الجزائر
نقابات التربية تنتقد تعليمة الدراسة يوم السبت وأمسية الثلاثاء:

التلاميذ في حاجة إلى فعالية بيداغوجية وليس إلى حجم ساعي أكبر

نادية سليماني
  • 3463
  • 12
أرشيف

تفاوتت آراء الشركاء الاجتماعيين من نقابات وأولياء التلاميذ، بشأن التعليمة الوزارية الأخيرة، حول فتح المدارس يوم السبت وأمسية الثلاثاء لتقديم دروس تدعيمية للتلاميذ…فالبعض رفضها، لكونها تحرم الأطفال من عطلتهم الأسبوعية، في ظل انخراط كثير منهم في نشاطات رياضية.. في وقت رأى بعض الأولياء أن التعليمة “مقبولة” لمساهمتها في القضاء على الدروس الخصوصية التي أرهقت جيوبهم.
أثارت تعليمة وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، المتعلقة بتمدرس التلاميذ يومي السبت وأمسية الثلاثاء، لغطا كبيرا، حيث اعتبر الشريك الاجتماعي أن التلميذ في حاجة إلى فعالية بيداغوجية داخل الأقسام، وليس إلى حجم ساعي أكبر. وهو ما ذهب إليه الناطق باسم مجلس الثانويّات الجزائرية “الكلا”، زوبير روينة.
فبعدما اعتبر روينة في تصريح إلى “الشروق”أن التعليمة “ليست إجبارّية” حسب توضيح وزيرة التربية الوطنية،ومع ذلك قال: “التلميذ لا يحتاج إلى حجم أكبر من التحصيل العلمي، بل يحتاج إلى فعالية لما يقدم إليه داخل القسم “.
ليؤكد أن تلاميذنا في حاجة أكثر إلى فترات للراحة واللعب خاصة في السن الصغيرة، وحسبه “الأجيال الحالية لم تستمتع باللعب على غرار الأجيال السّابقة، وهو ما ينعكس سلبا على تحصيلهم الدّراسي، لأن الجانب البيداغوجي يحتاج إلى مُرافقة من النشاطات الترفيهية لحُصول توازن في الشخصية “.
وحتى وإن كان الموضوع تطوعيا من الأساتذة، حسب تعبير محدثنا “ولكن زيادة حجم التحصيل الدراسي،ليس في صالح التلميذ ولا الأستاذ ولا يعطيهما الفعالية، بل ينهكهما ويتعبهما، خاصة إذا جرى في يوم نهاية الأسبوع وفي الفترة المسائية “.
كما طرح ممثل “الكلا” مشكلة الفوارق في التحصيل، التي اتخذتها بن غبريط مبررا للتدريس يومي السّبت وأمسية الثلاثاء، فتساءل: “إذا عالجنا الفوارق البيداغوجيّة بين التلاميذ في القسم الواحد، فكيف نعالجها بين المدارس، الغارق بعضها في الاكتظاظ ونقص التجهيزات “.

عمراوي: التعليمة ضرب لقوانين الجمهورية حول العطلة

وبدوره، اعتبر النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء والنقابي السابق مسعود عمراوي في اتصال مع “الشروق” أن عودة التلاميذ إلى مدارسهم يومي السبت وأمسية الثلاثاء، حتى ولو كان لساعة واحدة فقط، هو أمر “مرفوض”، لأن ذلكسيكون “على حساب الأستاذ والطاقم الإداري وعطلتهما، حيث سيتم تسخير المشرفين التربويين ومدير المؤسسة ومستشار التربية للعمل يوم عطلته التي يجدد فيها طاقته” على حد قوله. وهذا الأمر اعتبره النائب البرلماني “ضربا لقوانين الجمهورية، لأن العطلة حق للموظف “.
وعن اعتبار هذا العمل تطوعيا بالنسبة إلى الأساتذة، رد عمراوي: “ظاهريا سموه تطوعيا، لكن خفية سيجبر الأساتذة على الحضور يوم عطلتهم”. كما استنكر محدثنا عدم استشارة وزيرة التربية شركاءها الاجتماعيين حول مردودية الموضوع، واتخذت القرار بطريقة وصفها بـ “الأحادية “. أما بالنسبة إلى التلميذ، فقال المتحدث: “الطفل له الحق في الراحة واللعب، لينمو بطريقة سليمة “.

أحمد خالد: التعليمة موجهة إلى بعض التلاميذ وبالاتفاق مع الأولياء

وعلى العكس، استبشر أولياء التلاميذ بتعليمة بن غبريط، معتبرين أنها “مناسبة جدا لتحصيل أبنائهم الدراسي”، وفي هذا الصدد، استغرب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ الجدل المثار حول تمدرس التلاميذ يومي السبت والثلاثاء، مؤكدا أن الحضور للدراسة في هذين اليومين “اختياري للتلاميذ وليس إجباريا أبدا، كما أنه يمتد لساعة واحدة فقط”. والهدف منه حسب محدثنا،هو المعالجة البيداغوجية لغرض تحسين مردود التلاميذ الضعفاء، الذين يجدون صعوبات في الاستيعاب والفهم خلال باقي أيام الأسبوع، ما ينعكس على نتائجهم المدرسية “.
واختيار التوقيت صباحا أو مساء، يتم بالاتفاق بين ولي التلميذ والمفتش ومدير المدرسة والأستاذ، وبإمكانهم اختيار يوم آخر يجدونه مناسبا، كما أن العملية موجهة إلى عدد محدود من التلاميذ، فلربما قد لا يتجاوز عددهم الـ 5 أو 10 في القسم” حسب قول خالد. والمعنيون بهذه التعليمة، هم تلاميذ السنة 1 و2 ابتدائي والأولى متوسط فقط.
وفي موضوع عدم استشارة الوزيرة شركاءها قبل إصدار التعليمة، أوضح محدثنا: “هذه أمور بيداغوجية لا تحتاج إلى رأي الشريك، فحتى نحن الأولياء لم تستشرنا في الموضوع”.
ومن جهة أخرى، ناشد أحمد خالد، رئيس الجمهورية إعادة النظر في موضوع أيام نهاية الأسبوع بالنسبة إلى المدارس، داعيا إلى العودة إلى التوقيت الأسبوعي السابق، أي الدراسة من يوم السبت إلى غاية الخميس، والاستفادة من راحة نصف يوم يومي الاثنين والخميس”، وهذا التوقيت يعتبر “الأنسب” للتلاميذ حسبه “لأنه يضمن لهم تمدرسا أكثر من 28 أسبوعا في السنة فيستكملون البرنامج الدراسي، وبحجم ساعي أقل، كما أن هذا التوقيت يقضيعلى ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، وعلى نظام الدوامين”.ويعتبر خالد أن المدرسة ليست قطاعا اقتصاديا منتجا، ولن تتأثر بالتوقيت القديم”.

مقالات ذات صلة