العالم
الشيخ رائد صلاح في ضيافة القافلة

الجزائريون يرددون شعار الموت لاسرائيل تحت سماء أنطاليا

الشروق أونلاين
  • 33358
  • 48
الشيخ رائد يتوسط أعضاء القافلة

كشف مساء أول أمس رئيس منظمة الإغاثة التركية “اهاها” بولانت يلدرمد أن موعد انطلاق أسطول الحرية من أنطاليا التركية نحو قطاع غزة المحاصر، سيتأخر يومين آخرين ليكون هذا الخميس بدلا من يوم الثلاثاء كما كان مقررا.

وبرر المصدر ذاته هذا التأجيل الذي يعد الثاني في ظرف أسبوع، بقرار الأسطول انتظار التحاق سفينة أوروبية جديدة، تأخر موعد شحنها وانطلاقها، مضيفا في خطاب ألقاه أمام تجمع حاشد ضم الوفود المشاركة التي وصلت إلى أنطاليا التركية، وتمثل الجزائر والكويت والأردن والبحرين وموريتانيا والمغرب وسوريا ومصر، زيادة على ماليزيا واندونيسيا وأيضا الهند وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية والآسيوية، أن هؤلاء لا بد أن يظهروا للعالم أجمع وتحديدا لإسرائيل من يحالفها في حصار غزة، صمودا كبيرا وأسطوريا، حيث رددت القاعة وراء منسقي منظمة الإغاثة الإسلامية العديد من الشعارات مثل “صامدون صادمون، ولغزة ذاهبون”.. وشعار الموت لإسرائيل الذي لم يدو هذه المرة في طهران بل في تركيا، وردده العديد من الحاضرين بينهم أعضاء الوفد الجزائري الذين كبروا وهللوا مع الجميع وتمكنوا من خطف الأنظار بعد ما رددوا واقفين شعارات تؤيد القضية الفلسطينية مثل …”على البحر قادمون، ولغزة ناصرون”، وأيضا قولهم “الجزائر وتركيا مع فلسطين”، وهو الهتاف الذي صفقت له القاعة بحفاوة، وشارك فيه الجزائريين، الشيخ رائد صلاح بصوته واقفا بعد ما فضل الجلوس بين الوفد ناهيك عن أعضاء آخرين من دول عربية شقيقة.

القاعة التي احتضنت هذا التجمع الكبير عرفت أجواء حماسية شديدة، لدرجة أعادت فيها لذاكرة كثير من الحاضرين صور الأمة الواحدة التي يريد البعض أن يهدد وجودها، كما أنّ الطريقة التي تم بها تسيير هذا التجمع من طرف الأتراك، أماطت اللثام عن ميزة أخرى يختص بها شعب الأناضول، وهي رعاية المقاومة في جو حماسي مدروس، لا يخلو من إثارة العواطف، لكنه في الوقت ذاته، يحترم الأعراف والقوانين والضوابط والاتفاقيات، لذلك ظهر أن الترحيب برئيس بلدية انطاليا التركية، لم يكن فقرة أساسية ضمن الحفل مثلما هي المهرجانات الرسمية عندنا في العالم العربي، لكن المسؤول الكبير تسلل بهدوء رفقة حراسه الشخصيين، إلى منصة الوفد الجزائري، حيث قام بتحية أعضائه ناهيك عن تواضعه في تحية الشيخ رائد صلاح قائلا له: “نحن في خدمتك يا سيدي بكل شيء تطلبه أو تأمر به”؟!

التجمع الكبير الذي تم أول أمس، كشف أيضا أن منظمة اهاها التركية ليست بالشيء الهين في الجمهورية الأتاتوركية، حيث خصصت أرمادة من المنظمين والقائمين على الاستقبال بشكل يثير الانتباه، وظهر أن رئيسها أو منسقها العام يحظى بشعبية كبيرة في تركيا، ويمتلك ثقة كبيرة من الشعب والحكومة أيضا؟!

رجال ونساء، تلونت وجوههم واختلفت ألسنتهم وتفاوتت أعمارهم، من ماليزيا واندونيسيا، والهند، وحتى من مالاوي وأيضا في دول أخرى لا تخطر على بال الغزاويين انه في إمكانها أن تعرفهم، فما بالك بمساندتهم، لكنها توحدت تحت راية واحدة في القاعة الرياضية لمدينة أنطاليا والتي أثبتت أن سر تفوق الأتراك أمنيا في تنظيم مثل هذه المهرجانات الشعبية الضخمة، هو أنهم لا يوفرون لها تغطية أمنية تفوق حجمها، كما لا تتم عسكرتها مثلما تجري عليه الأمور عادة في العالم العربي.

 

 في حوار سينشر لاحقا حول الدور الجزائري في نصرة غزة والأقصى

الشيخ رائد صلاح للشروق:” ما فعله الجزائريون أمر عظيم، وسأزورهم قريبا للشكر”

 

صرح الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية لعرب 48 أنه سيكون في الجزائر قريبا في إطار نصرة القضية الفلسطينية ولشكر الشعب الجزائري على وقوفه خلف الفلسطينيين من خلال عدة خطوات ومبادرات بينها شراء سفينة في أسطول الحرية الذي سيسافر إلى غزة.

وقال الشيخ رائد صلاح في حوار مطول سينشر لاحقا في الشروق،  أنه سعيد أن تكون المشاركة الجزائرية الأكثر تميزا بين جميع المشاركات الأخرى العازمة على كسر الحصار على القطاع، مبينا أن ذلك ليس بالغريب على أرض الشهداء التي ناصر شعبها القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة، كما أنها تفتح الباب محددا من أجل رؤية سفن أخرى، عربية خصوصا، في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة المحاصرين ونجدة الأقصى والقدس.

للإشارة فان الشيخ رائد صلاح ومنذ مجيئه لأنطاليا التركية، وهو حريص على البقاء وسط الوفد الجزائري نظرا لما لقيه من ترحيب من طرف الجميع، كما أنه لم يفوت فرصة اللقاء أمس مع أعضاء الوفد وغيرهم من العرب في سبيل الدعوة لإحداث ما وصفها ثورة في الخطاب العربي، خصوصا ما تعلق منه بالادعاء أن فلسطين للفلسطينيين فقط.

 

“نرفض تسليم السفينة الجزائرية وغيرها من سفن المساعدات للمصريين”

انضم الوفد الجزائري المشارك في أسطول الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة إلى قائمة الوفود التي وقع أعضاؤها على لائحة رفض وتنديد بالاقتراح المصري الذي كشف عنه أول أمس محافظ سيناء والمتضمن سماح مصر باستقبال أطنان المساعدات الإنسانية في ميناء العريش بشرط عودة جميع الوفود إلى بلادها وعدم خلق أي شوشرة على الشرعية المصرية ومن ورائها طبعا… الإسرائيلية.

“عادت مصر إلى عادتها القديمة”..، هكذا علق جميع المشاركين في أسطول الحرية الذي يبدو أن سبب تأجيله لأكثر من أربعة أيام، منذ الأحد الماضي، لا علاقة له بالأحوال الجوية وحسب، وإنما له حسابات أخرى، بعضها علني وكثير منها سري لا يعلمه أحد.

مصر الرسمية اختارت الساعات الأخيرة لتجمع المشاركين في أنطاليا التركية من اجل أن تقترح عليهم ما لم يستطع الإسرائيليون إقناعهم به، وهو ترك المواد الغذائية والإسمنتية ومولدات الكهرباء في ميناء العريش المصري لتتولى القاهرة توزيعها “بمعرفتها طبعا” على من تشاء ومن تحب؟!

وينظر الكثير من المشاركين في قافلة أسطول الحرية للخطوة المصرية على أنها ليست بريئة تماما، كما أنها أثارت سخط الجميع بما في ذلك أعضاء الوفد الجزائري الذي قال رئيسه عبد الرزاق مقري أنهم سيكونون في “طليعة الرافضين لأي دور مصري مشبوه يرمي إلى منع وصول المساعدات يدا بيد، عن طريق البحر وليس أي طريق آخر، خصوصا إذا كان مصريا”.

في أنطاليا، لم يتسبب الإعلان عن التأجيل في إثارة غضب المشاركين، بقدر ما أحدثه القرار المصري المفاجئ، علما أن القافلة تضم نائبين مصريين من الإخوان، أبديا رفضهما أيضا للقرار الذي يتصادم مع إرادة الشارع المصري.

مقالات ذات صلة