الجزائر
معاطف وأحذية وقمصان بسعر الذهب

التهاب أسعار الملابس الشتوية ومواطنون ينتظرون “الصولد”

زهيرة مجراب
  • 5089
  • 4
أرشيف

عرفت أسعار الملابس الشتوية ارتفاعا كبيرا هذه السنة، مقارنة بالأعوام الماضية، حيث أصبح التفكير في اقتناء سترة للحماية من برد الشتاء وأمطاره أو حذاء، يتطلب ميزانية مالية ضخمة، وهو ما صدم العديد من المواطنين المتعودين في بداية كل فصل على شراء ما ينقصهم، غير أن موجة الغلاء هذه جعلتهم يعيدون التفكير في ذلك.
“أسعار خيالية صادمة”، هي عبارة تختصر جولتنا في محلات حسيبة بن بوعلي، سوق علي ملاح، الأبيار.. وتصف حال الزيادات في الأسعار. فمحلات الملابس التي تعودت في هذه الفترة من السنة على استقبال أعداد كبيرة من باحثين عن ملابس شتوية دافئة، وآخرين يفتشون عن أحدث خطوط الموضة وجديد المحلات، أصبحت شبه فارغة وخاوية على عروشها. فالغلاء الفاحش، دفع بمواطني الطبقة المتوسطة إلى التفكير مرارا قبل صرف أي مبلغ مالي.
لم تكن واجهات المحلات المزينة بأحدث أنواع السترات والمعاطف تشجع على الدخول إليها، خصوصا بعدما عرضت أسعارها على الواجهة، فبعض المعاطف المزينة بالفرو التي كانت رائجة بشدة السنة الماضية، مازالت معروضة بقوة وأسعارها مرتفعة هي الأخرى، فثمنها يتراوح ما بين 12 و19 ألف دينار جزائري، أما بالنسبة إلى السترات الجلدية القصيرة “بارفاكتو”، التي عادت بقوة خلال هذا الشتاء، فقد تراوحت أسعارها ما بين 4 و9 آلاف دينار جزائري، واستمرت الزيادات والأسعار الخيالية لتزيد من دهشتنا بعدما ارتفعت المعاطف “كاشمير” إلى 8 آلاف دينار فما فوق، وقد كانت السنة الماضية بـ 5 آلاف دينار جزائري فقط. في حين تفاجأنا من أسعار السترات الرياضية الطويلة مثل التي ترتديها الفاشينيستات.
والأمر ذاته بالنسبة إلى الفساتين الشتوية التي تبدأ أسعارها من 4 آلاف دينار جزائري فما فوق، وكذلك الحجابات الشتوية المعروفة بارتفاع ثمنها التي ارتفعت هذه السنة بـ 30 بالمائة. وما يبعث على الحيرة والتساؤل، أن جل الملابس التي شاهدناها لم تكن من ماركات معروفة أو شهيرة، فالقمصان عادية جدا تبدأ أسعارها من 2000 دج ويرتفع السعر حسب نوع التصميم وطول القميص والمادة المصنوع منها، وفرض التجار الزيادات على ملابس النوم الشتوية “بيجامات” والملابس المنزلية التي يصل سعر أقل قطعة منها إلى 2000 دج.
ولم تقتصر موجة الغلاء على الملابس النسائية، فالثياب الرجالية هي الأخرى ارتفعت أسعارها وحتى ملابس الأطفال.. وبرر بعض التجار ممن تحدثنا إليهم الزيادات هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، بتراجع قيمة الدينار وانهياره مقابل العملات الأجنبية الأخرى، وهو ما رفع تكاليف الاستيراد، خصوصا أن غالبية البضاعة الشتوية مستوردة من دول أجنبية مثل تركيا وإيطاليا، وهي ثقيلة جدا وتكلفة إنتاجها باهظة عكس الثياب الصيفية الخفيفة.
ومست الزيادات حتى أسعار الأحذية، فأدنى حذاء شتوي سعره 4600 دج، ويزيد السعر حسب نوعية الجلد. وهو ما دفع بالكثير من المواطنين إلى العودة إلى محلات بيع الأحذية جزائرية الصنع، التي يعتمد في صناعتها على الجلد الحقيقي وسعرها في حدود 3500 دج.
واعترف الكثير من المواطنين ممن التقيناهم وتحدثنا إليهم عن انتظارهم بفارغ الصبر فرصة تخفيض أسعار بعض القطع حتى يشتروها، واقتناء كل ما يلزمهم والاحتفاظ بها جديدة حتى يلبسوها الشتاء القادم. وأصبحت فترة التنزيلات “الصولد” هي الموسم الوحيد الذي يتمكنون فيه من الاقتراب من بعض المحلات التي تحول الأسعار وإمكانياتهم المادية المحدودة في السماح لهم بدخولها.

مقالات ذات صلة