-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هكذا يسيء مؤثرون إلى الإسلام

التظاهر بالتدين على مواقع التواصل الاجتماعي

نسيبة علال
  • 1470
  • 0
التظاهر بالتدين على مواقع التواصل الاجتماعي
بريشة: فاتح بارة

تغمر الروحانيات قلوب الكثير من الناس، في شهر رمضان المعظم، فتزيد مظاهر التدين، وتنتشر في الواقع وحتى على المواقع، لا أحد يعرف نية أصحابها إلا هم.. لكن الصور التي تنزل عليها هذه المظاهر على فايسبوك وأنستغرام وتيك توك ويوتيوب، تجعل الجميع يشك في صدقها وإخلاصها لله- تعالى-.

صلاة بأظافر ورموش اصطناعية

للصلاة شروطها، التي لا تصح إلا بها، في الإسلام. مع هذا، بتنا نصادف صورا على الإنترنت، تثير الحيرة والتعجب، إن كان أصحابها لا يعلمون حقا بأن مظهرهم لا يجعل صلاتهم جائزة، أم إنهم يتظاهرون فقط بأداء العبادات، حتى يحصدوا المزيد من المتابعين والمعجبين.. فإذا ما حل رمضان، بدأنا نقابل يوميا، صور المصاحف على سجاد الصلاة، ومؤثرات، يتعمدن نشر مقاطع لهن، بينما يصلين بأطقم منمقة، حصلن عليها من صفقات الإشهار على أنستغرام، يضعن أظافر لاصقة ورموشا، وأحيانا حتى المكياج.. فكثيرات منهن لا يجرؤن على الظهور دونما فلتر أو لمسات تبدو طبيعية، من أحمر الشفاه والماسكارا، في الستوري القادمة أغان وشعر مستعار ولباس فاضح.. هذا، التضارب وتمثيل التدين، بات يثير حفيظة المتابعين، ويصيبهم بالتشتت. تقول رانيا: “أمضي الكثير من الوقت على الأنستغرام في رمضان، وما يزعجني فعلا، هو الطريقة التي يصور بها المؤثرون شعائرنا الدينية.. أعتقد أنهم ليسوا في حاجة إلى كل ذلك الرياء في العبادات، وإن كان، كما يزعمون لدعوة وتذكير المتابعين المتأثرين بهم، فليكن على أساس صحيح، وليس تشويها وتغليطا..”

العمرة رحلة استعراض على أنستغرام

يتوق الناس إلى زيارة بيت الله الحرام، حيث يستغلون كل وقتهم وجهدهم لأداء المناسك، والقيام بالزيارات والصلاة، أكبر قدر ممكن، لما لها من فضل عظيم هناك. أما أغلب المؤثرين عبر أنستغرام، فقد باتوا يتخذون هذه السفرة لاستعراض خدمات الفنادق الفخمة، المطلة على الحرم الشريف، وتصوير بوفيهات الطعام المقدمة إليهم.. والأبشع من هذا، كيف أصبح هؤلاء يصورون لمتابعيهم مظاهر شكلية سطحية، عن أماكن مقدسة جدا، ومن دون الشعور بأدنى درجات الإيمان، يمسون بروحانية الكعبة الشريفة، حين يستعرض بعضهن عبايات من الكريستال والدونتيل والشيفون، وسط صفوف الطوافين الخاشعين، بمكياج هادئ، على الموضة، وعدسات لاصقة وحواجب منمصة.. مظاهر، حتى وإن لم تشوه صورة المرأة المسلمة وعلاقتها بدينها وقدسية معالمه، وأظهرتها امرأة عصرية مواكبة للموضة في جميع الأحيان، فإنها، ومن دون شك، تمس بمناسك العمرة وهيبتها. تقول لمياء: “لطالما حلمت بأن يكون أول أسفاري خارج الوطن إلى بيت الله الحرام.. لكن، ما نشاهده اليوم على المواقع، جعلني أتردد فعلا، وزعزع في نفسي عشقي لذاك المكان ولشعائره، من كثرة ما شاهدنا الكعبة وعروض العبايات والحجابات حولها، ولشدة رياء الناس على المواقع، أصبحنا نخاف أن تكون رحلتنا عادية.. قتلوا فينا الشوق، للأسف”.

صدقات على المباشر

أصبح من الشائع بين العامة، وخاصة فئة من يطلق عليهم بالمؤثرين، التقاط الصور والفيديوهات، وتوثيق لحظات التصدق على الفقراء والمحتاجين، حتى إن البعض بات يذيع ذلك على الستوري حتى قبل حدوثه، فتطلب إحدى المؤثرات أن تلتقي المحتاجين في مكان عام، لتقدم لهم مساعدات رمضان.. وبالطبع، سوف يكون اللقاء موثقا بالكثير من الصور الموجهة إلى النشر. وتصور أخرى نفسها وهي تضع المساعدات في أكياس، بينما تنشر مؤثرات وحتى فتيات وشباب من العامة مقتطفات من تقديمهم الطعام والمساعدات إلى عابري السبيل والمشردين.. في الواقع، يكاد يجمع المتابعون على أن هذه التصرفات لا تدعو إلى الاقتداء بهم، والعمل بالمثل، بقدر ما فيها من إهانة وإحراج للمحتاجين، وتفاخر ورياء لأصحاب الصدقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!