الجزائر
الخبير الفلاحي آكلي ميسوني: محاصيل القمح والشعير مهددة بالتلف

الجزائر على أبواب الجفاف وزيادات مرتقبة في الأسعار

وهيبة سليماني
  • 6965
  • 10
أرشيف

دعا خبراء ومختصون في الفلاحة إلى ضرورة إعادة النظر في الفلاحة وإعداد رزنامة جديدة لموسم البذر وزراعة وجني بعض المحاصيل الزراعية، وهذا حسبهم لتغير المناخ في الجزائر وتأخر سقوط الأمطار في موعدها، حيث يتخوف بعض الفلاحين من حالة جفاف قد تعصف بنشاطهم ومحاصيلهم هذه السنة، خاصة أن كميات الأمطار اللازمة لم تسقط خلال شهر فيفري واستمرار الوضع إلى غاية منتصف مارس سيحدث كارثة فلاحية.

وأكد الخبير الفلاحي آكلي ميسوني، أن الوضع يزداد سوءا حيث منذ 15 سنة تشهد الجزائر، حالة من الجفاف النوعي بسبب تأخر سقوط الأمطار الموسمية، وحذر وزارة الفلاحة من التجاهل أو عدم الاهتمام بهذا المناخ الجديد الذي يميز بلادنا اليوم، ودون تغيير في الرزنامة الفلاحية للبذر والزرع والجني، وقال إن 99 بالمائة من الحبوب في الجزائر تعتمد على مياه الأمطار ولا تسقى، حيث يرى أن الري التكميلي ضروري كبديل في ظل حالة الجفاف.

ومن جهته، دق المهندس الفلاحي، المستشار السابق في وزارة الفلاحة، احمد مالحة، ناقوس الخطر حول الموسم الفلاحي لهذا العام، خاصة في ما يتعلق بالقمح والشعير، وقال إن 300 ألف هكتار من الحبوب في ولاية تيارت قد تتلف في حال استمرار عدم سقوط الأمطار إلى غاية منتصف شهر مارس القادم، مؤكدا أن التراجع في المحاصيل الزراعية وخاصة الحبوب قد يتعدى نسبة 50 بالمائة هذا العام، وهذا بسبب تأخر سقوط الأمطار.

وأوضح مالحة أن أمراضا نباتية وطفيليات قد تهاجم المحاصيل بسبب تغير المناخ وتأخر سقوط الأمطار، وهذا ينعكس سلبا على تربية النحل، حيث لا يجد هذا الأخير موسما ربيعيا بالمعنى الحقيقي لكي ينتج العسل، مضيفا أن بعض الولايات الشرقية قد لا تتأثر كثيرا بتأخر سقوط الأمطار مثل قسنطينة وميلة وسوق أهراس في حين ولايات مثل سطيف وتيارت قد تخسر هكتارات من الحبوب، حيث حسبه هناك أماكن تأخر الفلاحون في عمليات الزرع، وهذا بسبب استمرار حالة الحر، ورغم قيام بعضهم بالبذر في شهر أكتوبر إلا أن حالة الجفاف في بعض المساحات الفلاحية، المتواجدة في مناطق غير رطبة، قد تؤدي إلى تلف البذور تحت التربة دون نموها.

ودعا احمد مالحة وزارة الفلاحة إلى تفعيل دور المعاهد الفلاحية للزراعات الكبرى من خلال تكييف بعض البذور مع مناخ جديد لفترة 11 سنة، وهي بذور مقاومة للجفاف وقصيرة، حيث إن ذات الوزارة لم تغير رزنامتها الفلاحية منذ 1995، رغم تغير المناخ واستمرار الحرارة وتأخر الأمطار في شهور كانت بداية سابقا للعمليات الحرث والبذر، وأخرى للجني والحصاد.

وأكد كل من الخبير الفلاحي آكلي ميسوني، والمهندس أحمد مالحة، أن 15 يوما ابتداء من أواخر فيفري كافية لإعلان حالة الجفاف في الجزائر، وأن خضرا وفواكه موسمية قد تتأثر من هذه الحالة، وهذا لغياب السقي من السدود في بعض المناطق غير الصحرواية.

ويتوقع بولنوار الحاج الطاهر، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، ارتفاعا في أسعار بعض الخضر والفواكه الموسمية في حال تأخر سقوط الأمطار إلى غاية 15 مارس القادم، وهذا حسبه لأن السقي من السدود غير معتمد عليه من طرف الفلاحين خاصة في الشمال، وغياب استغلال كلي لمياه هذه السدود في بعض المناطق، أو عدم وجود تقنيات للسقي التكميلي.

وقال إن خضرا وفواكه موسمية مثل العنب سيتراجع إنتاجها، بسبب التغير المناخي وحالة الجفاف في حال تأخر سقوط المطار في شهر مارس.

مقالات ذات صلة