-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التقاليد البسكرية.. الحولي وبرنوس الصوف وقصعة العروس

فاروق كداش
  • 888
  • 0
التقاليد البسكرية.. الحولي وبرنوس الصوف وقصعة العروس

عاصمة الزيبان، مدينة على تخوم الصحراء، مدينة ساحرة ضاربة في التاريخ في العادات والتقاليد والأعراف. بسكرة، العريقة بدورها وناسها ولباسها التقليدي الأصيل. الشروق العربي، في رحلة الشتاء والصيف إلى مدينة بسكرة، لاستكشاف التقاليد وحضور الأفراح وجس نبض العراقة.

الملحفة أو الحولي البسكري، هي اللباس التقليدي الرائج في جزء كبير من ولايات الوطن. والملحفة البسكرية لها ميزات خاصة تختص بها المنطقة. وهي من القطن الملوّن أو يكون أبيض أو يحمل ألوانا عدة. الملحفة تشد بحلي يدعى الخلال، وهو من الفضة يشد أطراف اللباس بين الكتف وأعلى الصدر.

في بعض الأحيان، لا تخاط الملحفة ولا تطرز، ويرفق ارتداؤها جلابة دون كمين، ويكون القماش بتصميم بسيط من اللون الموحد غير المزركش، رقيق السمك ويتخلله شريط مذهب على أطراف الملحفة.

في بسكرة، هناك ثلاث ملحفات مشهورة بحسب المناطق، أولاها الملحفة البيضاء المرتبطة بمنطقة أولاد نايل، أولاد جلال وسيدي خالد، وكذا الملحفة السوداء التي تميز المناطق الجبلية، جمورة، القنطرة، ولادزيان والبرانيس، أما وسط مدينة بسكرة فله اللحاف الوردي.

وتتزين المرأة البسكرية بالحلي الفضية الجميلة بتفاصيلها، مثل الخلخال والمقايس.

من القطع التقليدية التي تختص بها المنطقة، البرنوس البسكري، الذي لا يكون من حرير، بل من الصوف.

القماش البسكري من أشهر أنواع القماش، وكان يصدر إلى عدة مدن، ومازال يحتفظ به أهل جربة التونسية، ويطلق عليه اللحاف البسكري.

قصعة العروس

العرس البسكري متجذر في التقاليد والعادات، فهو ككل الأعراس يجمع كل معاني التعاون والتضامن، وأيضا، يعكس طبيعة ناس المنطقة بطيبتهم وعفويتهم، وكذلك بساطتهم. يمتد العرس على مدار ثلاثة أيام ملاح، يفرح فيها الأهل

ويمرح الضيوف ويملؤون البطون بألذ المأكولات وأشهاها، وهي الشخشوخة البكسرية، التي هي أشهر من أن تعرّف.

في اليوم الأول، يقوم أهل العروس بدعوة الناس إلى ما يعرف بتصدير العروس، (دون تاء مربوطة). وفي ليلتها، تضرج يداها بالحناء، وهي ترتدي برنس الحمام. في اليوم الموالي، يصحو الأهل على يوم الطلوع، أي اليوم الذي تزف العروس إلى بيت زوجها، فترتدي الأبيض، ويوضع على رأسها لحاف وردي، وهي عادة في طريقها إلى الزوال، بعد أن استعاضت البسكريات عن اللحاف الوردي بالبرنوس.

أجمل أيام العرس، هو اليوم الثالث، الذي يجتمع فيه أهل العريس بأهل العروس، لتحضير ما يعرف منذ القدم بقصعة العروسة، التي تملأ بالشخشوخة البسكرية، ويطهى معها عادة خروف كامل، ويمكن إضافة الدجاج إلى الطبق وتزيينه بالبطاطا المحمرة، أو الزبيب أو الحلوى. ويكون العريسان أول من يأكل من القصعة ثم يتم توزيعها على بقية الضيوف.

ولا ينتهي اليوم الثالث إلا بمراسم “الحزام”، إذ ترتدي العروس اللحاف الوردي ثم تقوم أكبر امرأة من أهل العريس بوضع حزام الصوف على خصرها، على طريقة الشاوية.. ومن العادات، أن يحزم العروس طفل صغير، فألا بدوام الزواج، وأيضا بزواج الطفل. بعد استكمال التحزيم، يؤتى للعروس بسلة من السعف مملوءة بالخلوط، وهو مزيج من الحلويات ترمى فوق رأس العروس.. وهي عادة تذكرنا بالتراز الأمازيغي، في احتفالات يناير.

الأعراس البسكرية حاليا تغيرت. فبعد أن كانت تمتد الاحتفالات على مدار سبعة أيام، تم اختصارها واستبدال الفرق الفلكلورية والمدح مثل فرق المرزوق والقادرية التي تدق الطبول وتعزف على المزود مرفقة بالمدائح الدينية، بالديسك جوكي، وبعد أن كانت العروس تزف على ظهر حصان مسرج في مشهد يشبه ألف ليلة وليلة، صارت السيارات الفارهة هي موكب الزفاف إلى بيت العريس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!