-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مؤتمرات‭ ‬مصغرة‭ ‬للأحزاب‭ ‬وفرصة‭ ‬لردء‭ ‬الصدع‭ ‬وإبرام‭ ‬التحالفات

الجامعات‭ ‬الصيفية‭..‬‮”‬تحواس‭ ‬وتشماس‮”‬‭ ‬مقابل‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬انخراطات‭ ‬المناضلين

الشروق أونلاين
  • 1488
  • 0
الجامعات‭ ‬الصيفية‭..‬‮”‬تحواس‭ ‬وتشماس‮”‬‭ ‬مقابل‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬انخراطات‭ ‬المناضلين

تسبّب قرار وزارة التعليم العالي بإعطاء الأولية لترميم الأحياء الجامعية خلال العطلة الصيفية، في حرمان الأحزاب السياسية مؤقتا من تنظيم جامعاتها الصيفية، وفق التواريخ التي حددتها مسبقا، وأجبرتها على ترحيل هذه المواعيد إلى غاية انتهاء أشغال الترميم، والتي يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدوم‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬فصل‭ ‬الخريف،‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬اضطرار‭ ‬التشكيلات‭ ‬السياسية‭ ‬المحدودة‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬هذا‭ ‬الموعد‭ ‬السنوي‭.‬

  • ..تشكل الجامعات الصيفية فرصة للأحزاب والجمعيات والمنظمات من أجل تنظيم صفوفها، وترتيب شؤونها، تحسبا للاستحقاقات المقبلة. وتتحوّل الجامعات الصيفية إلى محطات إستراتيجية عندما تأتي قبل المواعيد السياسية الحاسمة. ومن هذا المنطلق، تبدو الجامعة الصيفية لهذا العام أكثر خصوصية، كونها تتزامن مع الإصلاحات السياسية التي أعلنها رئيس الجمهورية، والتي توجد قيد الانجاز، إضافة إلى الانتخابات التشريعية والمحلية المرتقبة العام المقبل..فكيف يجري تحضير الأحزاب والمنظمات لهذا الموعد؟، أين ومتى تقام؟، وما هي مصادر تمويل هذه المواعيد‭ ‬المكلّفة‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكيانات‭ ‬تبدو‭ ‬محدودة‭ ‬الموارد،‭ ‬لكنها‭ ‬بالمقابل‭ ‬تصرف‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقامة‭ ‬جامعات‭ ‬صيفية،‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬فضاءات‭ ‬للاستجمام‭.‬
  •  
  •  
  • الأفلان‭: ‬يومان‭ ‬بـ‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬
  • تولي قيادة الأفلان، أهمية خاصة للجامعة الصيفية المرتقبة هذه السنة يومي 8 و9 سبتمبر بعنابة، فالعتيد يعيش واحدة من أصعب التحديات التي تواجهه على المستويين التنظيمي والسياسي، يطبعه الانشقاق الحاصل على مستوى هياكله، أدى إلى بروز ما يعرف بـ “حركة التقويم والتأصيل”، التي تطالب بتصفية اللجنة المركزية من الشخصيات غير المؤهلة تنظيميا لعضوية هذه الهيئة القيادية وإعادة النظر في تنصيب المحافظات والقسمات، ما ألقى بظلاله على رهانات الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أقل من سنة.
  • ويتحمل الحزب مبالغ مالية باهظة لتنظيم هذا النوع من التظاهرات، وعادة ما تكلف خزينته ما يزيد عن 700 مليون سنتيم في يومين فقط، على حد تعبير الناطق باسم الحزب وعضو المكتب السياسي، قاسة عيسي، الذي أرجع ثقل هذه الفاتورة، إلى حجم الحضور، الذي يصل إلى ما يقارب الـ‭ ‬2500‭ ‬مناضل‭ ‬وقيادي‭ ‬في‭ ‬العتيد،‭ ‬يتداولون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬يومين،‭ ‬المشاكل‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحزب‭.‬
  •  
  •  ‬فرصة‭ ‬للملمة‭ ‬الخلافات‭ ‬ومرافقة‭ ‬الإصلاحات
  • ويتحمّل هذه الفاتورة الضخمة، حسب القيادي في الأفلان، المناضلون عبر اشتراكاتهم بنسبة تصل حتى سبعين في المائة، في حين يتحمل الأغنياء ورجال الأعمال النسبة المتبقية، علما أن تقرّب بلخادم من أصحاب المال ومنحهم مناصب قيادية في الحزب، كان قد خلّف استهجانا لدى القيادات‭ ‬التاريخية،‭ ‬التي‭ ‬قدرت‭ ‬بأن‭ ‬الأفلان‭ ‬ملك‭ ‬للمناضلين‭ ‬البسطاء،‭ ‬وليس‭ ‬لأصحاب‭ ‬المال‭ ‬والنفوذ‭.‬
  • وإذا كانت الجبهة قد اختارت “اللامركزية في تسيير شؤون الدولة” شعارا لجامعتها الصيفية تشرح في ندوات فكرية، إلا أن النقاش سيتمحور حول سبل تجاوز الحزب لمشكلاته الداخلية، وذلك بالسعي إلى إيجاد تقارب مع الجناح المعارض لبلخادم، سيما وأن موعد سبتمبر المقبل سيضم كافة‭ ‬حساسيات‭ ‬الحزب،‭ ‬من‭ ‬مناضلين‭ ‬وإطارات،‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬والفئات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬فرصة‭ ‬لقيادة‭ ‬العتيد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رص‭ ‬الصفوف‭ ‬لمباشرة‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬يطبعه‭ ‬الالتحام‭ ‬وراء‭ ‬القيادة‭. ‬
  •  
  • ‭ حمس‭: ‬دورية‭ ‬نحو‭ ‬الشرق
  • حركة مجتمع السلم تتشابه بدورها في الكثير من المعطيات مع جبهة التحرير الوطني، بما فيها مكان تنظيم جامعتها الصيفية، حيث اختارت أن تحط الرحال هذه المرة بأقصى شرق البلاد، بعد أن كانت محطتها السابقة في أقصى مدن الغرب، تلمسان عاصمة الزيانيين والتراث الإسلامي الأندلسي‭. ‬
  • تكاليف الجامعة الصيفية لـ “حمس” ليست بالرقم الكبير، إذ لا تتعدى 300 مليون سنتيم تدفع من اشتراكات المناضلين، بحسب الناطق الرسمي باسم الحركة محمد جمعة، والخلفية تحكمها سياسة الحركة التقشفية وتدابيرها في التقليل من الأعباء المالية، فالحركة اعتادت على تنظيم جامعاتها الصيفية في الأحياء الجامعية، بعيدا عن أبهة الفنادق الراقية، تتكفل خلالها بشراء المواد الغذائية وكل مستلزمات الإطعام، وتقديمها للقائمين على مطاعم الحي الجامعي الذي تقرّرت الإقامة فيه، لتدفع في النهاية مقابل خدمات عمال المطاعم وتكاليف الإيواء.
  •  
  • ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬التدبير
  • الجامعة الصيفية لـ “حمس”، وكما هو الحال بالنسبة للأفلان، تأتي هذه السنة أيضا وهي لا زالت تعيش على وقع انقسام حاد أيضا، تطبعه حالة استقطاب في صفوفها بين المؤيدين والمعارضين للقيادة الحالية. بالنسبة للسيدة صباح، وهي المكلفة بملف الجامعة الصيفية في حزب الراحل محفوظ نحناح، “فإن الجامعة الصيفية هي فضاء تكويني ومناسبة لتحديد الرؤى ودراسة وجهات النظر”، ما يعني أن موعد عنابة المقبل، سيكون فرصة لضبط عقارب الحركة وفق بوصلة الإصلاحات السياسية المطروحة على الساحة، والتي ينتظر أن تدخل مرحلتها الحاسمة مع الدخول الاجتماعي، فيما تعلق بالقوانين الخاصة بالأحزاب والانتخابات والإعلام والمرأة، وكذا التحضير للانتخابات التشريعية المرتقبة ربيع العام الداخل، والتي يأمل الجزائريون من خلالها التأسيس لبرلمان جديد ذي مصداقية قوامه الشرعية الشعبية.
  •  
  •  ‬النهضة‭: ‬ضحية‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬
  • موعد الجامعة الصيفية لحركة النهضة، كان مقررا لأن يكون خلال الأسبوع الجاري، ما بين 22 و27 جويلية، بجامعة جيجل، غير أن قرار وزارة التعليم العالي بالقيام بعمليات ترميم على الأحياء الجامعية، ومنها الحي الجامعي بجيجل، حيث مقرر تنظيم الجامعة الصيفية للنهضة، فرض عليها‭ ‬تأخير‭ ‬هذا‭ ‬الموعد‭ ‬إلى‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬جامعتها‭ ‬الصيفية‭ ‬في‭ ‬الفنادق‭.‬
  • وبحسب القيادي في الحركة، محمد حديبي، فإن تكاليف الجامعة الصيفية تدفع من اشتراكات المناضلين إضافة إلى مساعدات أبناء الحركة من الميسورين، وهي في كل الحالات لا تتعدى عتبة الـ 200 مليون سنتيم. وتشكل الجامعة الصيفية بالنسبة للنهضة، موعد يلتقي فيه إطارات وأبناء الحركة،‭ ‬لتدارس‭ ‬وضع‭ ‬الحزب‭ ‬وسبل‭ ‬توسيع‭ ‬القاعدة‭ ‬النضالية،‭ ‬ورسم‭ ‬إستراتيجية‭ ‬العمل‭ ‬المقبلة‭ ‬تحسبا‭ ‬للانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬والمحلية‭ ‬الانتخابية‭ ‬المرتقبة‭ ‬العام‭ ‬الداخل‭.‬
  •  
  •  ‬الأرندي‭ ‬والأفانا‭..‬لا‭ ‬للجامعة‭ ‬الصيفية
  • لكن‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الجامعة‭ ‬الصيفية،‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬التنظيمية‭ ‬للتشكيلات‭ ‬السياسية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أحزابا‭ ‬معروفة‭ ‬بثقلها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لا‭ ‬تتخذ‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬منهجا‭ ‬في‭ ‬عملها،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأرندي،‭ ‬والأفانا‭.‬
  • ويبرر ميلود شرفي، الناطق الرسمي باسم الأرندي، هذا القرار بقوله: “الجامعة الصيفية مظهرا من مظاهر نشاطات الأحزاب، ونشاطات حزبنا لا تتوقف على مدار السنة، وذلك من خلال الندوات الوطنية والجهوية، التي دأب على إقامتها.
  • والشأن‭ ‬كذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لموسى‭ ‬تواتي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجبهة‭ ‬الوطنية،‭ ‬الذي‭ ‬يبرر‭ ‬إقصاء‭ ‬الجامعة‭ ‬الصيفية‭ ‬من‭ ‬قاموس‭ ‬نشاط‭ ‬حزبه‭ ‬بالاعتبارات‭ ‬المالية،‭ ‬ويقول‮:‬
  • “حزبنا في نشاط دائم، وبالتالي لسنا في حاجة لإقامة جامعة صيفية”، وثم يستدرك ضاحكا: ” الجبهة الوطنية لا تضم أصحاب الأموال الذين يعرضون المساعدة على أمل الاستفادة من الإعفاءات الجبائية والضريبية”.
  • وإذا كانت الجامعات الصيفية للأحزاب، فإن المنظمات الجماهيرية، ومنها الكشافة الإسلامية، تفضل عبارة المخيمات الصيفية، وهي نوعان، دولية ووطنية. بالنسبة للمخيم الدولي لهذه السنة، فقد تقرر إقامته بالسويد، أما المخيم الوطني، فيجري التحضير له، بناء على إمكانيات المنظمة،‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬الاشتراكات‭ ‬السنوية‭ ‬ومساعدات‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬تكاليف‭ ‬المخيّم‭ ‬المحلي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬و60‭ ‬مليون‭ ‬سنتيم‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!