الجزائر
استغلت علاقاتها المستقرة مع الرياض وطهران

الجزائر تنجح في التقريب بين السعودية وإيران لإنقاذ اجتماع “الأوبك”

الشروق أونلاين
  • 8842
  • 13
ح.م

تقود الجزائر وساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران هدفها جسر الهوة الذي يفصل بين الجارين اللدودين، أملا منها في إنجاح اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، المرتقب نهاية الشهر الداخل بالجزائر.

وتحرص الجزائر بكل ما أوتيت من جهد على إنجاح هذا الاجتماع المرتقب عقده على هامش ملتقى الطاقة، الذي يهدف إلى جر الدول المصدرة للنفط نحو التوافق حول مخرج ينهي استمرار تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، ودفعها نحو الاستقرار بشكل يحمي أو على الأقل، يقلل من تداعيات المستوى الذي وصلت إليه الأسعار على اقتصاديات تلك الدول. 

وفي هذا الصدد، قال موقع “موندافريك” إن الجزائر كثفت من تحركاتها لإقناع بعض الدول الفاعلة في المنظمة بخفض إنتاجها من النفط، أملا في دفع الأسعار نحو الأعلى.

ومن أجل تعبيد الطريق نحو هذا الهدف، تقوم الجزائر بجهود لافتة لإقناع الرياض وطهران بالجلوس إلى طاولة واحدة يومي 28 و29 سبتمبر المقبل، وهما الدولتان اللتان تعتبران الأكثر تأثيرا في سوق النفط بسبب موقفيهما المتضاربين وكذا بحكم ثقلهما الإنتاجي. 

ومعلوم أن طهران أكدت الخميس المنصرم، مشاركتها في اجتماع الجزائر، وجاء ذلك على لسان وزير البترول الإيراني، بيجان زنكته، الذي قال في تصريحات نقلها موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية، إن محمد سنوسي الأمين العام لمنظمة أوبك سوف يزور طهران لاحقا، فيما بدا مؤشرا على استعداد طهران للتعاطي بشكل إيجابي مع الوساطة. 

يشار إلى أن الخلافات العميقة بين المملكة السعودية ومعها دول الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى، ساهمت في عدم حصول التوافق في اجتماعات سابقة، بشأن سحب المعروض الزائد من النفط في السوق العالمية، وهو الهدف الذي لم يتحقق رغم الجهود التي بذلت، ما انعكس سلبا على الأسعار التي انخفضت إلى مستويات لم تشهدها منذ سنوات طويلة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الوسيط الجزائري يسعى لإقناع الطرف السعودي بمراجعة سياسته النفطية، وذلك بدفعه نحو الموافقة على خفض الإنتاج، كونه يعتبر السبيل الوحيد للحيلولة دون استمرار تدهور الأسعار مستقبلا، وهو المعطى الذي لا يخدم تطور صناعة الغاز الصخري، الذي يعتبر من بين الأسباب التي ساهمت في انخفاض أسعار النفط في السنوات القليلة الأخيرة، مبرر يكون قد لقي قبولا لدى الطرف السعودي. 

وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الوساطة الجزائرية نجحت إلى حد الساعة في إقناع الطرفين السعودي والإيراني بجدوى التوافق على قرار تاريخي قد يرفع الأسعار إلى مستويات مقبولة من قبل غالبية الدول المصدرة للنفط، غير أن هذا النجاح يبقى مرهونا بثبات موقف البلدين إلى غاية الشهر المقبل.

مقالات ذات صلة