الرأي

الجذر اللغوي للأمازيغ

عثمان سعدي
  • 10106
  • 32

تدور، في هذه الأيام، أقاويل ينشرها دعاة الأمازيغية، فيشتمون العربية ومن يدافع عنها، ويعتبرون العربية معادية للأمازيغية والتراث الأمازيغي. وأنا أردّ عليهم بأن الأمازيغية والعربية من أرومةٍ واحدة، لا تناقضَ بينهما، وأن الذي فرَّق بينهما هو المستعمِر الفرنسي الغاشم منذ 1830، وقبل هذا التاريخ لم يوجد أمازيغي واحد ينتمي إلى الأمازيغ يعادي العربية، كل الأمازيغ قبل هذا التاريخ كانوا يؤمنون بأن العربية والأمازيغية كيانٌ واحد وبأن العربية لغتهم. وإلى القراء الكرام ما يؤكد أن كلمة أمازيغ جذرها عربي، وأنها لا توجد إلا في قاموس اللغة العربية، وإليكم ما ورد في معجم (لسان العرب لابن منظور) حيث ذكر مزرَ معناها قويّ واشتدّ قلبه. ومزغ تعني وثب، يقول ابن منظور:

ويُروى: أَسدٌ مَزِيرُ، والجمع أَمازِرُ مثل أَفِيل وأَفائِلَ؛ وأَنشد الأَخفش: (وهو النحوي المشهور كان أحبّ امرأة فتخلت عنه وانصرفت إلى رجل طويل القامة، وكان الأخفش قصيرا) هذين البيتين، مفتخرا بالرجال قصيري القامة): 

إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ، خافي بَسَالَةَ الـ ــــرِّجالِ، وأَصْلالُ الرِّجال أقاصرُهْ

ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كُلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمـــــــــازِرُهْ

شرح الكلمات: أصلال جمع صِلٌّ وهو ذكر الأفعى. 

الأمازرُ: الأقوياء أشدّاء القلوب

معنى البيتين: يا ابنة الأعيار التي عِبْتِ عليّ قصر قامتي، أعلمك بأن فحول الرجال هم قصيرو القامة، هم كالثعابين الذكور أقوياء أشداء القلوب.

مَزَغَ: قال ابن بري: التمَزُّغُ التَّوَثُّبُ؛ قال رؤبة:

بالوَثْبِ في السَّوْآتِ والتمَزُّغِ

السوآت: جمع سَوْءٌ أي كل ما يغمّ الإنسان. ومعنى شطر البيت: بتجاوز كل ما يبعث على الغمّ والهمّ والقفز عليه.

بهذه المعلومة المختصرة، نؤكد للقارئ الكريم أن العروبة والأمازيغية تعود إلى أرومةٍ واحدة، يجمع بينهما كلُّ شيء ولا يفرِّق بينهما أيُّ شيء.

مقالات ذات صلة