الجزائر
تنسيق مع القاهرة إقليميّا وتعميق لعلاقات التعاون

الجزائر تتحرك بقوّة في فضائها الأفريقي والعربي

سفيان.ع
  • 6108
  • 5

قيس سعيد يطمئن الرئيس تبون ويبلغه باتخاذ قرارات هامّة قريبًا

الرئاسة المصرية: توافق مع الجزائر على صون الاستقرار في تونس

أكدت الرئاسة المصرية توافق القاهرة والجزائر على “دعم كل ما من شأنه صون الاستقرار في تونس، وإنفاذ إرادة واختيارات الشعب التونسي الشقيق حفاظا على مقدراته وأمن بلاده”.

واستعرض المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضى، فحوى اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوزير الخارجية رمطان لعمامرة، أمس، وشكلت التطورات في تونس أحد الملفات التي تمت مناقشتها، وبحسب القاهرة “حصل توافق مع الجزائر على دعم تونس وإرادة التونسيين”.

وبحسب الجانب المصري دائما، فقد تطرق اللقاء إلى مناقشة تطورات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأوضاع في ليبيا، حيث توافقت الرؤى في هذا الصدد حول أهمية تعزيز أطر التنسيق المصرية الجزائرية ذات الصلة، و”ذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو تفعيل إرادة الشعب الليبي من خلال دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومساندة الجهود الحالية لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وذلك من خلال تنفيذ المقررات الأممية والدولية ذات الصلة من حيث عقد الانتخابات في موعدها دون تأجيل خلال شهر ديسمبر القادم، وخروج كافة القوات والمرتزقة من ليبيا”، بحسب الرئاسة المصرية.

كما تم استعراض آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسي موقف بلاده “الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل، والحفاظ على الأمن المائي لمصر، مع التشديد في هذا الإطار على أهمية قيام كافة الأطراف المعنية بالانخراط في عملية التفاوض بجدية، وبإرادة سياسية حقيقية للوصول لاتفاق شامل وملزم قانونا حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة”.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن اللقاء تناول التباحث حول آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم التأكيد على الإرادة السياسية والرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون بين مصر والجزائر وتعظيم قنوات التواصل المشتركة، لا سيما على مستوى تيسير حركة التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات البينية، وكذا التنسيق السياسي والأمني وتبادل المعلومات في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف الذي يمثل تهديدا للمنطقة بأكملها.

وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أجرى مساء السبت، مكالمة هاتفية مع نظيره التونسي قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، اطمأن من خلالها على الرئيس سعيد والشعب التونسي الشقيق.

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية “أن الاتصال الهاتفي تمحور حول تطورات الوضع العام في الشقيقة تونس حيث طمأن الرئيس التونسي رئيس الجمهورية بأنّ تونس تسير في الطريق الصحيح لتكريس الديمقراطية والتعددية وستكون هناك قرارات هامة عن قريب”.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ونظيره المصري، سامح شكري، عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين في شتى المجالات والتنسيق المشترك حيال مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك.

وقال لعمامرة خلال ندوة صحفية عقدها مع نظيره المصري في ختام مباحثاتهما مساء السبت بالقاهرة إنه ينقل رسالة “مودة وإخاء” من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موضحا أن الرسالة تؤكد على الالتزام بتعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.

وأضاف أن رئيس الجمهورية كلفه في بداية مهامه أن تشمل جولته عددا من البلدان الشقيقة والصديقة، “وأن تكون مصر من بينها، على اعتبار المسائل المطروحة فيما يتعلق بالشراكة الاستراتيجية وعدد من الملفات الأخرى في المغرب والمشرق العربي والقارة الإفريقية، محل تنسيق وتشاور مع مصر الشقيقة”.

وفي رده على سؤال حول زيارته إلى إثيوبيا والسودان قبل قدومه إلى القاهرة، وتصور الجزائر للخروج من مأزق سد النهضة، أكد وزير الخارجية – أن الجزائر تعتقد أن الظرف والوضع فيما يتعلق بالعلاقات بين دول حوض النيل، خاصة مصر وإثيوبيا والسودان تمر بمرحلة دقيقة.

وأبرز أن اهتمام الجزائر بهذا الموضوع باعتباره “أساسيا بالنسبة لدول شقيقة وصديقة”، مؤكدا موقف الجزائر الثابت وحرصها على “ألا تتعرض العلاقة الاستراتيجية والمتميزة بين الجانبين العربي والإفريقي لمخاطر نحن في غنى عنها”.

وأكد لعمامرة رغبة الجزائر – دائما وأبدا – “عندما تتوافر الشروط، والمناخ الملائم، أن تكون جزءا من الحل في جميع الملفات الكبيرة الوجودية التي تهم أشقاءنا”، مشيرا يقول “إننا نستمع ونبلغ قيادتنا بمواقف الأشقاء في الدول الثلاث”.

وحول تطورات الأوضاع في ليبيا وإجراء الانتخابات نهاية هذا العام، أوضح وزير الخارجية أن الساحة الليبية تشهد “تقدما” مقارنة بالمحن التي مرت بالشعب الليبي، وقد يكون الشعب الليبي وصل لمرحلة انتفاضة العقول والوعي بأن مستقبل ليبيا ملك للشعب الليبي، كما أن لدول الجوار عليها مسئولية خاصة كاملة تجاه ليبيا.

مقالات ذات صلة