-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التعليم؟ العلم لله!

عمار يزلي
  • 2361
  • 6
التعليم؟ العلم لله!

سياسة التعليم عندنا مستمدة من “سياسة التغبية”، “بالتي هي أحسن” التي تعني عندنا “بالتي هي أسوأ” كيف؟ (زطلة!)، فنحن لا نملك سياسة تربوية تعليمية بما يفيد أن نجعل من الطفل، تلميذا، مؤهلا لخوض غمار العمل على أسس مهنية وحرفية وهذا عبر مسارات التعليم، بدءاً من نهاية التعليم المتوسط.

 في هذا العمر، يوجه الكثير من التلاميذ (35 في المائة) نحو التكوين المهني في مختلف المجالات لدعم اليد العاملة المؤهّلة، مرورا بالمرحلة الثانوية التي تنتهي بإنزال قطار النقل التربوي نحو 35 في المائة أيضا لخوض غمار تجربة الأطر التقنية السامية في كل المجالات من البناء إلى الفلاحة إلى النجارة إلى التجارة إلى الهندسة إلى مختلف المهن التقنية والحرفية.

 بعدها يوجه 30 في المائة أو أقل نحو الجامعة لإتمام المسلك التكويني، بحثا عن تكوين إطارات عليا في كل المجالات: طبّ، هندسة، تعليم، فلاحة، تقنيات، علوم بمختلف أصنافها بما فيها العلوم الإنسانية، على أن يواصل نحو 10 في المائة الدراسات ما بعد التدرّج لتكوين المكونين وتطوير البحث العلمي في كل المجالات.

هذه السياسة غير موجودة وغير مخطط لها وغير مرغوب فيها عندنا.. لماذا؟ لأننا باختصار نريد أن نجعل من المسلك التعليمي التربوي مجردسلاك،معبر مروري، رواق، نفق،كولوار، يمر به معظم التلاميذ من الابتدائي إلى الليسانس، ليتخرجوا كلهم! حتى الباك، نريد منه ألا يصبح عقبة، بل نريد ونعمل من أجل أن يحصل الجميع على الباك.. حتى بدون مستوى، وعلى الليسانس وحتى بدون مستوى والدكتوراه وبدون مستوى! المهم، أن نتخلص من مشاكل الأطفال والناشئة في الشارع ونلهيهم بالدراسة حتى يكبروا، فيبدون وكأنهم يتعلمون، ونبدو نحن كأننا ندرّسهم، وتبدو الدولة كأنهاتكوّن” (وهي فعلاتكوّنذلك لأنها تنتج إطاراتمكوّنة، لكن التكوين هنا مشتق من اللغة الفرنسية التي تعنيالقنت، الزاوية (coin  le)! نحن نكوّن، نعم، ولكن من أجل أن يمسك المتخرجكوانفي حيط ويصبححياطاماهرا متخصصا في التحياط!

هذه هيسياسة التكوينعندنا لهذا، لا يهم أن يدرس التلاميذ أو يضرب الأساتذة: الباك كاين كاين.. والطلبة ناجحين ناجحين.. أحب من كره وكره من أحب.. ويدز معهم الكل، فنحن، يقول القائمون علىسياسية التكوين، لا نريد منكم لا أن تتعلموا ولا أن تصبحوا إطارات، لأننا لا نحتاجكم.. المال كثير والدوفيز وفير والنفط يسير، ونحن قادرون علىاستورادما نشاء، ولولا الحياء من الدول الأخرى، لأغلقنا المدارس والجامعات وحوّلناها إلىكازيرناتأو ملاعب أو بعناها للشركات الأجنبية للاستثمار في مجال استهلاك كل وسائل الهلاك!

 

وأفيق على صوت ابنتي تقول لي: خرجنا عطلة ماراناش نقراو! قلت لها: وعلاه كاش يوم قريتو؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • عبدالجليل

    يجب أن نبدأ من البداية : بدون سلطة شعبية، إجتماعية، علمّية ، بدون ديمقراطية شعبية تقدمية، لا يتحقق شيء مفيد و عادل و ودائم للجميع، خاصتاً للأطفالنا

  • بدون اسم

    في زمن الاستعمار كان سياسته مبنية على تجهيل الشعب أي تركه أميا بدون قراءة و لا كتابة و هو حال أباؤنا؟ أما خليفته اليوم خاصة خلال التسعينات بدأت تطبق سياسة التجهيل بواسطة التعليم؟ فكما ذكرت أستاذ عن طريق منح الشهادات للمتفوق و الحابس؟ و تمكين الحابس من التوظيف و حرمان المتفوق من منصب شغل و لو كان بسيطا؟؟؟

  • zineabidinz achoub

    بعد سياسة الاستعمار(الاستدمار) جاءت سياسة تقوم على استغباء العقل الجزائري الذي كان في ما مضى رمز الفطنة و الذكاء .
    وهذه سياسة ممنهجة تعمل على منع حمل المشعل العلمي والحث على عدم استعمال حبوب منع الحمل في المؤسسة التربوية في كافة اطوارها من الابتدائي ووصولا الى مدرجات الجامعة...
    تحياااااااااااااا الجزائر

  • الحبيب يوبي

    التلميذ البريئ يوجه الى Cyber لتسديد مبلغ معين لقاء بحث يبتر ولا يقدم وينال:10/10 ويشكر امام زملائه، والطالب الجامعي يستنسخ بغباء من الانترنيت ويطالبه بحقه من الفساد المستشرى في منظومتنا التربوية. ايه ايتها الجامعة لماذا اصبحت هامعة(هذا ما ردد فقيد الجزائر مولود قاسم) الذي اراد اقامة ازهر جديد بالجزائر على الرابية الحمراء بالخروبة-الجزائر- فكان ان عصرن التعليم الاصلي منذ1970 ليكون دعامة لهذا الازهر الجديد الذي تدرس فيه العلوم الشرعية والتكنولوجيا، لكن هيهات هيهات. في حين ان هذا التعليم منتج.

  • الحبيب يوبي

    خواطر جيدة حول المنظومة التعليمية الجزائرية.المكة الانترنيت درسة الجزائرية مرت بعصر ذهبي خلال السبعينيات من القرن العشرين وكنا نفتخر بمخرجاتها في شتى العلوم، وكان النجاح في اليسيزيام(السنة السادسة) عرسا يحتفل به كل الجيران. اما حاليا(عصر تكنولوجيا المعلومات) فقد اصبحت التغبية هي المحرك الاساسي لكل عمل نريد القيام به: من شبكة الانترنيت نسلخ ونستنسخ الدروس والابحاث العلمية دون القيام ولو بمجرد التحقق. تذكرت عالم اجتماع جزائري ردد: كنا نقرا 50 كتابا لكتابة مقالة او دراسة لا تزيد صفحاتها عن العشرين

  • خالد

    كلام واقعي وصريح .إن التعليم في الجزائر هو معتقل يدخله الطفل ذو 6سنوات ويخرج منه ذو25سنة وهو مصاب بالكساح العقلي والإعاقة اليدوية والفساد الخلقي والكسل والامبالات،فلم يتلق في المدرسة إلا جملة محفوظات غير مرتبة مقطوعة عن الحياة غير مرتطة داخليا فأصبح مسرحا لصراعها فانتحرت ملكاته العقلية فلا نقد ولا تحليل ولا تركيب ولا تقويم ولا تطبيق ولا بحت عن الحقيقة والتفاعل معها ولا أصالة لغوية ومعاصرة اللغات التكنلوجيا الحية ولا إتقان لمهنة ولا تواصل مع الأجداد بحرفة ،يلخص هذا المثل الشعبي : حشيشة بلا معيشة