-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التربية الإسلامية: عِللٌ حقيقية أم تحاملٌ بغير دليل؟

بقلم: عيسى جرّادي
  • 316
  • 0
التربية الإسلامية: عِللٌ حقيقية أم تحاملٌ بغير دليل؟

قدَّمت اللجنة الفرعية المكلفة بالإصلاح البيداغوجي، تقريرا أوّليًّا ضمَّنته ما تراه تشخيصا لواقع التربية الإسلامية في المدرسة الجزائرية في أطوارها الثلاثة، ثم أعقب هذا التقرير بنسخة استدراكية تضمّنت ما يمكن اعتباره تصحيحا لهفوات فيه، وللوقوف على الأحكام غير الموضوعية لهذا التشخيص والتي بلغت حد التحامل والافتراء، أورده كما هو.

التشخيص الأولي:
(يظهر أن ضعف مستوى الجامعيين في كليات أصول الدين واختيار الكثير منهم تدريس مادة التربية الإسلامية، ليس من أجل التعمق في التربية الإسلامية وإنما لإكمال دينهم، ويظهر أن ذلك مؤشرٌ واضح على فشل العملية التربوية في غرس المبادئ والقيم الإسلامية عند التلاميذ، رغم أن الأهداف المسطرة في المدرسة الجزائرية تعطي مكانة هامة للمحتوى الديني الذي يتلقاه التلاميذ، وكما هو الحال بالنسبة لمادة التربية المدنية فإن المعلمين في ماد التربية الإسلامية على اختلاف مستوياتهم ونوعياتهم لهم تأثير غير مريح بالنسب للمتعلمين، أضف إلى ذك جملة من السلبيات تتمثل في ما يلي:
– انعدام الجاذبية في الدروس، مثل الصور والرسومات والجماليات في الكتب.
– انعدام التقييم.
– انعدام المراجعة والمتابعة المستمرة.
– عدم وجود تدرُّج في سرد أو تدريس المواضيع حسب التسلسل المنطقي والواقعي، إذ نجد درس الحج يسبق درس الصلاة مثلا.
– عدم مراعاة السن في اختيار المواضيع، مثلا يجري تدريس الجنازة وعمق القبر للأطفال دون العاشرة، وهذا ليس الوقت المناسب لإعطاء المعلومات حول الموضوع للأطفال الصغار.
– إقحام مواضيع لا تساعد على حفظ التوازن النفسي للتلميذ، عندما يقدَّم للتلميذ درس عن قطع اليد بسبب السرقة وكيف يتم غطسُها في الزيت المغلي وتخييطُها.
– هذه المادة لم تؤدِّ رسالتها على الوجه المطلوب، إذ نجد بعض التلاميذ يقطعون ورقاتٍ من المصحف الكريم للغش بها في امتحان التربية الإسلامية نفسها، وهذا مؤشر يدل على وجود خلل في تدريس هذه المادة.
– عدم إسناد مادة التربية الإسلامية إلى المعلمين الأكفاء أو من ذوي الاختصاص وحصرها في أستاذ اللغة العربية الذي يمكن ألا يكون كفؤا في هذا التخصص أو غير مقتنع بالمبادئ الإسلامية.
– غياب النماذج لشخصيات إسلامية متميزة بسمو الأخلاق والمواقف المشرفة والسعي لتحقيق أهداف جماعية نبيلة.
– المواد التعليمية الأخرى كالعربية والتاريخ والجغرافيا لا تساعد على ترسيخ القيم الإسلامية في نفوس التلاميذ، ولعل ذلك ناشئ عن انعدام التنسيق بين المجالس التنسيقية.
– غياب مبدأ تقديس العمل وعدم اعتباره عبادة.
– يلاحَظ أن تدريس مادة التربية الإسلامية يتم بطريقة تخويفية وهذا راجعُ لنقص في التكوين وعدم قدرة المعلم على التبليغ.

التشخيص المعدل:
(يظهر أن تدريس مادة التربية الإسلامية لم يرافقه نجاحٌ في غرس المبادئ والقيم الإسلامية في التلاميذ، رغم أن الأهداف المسطرة في المدرسة الجزائرية تعطي مكانة هامة للمحتوى الديني الذي يتلقاه التلاميذ، وكما هو الحال بالنسبة لمادة التربية المدنية، فإن المعلمين في مادة التربية الإسلامية، على اختلاف مستوياتهم ونوعياتهم، لهم تأثير غير مريح في المتعلمين، أضف إلى ذلك جملة من السلبيات تتمثل في:
– قلة وسائل التشويق في الكتب المقررة.
– ضعف المتابعة الميدانية المستمرة.
– عدم وجود تدرُّج في تبويب المستويات والمواضيع حسب التسلسل المنطقي والواقعي بما يتلاءم مع قدرات وأعمار التلاميذ.
– إقحام مواضيع لا تساعد على حفظ التوازن النفسي للتلميذ خاصة عندما يقدَّم له درس بطريقة سطحية كعقوبة السرقة وغيرها.

إنّ الادِّعاء بأن مادة التربية الإسلامية لم تؤدِّ رسالتها على الوجه المطلوب (ضرب المثل بالتلميذ الذي يقتطع أوراقا من المصحف الشريف من أجل أن يغش) غير منصف، فهل التصرُّفات الفردية تقطع بحكم مطلق؟ والحال هكذا لمَ لا يُعمَّم هذا الحكم على كل المواد، إذ تسجَّل حالات الغش أيضا؟

– هذه المادة لم تؤدِّ رسالتها على الوجه المطلوب، إذ نجد أن سلوكيات بعض التلاميذ تتنافى مع القيم الروحية السامية للدين الإسلامي.
– عدم إسناد مادة التربية الإسلامية إلى المعلمين الأكفاء أو من ذوي الاختصاص وحصرها في أستاذ اللغة العربية الذي قد لا يكون كفؤا في هذا التخصص.
– قلة الاهتمام بالنماذج لشخصيات إسلامية متميزة بسمو الأخلاق والمواقف المشرفة في خدمة الأهداف الوطنية والإنسانية النبيلة.
– ضعف مبدأ تقديس العمل وعدم اعتباره عبادة في محتويات الدروس.
– يلاحَظ أن تدريس مادة التربية الإسلامية يتم بطريق تقليدية تقلل من فعالية التفكير والحوار، وهذا مردُّه إلى نقص في التكوين وعدم إتِّباع طرق بيداغوجية تجعل مشاركة المتعلمين إيجابية.
– تفتقر هذه المادة إلى النصوص التربوية التي تساعد على تكوين التلميذ تكوينا يغذي الثقة بالنفس والتطلع إلى الأفضل).
إلى ماذا يقود هذا التشخيص؟
هذه الأحكام غير موضوعية إطلاقا، وتجانب الصواب في أغلبها.. وإن لم تخلُ بعض الملاحظات الواردة في التقرير من الصواب، وأسجِّل هنا هذه التحفظات:
– الادِّعاءُ بأن مادة التربية الإسلامية لم تؤدِّ رسالتها على الوجه المطلوب (ضرب المثل بالتلميذ الذي يقتطع أوراقا من المصحف الشريف من أجل أن يغش) غير منصف، فهل التصرُّفات الفردية تقطع بحكم مطلق؟ والحال هكذا لمَ لا يُعمَّم هذا الحكم على كل المواد، إذ تسجَّل حالات الغش أيضا؟
– عرض أمثلة قاسية أمرٌ مقصود، والهدف من ذلك إحداث نوع من التقزُّز في النفس كقطع اليد وغطسها في الزيت المغلي!
– ادِّعاءُ غياب مبدأ تقديس العمل وعدم اعتباره عبادة، في أي كتاب مدرسي أو منهاج قيل هذا؟
– ادِّعاء إسناد تدريس التربية الإسلامية لـ(غير المقتنعين بالمبادئ الإسلامية).. سيحصل هذا لو أن معلما أو أستاذا مُلحدا أو من غير المسلمين افتراضا، تصدَّى لتدريس هذه المادة بغرض تحريفها، ما عدا ذلك لا نجد من يدرِّس التربية الإسلامية وهو ينكر مرجعيتها.
– التدريس بأسلوب التخويف، ولا هذا أيضا يحصل في الواقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!