الجزائر
كانوا يجمعون العائلة لطلب العفو قبل السفر

التقشف يدفع الحجاج لإلغاء “عشاء الوداع”

زهيرة مجراب
  • 1207
  • 7
أرشيف

أجبر الغلاء المستشري في أسعار الخضر والفواكه واللحوم والدجاج، غالبية الحجاج المتوجهين للبقاع المقدسة لأداء الركن الخامس من الإسلام على التخلي عن عادة الوليمة أو العشاء المقام قبل سفره، ويحضره في العادة جميع أفراد أسرته ليوّدعوه، بعدما كانت طقسا هاما تحرص كل العائلات عليه من الثرية للفقيرة.
كانت العائلات الجزائرية في الماضي، تحرص على إقامة وليمة قبيل سفر الحاج يجتمع فيها أقاربه وأبنائه، فيتحدثون إليه ويطلب منهم أن يسامحوه ويتجاوزوا عنه في حال أخطأ في حقهم، ويرد إليهم مظالمهم ويسدد ديونه ويسوي جميع أمور الدنيا، كي يسافر لبيت الله الحرام، وقلبه متعلق بأطهر مكان ولا يبتغي سوى الأجر، خالي ومنزه من كل الخلافات ولا أحد يحمل له ضغينة حتى تقبل حجته ويعود كيوم ولدته أمه، وبالرغم من أن العمق والبعد الخاص بهذا الاجتماع العائلي أكبر من وجبة الطعام المقدمة، لكن خوف الحاج من سفره بدون عودة وموته في الرحلة أو أثناء تأديته الفريضة كان يُحتم عليه الالتزام بها.
غير أن الملاحظ خلال الأعوام الأخيرة عزوف عدد كبير من العائلات عن هذا التقليد، بحجة المصاريف الباهظة التي ستثقل كاهل الحاج وعائلته وترهق جسده قبل أن يشد الرحال، فقد مسّت الزيادات جميع الأسعار ليصبح سعر وليمة عشاء بسيطة يدعو لها حوالي 50 فردا أزيد من 5 ملايين، خاصة وأن أسعار اللحوم البيضاء بلغت حد 430 دج للكيلوغرام الواحد، أما اللحوم الحمراء فحدث ولا حرج، فيما تشهد أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا هي الأخرى.
وكشفت لنا إحدى الحاجات التي ستسافر لأداء الركن الخامس من الإسلام رفقة زوجها وابنها، عن معاناتهم لتأمين ثمن الحج، ناهيك عن المصاريف الأخرى مثل الملابس والدواء، ضف إلى ذلك المال الذي يحملونه معهم للحج، فقرروا أن يزوروا أقاربهم في منازلهم ويوّدعوهم هناك دون تكليف أنفسهم مشقة جمعهم وتحضير وجبة لهم ومصاريف إضافية لا تتحملها ميزانيتهم المرهقة.
ويتفق معها الكثير من الحجاج الذين وجدوا سبلا أخرى لتوديع عائلاتهم ورد المظالم والتصالح بينهم قبل السفر، كالحديث إليهم في الهاتف أو زيارات قصيرة أو حتى منشورات على حائطهم في صفحتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، ليكون بذلك وداعا أقل تكلفة وأقل حميمية أيضا.

مقالات ذات صلة