-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التطرف لا يحارَب بالإلحاد

بقلم: محمّد الغزالي
  • 427
  • 0
التطرف لا يحارَب بالإلحاد

التطرف لا يحارب بالإلحاد، وإنما يحارب بالفهم الصحيح للإسلام، والفقه الواعي لكتاب الله وسنة رسول الله.. إن الغلو في الدين آفة معروفة من قديم، وقد قاومها أولوا الألباب بشرح الحق واقتياد الناس إليه بلباقة وأناة.. لقد قرأنا خبر الثلاثة الذين استقلوا عبادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ورأوا أن يزيدوا عليها، فقال أحدهم: “أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء.. وبلغ أمرهم النبي -عليه الصلاة والسلام- فأنكر عليهم ما قالوا، وقال: أنا أعلمكم بالله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني”.

إن مسلك هؤلاء النفر لا تصح به دنيا ولا يقوم به دين، والنهج الراشد ما التزمه الرسول وصحبه، ولا شك أن هؤلاء الثلاثة ثابوا إلى عقلهم ورجعوا إلى سيرة جماعة المسلمين.. كيف؟ بالنصح لا بالعصا، وبالأسوة الحسنة لا بالسيرة الغليظة الخشنة، ونحن نعرف ما يقاسيه الدين الحق من تطرف الأتباع الجهال، ومن اجتهاداتهم العوجاء. ويزيدنا حرجا أن أعداء الإسلام مهرة في استغلال هؤلاء، وتنفير الناس من الدين كله لما يؤخذ عليهم من أخطاء ويؤثر من آراء!

أعرف أصحاب أقلام كانوا دعاة للتغريب يوم كان الالتحاق بأوروبا طريق التقدم والارتقاء، ثم تحولوا إلى دعاة للشيوعية يوم هبت ريحها وانخدع الغوغاء بها، ثم أصبحوا اليوم دعاة للعلمانية يدقون طبولها دقا عاليا. إنهم خصوم لله ورسوله، مبغضون أشد البغض للإسلام وحده، وكلما تمهد ميدان للعمل ضده كثروا فيه يظاهر بعضهم بعضا ويشد أزره، وهم الآن يحاربون الإسلام نفسه تحت عنوان محاربة التطرف، وينتهزون الفرصة للنيل من حقائقه، لأن الإسلام السياسي خطر على وحدة الأمة! أو على التقدم الحضاري كما يزعمون.. اختلق أحدهم قصة وهمية أن ابنته جاءت من المدرسة تبكي، لماذا؟ لأن مدرس الدين قال: إن الجنة لا يدخلها إلا المسلمون. وهي لها أصدقاء مسيحيون، لماذا لا يدخلون معها؟ ونشرت القصةَ فإذا كاتبة معروفة بمهاجمة المحجبات تتألم لما وقع وتطالب بمحاكمة مدرس الدين! وتحرك بعض الرسميين لبحث القضية، فإذا هي مختلقة لا وجود لها إلا في خيال الكاتب المتخصص في تشويه الإسلام ومسالك أتباعه!

هذا الكاتب نموذج لأشباهه ممن يحاربون التطرف كما يقولون، وهم لا يزيدون ناره إلا اشتعالا لأنه هو وأشباهه دليل على فساد المجتمع، وامتلائه بالماجنين والمارقين.. إننا مع جماعة المسلمين التي لا تعرف إلا المنهج الوسط والتي تكره التطرف، لكننا نلفت النظر إلى أن الإلحاد داء لا دواء له، وأن أصحابه أخطر على الأمة من سواد المتطرفين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!