بالعتاد للتعامل بأجهزة الراديو لضمان تنقل قطارات وتأمين السلامة للمسافرين، كما لم يخف ذات المتحدث تذمره من العراقيل التي تصادف السائقين عبر الخطوط من ذلك رمي النفايات على السكك الحديدية وتنقل الأشخاص والتلاميذ عبرها وإحداث ممرات داخل الأسوار لضمان اختصار الطريق أمام ترخيص السلطات المحلية بإقامة تجمعات سكانية بمحاذاة الأماكن التي تعبر فيها القطارات، وعند الحوادث توجه أصابع الاتهام لسائقي القطارات، وفي هذه الحالات ـ يقول رفيق جوادي ـ لا نملك سوى تقديم الشكاوى لمصالح الأمن.
  • فريدي عزالدين مدير جهوي بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية
  • توقف “الأوتومتريس” يكلف خسارة يومية بـ 100 مليون
  • أوضح المدير الجهوي للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ـ ناحية الوسط السيد فريدي عز الدين في تصريح خص به الشروق اليومي الذي رافقنا في رحلتنا على متن القطار بإتجاه البليدة أن موضوع “الرشق بالحجارة” يتطلب دراسة بسيكولوجية لنفسية هؤلاء المعتدين ونطرح عليهم سؤالا واحدا فقط: لماذا يهاجمون قطارا وضع أصلا لخدمتهم؟ مما يستدعى، يقول فريدي عزالدين، حملة توعوية واسعة النطاق خصوصا في المدارس وحتى المساجد مع وجوب انخراط أولياء الأمور في هذه العملية لوقف تخريب ممتلكات الشعب دون الحديث عن الخسائر المادية التي تنجم عن توقف القطار وإحالته على ورشة الصيانة.
  • وفي هذا السياق، قدرت فاتورة الخسائر التي لحقت القطار الكهربائي منذ دخوله الخدمة في 02 ماي 2009 حدود 160 مليون سنتيم.
  • وأضاف ذات المسؤول بأن توقف القطار الكهربائي الجديد لمدة ثلاثة أيام مدة إدخال القاطرات إلى ورشة الصيانة يكبد خزينة الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية قرابة 100 مليون وهي قيمة التذاكر التي يفترض أن تباع في هذه المدة فضلا عن العجز في نقل 30 ألف مسافر يوميا عبر قطار الضاحية والذي يضمن 35 رحلة في اليوم الواحد. وبخصوص الإجراءات والتدابير المتخدة لوقف الإعتداءات، كشف المدير الجهوي فريدي عزالدين عن إتصالات تجريها إدارة الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية مع السلطات المحلية من جهة ومع مصالح الأمن للتدخل في المناطق السوداء التي تسجل فيها الحوادث وذلك لوضع حد لهذا النوع من الإعتداءات.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!