-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيما يقترح مختصون تأطير مساعدين اجتماعيين وحراس للمرضى

مسنون يبحثون عبر “مواقع التواصل” عن أشخاص لرعايتهم منزليا!

مريم زكري
  • 855
  • 0
مسنون يبحثون عبر “مواقع التواصل” عن أشخاص لرعايتهم منزليا!
أرشيف

تعتبر رعاية كبار السن، وأصحاب العلل التي تسبّب عجزا عن الحركة، من بين الوظائف المطلوبة في السنوات الأخيرة، وعادة ما يجري تقديم الرعاية البسيطة من قبل أفراد العائلة أو الأصدقاء أو كليهما.
وفي حال تعذر ذلك، يلجأ الأهل إلى البحث عن مرافق دائم يسهر على تلبية حاجيات المرضى، خاصة من كبار السن، أو الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي، وتوظيف غرباء، لا يحوزون مؤهلات كافية تمكنهم من رعاية المريض بالشكل المطلوب.
ويرى مختصون في تصريح لـ”الشروق”، بأن استحداث شركات مصغرة مختصة في تقديم الرعاية المنزلية من أهم التحديات التي تواجه المنظومات الصحية في العالم، إلى درجة بروز فكرة الموت الرحيم بالدول الغربية لتقليص نفقات الرعاية، وما يتبعها من أعباء.
ففي السياق، كشف الباحث في اقتصاديات الصحة والتسيير، الدكتور عبد المجيد سجال، لـ”الشروق”، عن وجود شريحة كبيرة من هذه الفئة التي هي بحاجة إلى رعاية خاصة، إضافة إلى صعوبة الرعاية التي أفرزت مشاكل اجتماعية بين الزوجين نتيجة فرض رعاية الوالدين المسنين، على أحد الأطراف في حالة عمل الزوجين معا.
وقال سجال إن هناك مخطط مشروع ومقترح أطلق عليه اسم “speedari” أو “سبيداري”، وهو عبارة عن شركة ناشئة مهمتها تقديم الرعاية الصحية، والاجتماعية المنزلية، وكذا المرافقة النفسية، من خلال تكوين شباب من الجنسين، في مجال الرعاية الصحية المنزلية والتعاقد مع العائلات، وكذلك مع مؤسسة الضمان الاجتماعي، التي تخصص مبالغ طائلة لرعاية المرضى والمعاقين.

رعاية منزلية للمسنين بدون تأطير
ومن جهة أخرى، أكد المتحدث أن هذه الظاهرة أفرزت سوقا فوضويا لنشاط رعاية المسنين، والأمر، بحسبه، إيجابي في ظاهره كونه يخلق فرص عمل لبعض البطالين، ولكن ما هو سلبي، أن هؤلاء القائمين على شؤون المرضى، وكبار السن لم يتكونوا في هذا النوع من الرعاية.
وأوضح المتحدث، أن رعاية المسنين ليست بالمهمة الهينة، فهي لها شروط وممارسات ومهارات، خاصة أن صحة هؤلاء الذين يتم رعايتهم قد تكون في خطر، وقد يتعرض حتى المكلفين بهذه الرعاية إلى العدوى، والتسممات وبعض الحوادث المهدّدة لسلامتهم.
وقال عبد المجيد سجال، إن مثل هذه الحالات لكبار السن الذين يبحثون عن من يرعاهم، دفع الباحثين في اقتصاديات الصحة لاقتراح مشروع “سبيداري”، بالإضافة لخلق نشاط العيادات المتنقلة، وخدمات أخذ عينات الدم قصد التحاليل من طرف هذه العيادات، التي توظف ممرضين ومختصين بيولوجيين وحتى أطباء أسنان.
ويرى الدكتور سجال بأن النشاط بحاجة إلى تقنين، وضبط تشريعي من خلال إجبار العاملين في هذه المهن على التكوين قبل ممارسة النشاط، وأشار إلى أن تحقيق هذا المشروع سيرفع من مؤشرات جودة النظام الصحي الجزائري، ومبادئ تحقيق التغطية الصحية الشاملة التي توصي بها المنظمة العالمية للصحة، كما اقترح المتحدث بالمقابل رقمنة السيرة الطبية قصد تشكيل قاعدة بيانات صحية وخارطة صحية تساهم بشكل فعال في التحقيقات الوبائية، ونظم الوقاية الصحية.

مطالب بتكوين المكلفين بـ”حراسة” المرضى في مراكز التكوين
وحول موضوع رعاية المسنين الذين يعيشون بمفردهم والمصابين بعجز والمرضى الذين يبحثون عن رعاية خاصة، أكد البروفيسور مصطفى خياطي أن بعض الأشخاص يستغلون الإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي “الفايس بوك”، للبحث عن وظيفة “مرافق”، ويقومون بابتزاز العائلات، أو سرقتهم والنصب عليهم، مشيرا إلى أن البحث عمن يعرفون بـ”حارس المريض” عبر “السوشيال ميديا”، وبدون معرفة سابقة بهم، خطر يمكن لأي شخص يستغل هذه الإعلانات لأغراض دنيئة.
ودعا إلى تجنب ذلك من خلال توظيف مرافقين عبر الوكالة الوطنية لتشغيل “لانام”، مع ضرورة وضع ملف خاص يسمح بمعرفة هوية الشخص، وصحيفة سوابقه العدلية، واقترح خياطي، استحداث فرع للتكوين عبر مراكز التكوين المهني، بما أن مهنة مرافقة المرضى، وكبار السن في مقرات إقامتهم، باتت، مؤخرا، مطلوبة بشكل كبير، في ظل زيادة الاحتياجات اليومية للجزائريين، وذلك لتخلي بعض العائلات عن مرافقة مرضاهم، لأسباب عديدة كوجود صعوبة كبيرة في التكفل بهم.
ويرى رئيس الهيئة الوطنية لترقي الصحة وتطوير البحث العلمي “فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، بأن هذه الظاهرة موجودة في كل أنحاء العالم، وانتشرت مؤخرا بشكل لافت في دول عربية وإسلامية، وأن بعض الدول، بحسبه، تخضع الأشخاص الذين يقومون بهذا النشاط، إلى تكوين خاص، وتدريب على كيفية التعامل مع المريض أو المسن ومتطلباته كل بحسب حالته.
وأكد خياطي أن المجتمع الجزائري شهد مؤخرا، مشكلة رعاية كبار السن والمرضى الذين يعيشون بمفردهم، أو لم يجدوا من يرعاهم، فأدى ذلك إلى البحث عن مرافقين لمرضاهم سواء عن طريق وساطة بعض الأشخاص أم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ولكن بحسب، البروفسور خياطي، لا يمكن تجاهل خطر استقدام “حارس” مريض أو مسن إلى المنزل دون معرفة سابقة به، لأنه قد يسبب مشاكل للعائلة وللمريض، واقترح خياطي، في سياق ذلك، إفساح المجال للممرضين الذين تحصلوا على التقاعد، أو في إطار عمل إضافي لعمال الصحة، بحيث يتم دفع نفقتهم على حساب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لتغطية التكاليف.

شيخي: للمساعدة الاجتماعية دور كبير في حل مشكل المسنين
ومن جهتها، قالت رئيسة الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة، سعاد شيخي، إن فئة لا تقل عن 3 ملايين مسن في الجزائر، نسبة كبيرة منها تحتاج إلى رعاية صحية وتكفل منزلي، موضحة أن غياب الرعاية الاجتماعية، لهؤلاء قد يحول حياتهم إلى جحيم، ويتسبب في موتهم وهم في عزلة.
وترى بأن الحل اليوم، يتمثل في تفعيل دور المساعدة الاجتماعية، جعلها قريبة في بعض المناطق المعزولة، والمداشر، من فئة المسنين والمرضى الذين يعيشون في عزلة.
وأوضحت أن المساعدة الاجتماعية، مطلوبة في ظل اتساع رقعة الأشخاص الباحثين عن رعاية، فمن خلال هذه الوظيفة يمكن، بحسب شيخي، إحصاء المسنين والمرضى الذين يحتاجون إلى من يرافقهم بقية حياتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!