-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر في الطريق الصحيح

الجزائر في الطريق الصحيح

كلما مَرَّت الأيام، إلا وتأكد أن بلادَنا تسير في الطريق الصحيح، وإِنْ لم تُزِل كافة العقبات التي مازالت تعترضها. إلى حد الآن بات واضحا أن العودة إلى الاختيار المؤسساتي سنة 2019 كان أفضل خيار رغم الظروف التي جرى فيها والصعوبات التي اعترضته. كانت الجزائر ستنزلق نحو المجهول لو اتخذت طريقا آخر أو بقيت تراوح مكانها غير قادرة على الحسم.
لم يحدث ذلك الانزلاق الذي عمل من أجله الكثير من الأفراد والدول… وكان لا بد من الشروع في عملية البناء على أسس صحيحة وقواعد سليمة. يكذب من يقول إن الأمر سيكون سهلا، أو أنه سيتم في ظرف سنة أو سنتين، والكل يعلم مدى هشاشة الوضع، وصعوباته، وكثرة الثغرات وتضارب الآراء وأحيانا انتشار المغالطات الكثيرة بين الناس التي تمنع أي توحيد للقوى باتجاه مشروع وطني شعبي حقيقي ومستقلّ.
اشتدت الحملات الدعائية المغرضة تجاه بلادنا وازداد عدد مروجِّيها عن سبق إصرار في كثير من الأحيان وعن غير وعي أحيانا، وكادت الأصوات المخلِصة تندثر في غمرة هيجان البعض والتلاعب بالعواطف من قبل آخرين، خاصة من قِبل رافعي شعارات رنّانة ومُغرية كالحرية وحقوق الإنسان ذات الأجندة المعروفة نهايتها: الانتصار لمشروع التغريب وتفكيك الروابط الوطنية التاريخية القائمة على أساس من الأخوّة والوحدة في الدين والوطن. وكدنا نغرق في دوامة صراع داخلي لا نعرف خلاله الصادق من الكاذب ولا المُخلص لوطنه مِمَّن يعمل لصالح أجندات أجنبية تحت عناوين مختلفة.
وراهن الكثير على أن تطور الأحداث لن يكون في صالح الخيار الوطني الجزائري الذي كان يدفع المجتمع نحو النضال داخل المؤسسات الدستورية وليس خارجها بغض النظر عن مدى رضاه عنها، وإذا بالعكس هو الذي يحدث. تطورات على الصعيد العالمي تُعزِّز موقف الجزائر. وتطورات على الصعيد الداخلي تزيد من مساحة الأمل لديها…
في ظرف وجيز تزداد قيمة الجزائر على صعيد سوق الطاقة الدولي وتزداد الحاجة إلى غازها الطبيعي، وتَحدُثُ تطورات متسارعة داخل القارة الإفريقية وداخل محيطها الطبيعي العربي والإسلامي فتُعيدها إلى مكانتها الطبيعية. وفي المقابل، تنشغل أوروبا وبخاصّة فرنسا مصدر كل القلق لبلادنا بمشكلاتها مع النزاع المُسلَّح الواقع في أوكرانيا وتغرق في تفاصيله، وتتحوّل الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية من حالة الهجوم إلى الدفاع ومن حالة الفعل إلى حالة ردة الفعل في علاقاتها الدولية.. وينعكس ذلك كله على الصعيد الداخلي، فتجد بلادنا نفسها في موقف مُريح يُشبه ذلك الذي كانت عليه إبان الحرب الباردة سيمكِّنها بدون شك من بلورة رؤية إستراتيجية واضحة في المستقبل القريب.
ولعلّ هذا ما أصبح يُقلِق المتربصين بها. أولئك الذين كانوا ينتظرون من محاولات زعزعتها داخليا، عرقلة تطوُّرها ومنع استعادة قدراتها في أكثر من مجال… إننا نسير بحق في الطريق الصحيح، طريق لا يخلو من صعوبات ومطبّات ومحاولات عرقلة السير به، ولكنه طريق أمل مستقبل… ولا دليل أقوى على ذلك من كون فرنسا غير راضية على هذا الطريق اليوم… إنها البشرى بحق أن لا يرضى على سياستك هذا البلد، بل أكثر من البشرى، إنه الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • علي

    الحمد الله علي كل النعم وخاصة الامان