-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لجنة التحقيق البرلمانية تنهي صياغة تقريرها

التصريح الكاذب والفوترة والاحتكار وراء الندرة المزعومة

أسماء بهلولي
  • 6328
  • 13
التصريح الكاذب والفوترة والاحتكار وراء الندرة المزعومة
أرشيف

خلص تقرير لجنة التحقيق البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني حول أزمة الندرة والمضاربة بالمواد واسعة الاستهلاك إلى الكشف عن تجاوزات خطيرة مست أسواق الغذاء في الجزائر، وأحدثت خللا بين العرض والطلب خلال الأسابيع الأخيرة، ممثلة في التصريح الكاذب بحجم مخزون المواد الأساسية من طرف المنتجين الذين قدموا أرقاما خيالية حول وفرة الزيت والسكر والحليب، ونفور التجار من التعامل بنظام الفوترة وجهلهم بالقوانين إضافة لاحتكار الموزعين للمواد الأساسية.

اجتمع، الإثنين، أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية والتجارة والتخطيط بالمجلس الشعبي الوطني، لإعداد التقرير النهائي الخاص بعمل لجنة التحقيق البرلمانية التي تتمحور حول قضية ندرة المواد واسعة الاستهلاك في السوق، وذلك تمهيدا لرفعها للجهات الوصية، وحسب مصادر “الشروق”، فقد تضمن التقرير النهائي الذي رفع لرئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، العديد من النقاط الحساسة التي تسببت حسب معدي التقرير في حدوث ندرة في السوق على رأسها قضية التصريح الكاذب بحجم المخزون من طرف المنتجين الذين يقدمون حسب المصدر ذاته، أرقاما خيالية لا تعكس الواقع، الأمر الذي حمله أعضاء لجنة التحقيق إلى مسؤولي الوزارات المعنية على غرار الصناعة والتجارة، ومن بين النقاط التي جاءت في التقرير، قضية نفور تجار الجملة والتجزئة من التعامل بنظام الفوترة بسبب جهلهم بالقوانين، حيث تم رصد حالات تهرب من المتاجرة بهذه المواد لأن هامش الربح – حسبهم – قليل رغم أن القوانين واضحة بهذا الشأن وتم تعديلها مؤخرا، من خلال صدور مراسيم ترفع من قيمة هامش الربح في مادة الزيت على سبيل المثال إلى 650 دينار لصفيحة 5 لترات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشجع التجار على المتاجرة بهذه المادة.

وحسب التقرير، فإن نقص التحسيس من قبل الوزارات المعنية في قضية التعامل بنظام الفوترة، قد تسبب في حدوث أزمة، حيث تم تسجيل حالات لتجار ليسوا على دراية بأن الفوترة تفرض فقط على القيمة المضافة ولا تفرض على السعر الإجمالي، الأمر الذي جعل التوزيع محتكرا فقط على الموزعين التابعين للمصانع، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حسب معدي التقرير.

ومن بين النقاط التي تم تسجيلها، والتي وصفت في التقرير النهائي بالمبهمة قانون المضاربة الجديد الذي بقي مجهولا بالنسبة للتجار الذين أبدوا في- حديثهم- لأعضاء لجنة التحقيق تخوفهم من العقوبات المفروضة على المضاربين خاصة في حالة بقاء المنتوج مكدسا لدى التجار ما يضعهم في حرج ويجعل السلع حسب وصفهم معرضة للمضاربة، إضافة إلى قضية تعويض مصانع إنتاج الزيت الخام فغياب القوانين المحددة لتعويض هؤلاء حسب معدي التقرير جعل المجمعات في حرج ودفع البعض منهم لتصدير مادة الزيت الخام لدول الجوار بدل تحويلها للسوق المحلية.
للإشارة، فقد سبق لرئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني، اسماعيل قوادرية، أن أكد في تصريح لـ”الشروق” بأن التقرير النهائي جاء بعد إنهاء سلسلة زيارات ميدانية إلى وحدات الإنتاج والتوزيع الخاصة بزيت المائدة ومواد أخرى واسعة الاستهلاك في عدة ولايات منها أدرار، برج باجي مختار، ميلة، أم البواقي، وهران، معسكر وبجاية.

وأوضح المتحدث، أن أعضاء اللجنة من خلال الزيارات التفقدية للمصانع اطلعوا على ظروف الإنتاج وكميات التخزين وطريقة التوزيع وتواصلوا مع بائعي الجملة وتتبعوا سلسلة التوزيع وخلصوا إلى عدة نتائج تخص الأسباب التي تقف وراء الندرة وارتفاع الأسعار سواء الجهات المتدخلة في العملية أو العراقيل الناجمة عن القوانين المتحكمة فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • طارق

    بكل صراحة أعيدوا أحد وزراء التجارة السابقيين إلى منصبه، فهم أدرى بكواليس هذه الوزارة وليس كوزير أكاديمي يناقض حتى نفسه في أبجديات الإقتصاد ''قانون العرض والطلب''. الأمور تفاقمت ولم تعد تحتمل. غلاء، ندرة، غلق مصانع ومحلات، تسريح عمال وإنهيار القدرة الشرائية. إلى أين؟؟؟؟

  • علي عبد الله الجزائري

    اتفق مع صاحب تعليق رقم 2 فقد لخص الحقيقة الخفية منذ مجيء تبون صرح بانه سيخفض فاتورة الاستيراد لاكثر من النصف ظنا منه ان تستنزف الخزينة والاحتياط بالخارج لكنه لم يدرس حجم الاستهلاك الداخلي مع تضاعف عدد سكان الجزائر وتضاعف معه حجم استهلاكهم حتى يتم تعويضه بانتاج محلي يحقق الامن الغذائي ثم يعوض فاتورة الاستيراد بدل تقليصها بل الكارثة حين تقوم بتصدير الانتاج الداخلي من خضروات وفواكه وتمور ومواد نصف اولية للخارج وتعلم انه هناك ندرة بالسوق الداخلية تضاعفت اسعارها لاضعاف فلو تمت دراسة الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للبلد بشكل شامل قبل اتخاذ قرارات ارتجالية لما ارتفعت الاسعار

  • amremmu

    في كل دول العالم يستقيل المسؤولين بمجرد عجزهم على حل معظلة ما أو نتيجة أن الأمور تسير عكس قناعاته .... الا في الجزائر أين ومهما تكن المصائب والكوارث التي تسبب فيها مسؤول ما لكنه يتشبث بالمنصب ولا يفارقة ولو تعرض لأطنان من الانتقادات المثبتة بالأدلة والبراهين . عجيب أمر هؤلاء الذين شاهدنا العديد منهم قبل سنوات ينتقد ويطرح حلول ويحكي : لو كنت في مكان فلان لفعلت ولقررت ووووووو ويوم فتحت أمامهم أبواب المسؤولية فشلوا فشل ذريع بل أكثر من سابقيهم الذين كانوا ينتقدونهم .

  • المتأمل

    أولا : يتباهون أنهم قلصوا فاتورة الاستيراد ... والحقيقة أن ذلك ناتج من التقليص من الكميات المستوردة مما نتج عنه اختلال التوازن بين العرض والطلب والنتيجة ارتفاع أسعار كل السلع ودون استثناء .. وثانيا : يتباهون بأن الصادرات خارج المحروقات حققت مداخيل ب 5 ملايير دولار لأول مرة منذ الاستقلال والحقيقة أن ذلك الرقم ناتج من تصدير قوت الجزائريين نحو الخارج وتصدير مواد البناء كالحديد ........ مما تسبب في فقدانها ثم رفع أسعارها .

  • amremmu

    كل ما يقال هنا وهناك خزعبلات لا يحتاج المواطن البسيط الى سماعها ولا الالتفات اليها ... فالقضية بكل بساطة : تستطيع أو لا تستطيع . فاما ستطيع الوزارات المعنية بقوت الجزائريين وهنا وجب عليها تحمل مسؤولياتها كاملة غير منقوصة وحل كل هذه المعضلات وبكل الطرق ولو كلف ذلك سيف الحجاج واما رفع العلم الأبيض والاستسلام والاعتراف بالفشل . نقطة نهاية

  • Moh

    الدولة وين؟

  • مصطفى

    من هم اصحاب المصانع؟ وما علاقتهم بالعصابة التي أفسدت وأفلست الخزينة العمومية؟ هكذا فعل المجرمون في مصر لينقلب الحكم.

  • وسيم

    ياو فاقو، استمروا في استحمار الشعب.

  • Imazighen

    وين الدولة وين؟ وزراء معينين ولاة معينين رؤساء دوائر معينين امن معين درك معين...شرعية انتخابية متوشية...وين الهربة وين؟

  • محمد أمين بغدادي

    تضررنا كثيرا من الزيادات في كل شيء في السكر والزيت والبقوليات و المعجنات والمصبرات وفي الحليب ومشتقاته ووو بالإضافة لكل منتوج تقتنيه الأسرة الجزائرية المواطن الجزائري يقترب من حافة الفقر المدقع لأنه ببساطة وبموضوعية لا يستطيع تلبية الحاجات الضرورية لأسرته بله الكماليات ، الزيادة في الرواتب لا تعادل الزيادات غير المقننة في كل ما تستهلكه الأسرة الجزائرية.

  • فريفط زكريا

    قبل تطبيق القانون .. يجب تفعيل البديل أولا ... حتى لا تقع الأزمات...مسؤولين فاشلين همهم الوحيد المناصب و فقط ..سؤال لماذا الجزائر فقط لديها نذرة المواد الغذائية و الطوابير دائما .. هل من جواب ...

  • maknin

    إن صلاح السلطة سبب في صلاح المجتمع وفسادها سبب في إفساده: "لما فتح المسلمون القادسية أخذوا الغنائم ودفعوها إلى عمر رضي الله عنه وجيء إليه بتاج كسرى وهو مرصع بالجواهر وبساطه منسوج بالذهب واللآلئ، وكان كسرى إذا جاء يدخل تحت تاجه ويجلس على عرشه وتاجه معلق بسلاسل الذهب؛ لأنه لا يستطيع حمله على رأسه من ثقله وكثرة ما فيه من الذهب والجواهر المرصعة، وملابس كسرى مرصعة بالجواهر، ولما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقدار ما وصل إليه من أموال إلى المدينة، بكى وحمد الله وقال: (إن قومًا أدوا هذا لأمناء)، فأجابه علي رضي الله عنه: عففت فعفّوا ولو رتعتَ يا أمير المؤمنين لرتعت أمتك".

  • جمال حمادي

    بلاضافة إلى تقافة المواطن التي تعتمد على تصديق الاشاعات من طرف وسائل التواصل الاجتماعي ومرض تكديس وتحزين بعض المواد الغدائية في البيوت المواطن اصبح همه بطنه فقط ةوتلك الطامة الكبرى