رياضة
هل استغل نظام الشاذلي بن جديد أمم إفريقيا عام 1990 سياسيا؟

الجزائر لم تستفد رياضيا وسياحيا وماديا من أول “كان” نظمته

الشروق أونلاين
  • 5262
  • 0
ح م
لقطة لمواجهة الجزائر ونيجيريا في "كان 1990"

هل ستستفيد حقا الجزائر ماديا وسياسيا واجتماعيا من تنظيم كأس أمم إفريقيا؟ سؤال يطرحه الشارع الكروي قبل بضع ساعات من تعيين البلد المنظم لكأس أمم إفريقيا، والذي من المفروض أن تكون الجزائر الفائزة به، حسب الأصداء الواردة من القاهرة، وأيضا حسب الإنزال السياسي والرياضي القوي الذي قامت به الجزائر في اليومين الأخيرين، نحو مقر الكونفدرالية الإفريقية من أجل بصم فوز الجزائر، بتنظيم أمم إفريقيا، هو القرار المنتظر ليعود السؤال الأول ليطرح بقوة، ماذا ستستفيد الجزائر من تنظيمها لكأس أمم إفريقيا وماذا استفادت كل البلدان الإفريقية التي نظمت أمم إفريقيا في السنوات الأخيرة مثل الغابون وغينيا الاستوائية وغانا وأنغولا ومصر وتونس؟

والسؤال التاريخي أيضا وهو ماذا استفادت الجزائر عام 1990 من تنظيم كأس أمم إفريقيا، التي كانت في ذلك الوقت تجري بثمانية منتخبات وليس 16 منتخبا كما هو حاليا.

وكان النظام الجزائري في زمن الشاذلي بن جديد،  بعد أحداث خريف 1988 التي هزّت العاصمة بالخصوص في حاجة ماسة إلى تظاهرة، يشفي بها الجرح الغائر، ووجد في كأس أمم إفريقيا ملجأ قويا، حيث تم تسويقها على أساس أنها عرس الجزائر، بالرغم من أن كل الجزائريين كانوا في منتهى الحسرة والحزن كرويا بعد إقصاء الخضر من منافسة كأس العالم في خريف 1989 أمام المنتخب المصري، حيث تبخر الحلم المونديالي الثالث على التوالي، فبدت كأس إفريقيا لا معنى لها بالنسبة للجزائريين خاصة أن منتخبي مصر والكامرون المتأهلين لكأس العالم لم يشاركا بالتشكيلة الأساسية، وحتى نيجيريا لم تكن في أحسن أحوالها وكادت أن تتلقى عشرة أهداف كاملة من رفقاء ماجر في افتتاح الدورة، ونجت بجلدها بخماسية فقط، والذين يقولون بأن مستوى الدورة كان قويا أو حتى متوسطا مخطئون، إذ تمكنت السلطة في ذلك الوقت من حشد الجماهير لمتابعة اللقاءات بأعداد كبيرة وشغلت الناس لمدة 15 يوما مع كأس أمم إفريقيا، والغريب أن الاحتفال بالتتويج لم يعلن سوى في الجزائر العاصمة، من المناصرين الذين عادوا من ملعب 5 جويلية إلى بيوتهم في مواكب فرح بينما نامت بقية المدن باكرا ولم تكن شرارة الأحداث الأمنية قد اندلعت بعد.

أما من حيث المنشآت الرياضية فلم تستفد الجزائر من أي شيء، إذ إن ملعب الخامس من جويلية الذي استفاد من عشب هولندي لم تجر عليه سوى بعض الترميمات بينما كان ملعب عنابة الذي  استضاف منتخبات الكاميرون وزامبيا وكينيا والسنغال جاهزا، منذ تدشينه قبل الدورة بسنتين، وحتى الحضور الجماهيري الإفريقي كان غائبا باستثناء الجمهور السنغالي الذي تواجد في عنابة، وكان كله مشكلا من مئات الطلبة، الذين يدرسون في الجامعات الجزائرية فقط، وقام التلفزيون الجزائري وكنال بليس الفرنسية فقط، بنقل المباريات، ولم تكن أي وسيلة عربية خاصة موجودة في ذاك الوقت، حيث كانت قنوات آم.بي.سي في مخبر التحضير في بداية 1990، فمرّت الدورة من دون أن تستفيد الجزائر منها، بينما سيكون الأمر مختلفا في الدورة القادمة 2017 في حالة فوز الجزائر بتنظيمها، إذ سيتم أخذ التسريع وجودة المنشآت الرياضية على محمل الجد، خاصة ملعب 5 جويلية التي سيتحوّل إلى تحفة من خلال تغطيته بالكامل وجعل مدرجاته متناسقة وليست مبتورة كما هو حاله منذ تدشينه عام 1972 في موقع المشعل، وستكون وهران المرشحة لأن تكون عاصمة للألعاب المتوسطية على موعد مع الاستفادة من ثالث ملعب بعد بوعقال وزبانة، على أمل أن لا يكون مصير الملعب الجديد العشب الاصطناعي، المسيء للجزائر ولكرتها، بينما لن تضيف الدورة لعنابة سوى تجديدا لملعب 19 ماي الخاص بمدينة لا تمتلك أي فريق يلعب في القسم الأول ولا الثاني المحترف، خاصة أن ملعب عنابة عرف الترميم وتجديد أرضيته في أربع مناسبات وفي كل مرة يطاله الإهمال.

في كل بلدان العالم يتحوّل تنظيم مثل هذه الدورات بالفائدة على البلاد، لأن فرنسا استفادت من تنظيمها المونديال عام 1998 فصارت البلد الأول في العالم في السياحة، ومصر طمعت بعد تنظيمها كأس أمم إفريقيا عام 2006 في تنظيم مونديال 2010، أما عندنا فالتنظيم هو لحد الآن من أجل التنظيم فقط.

مقالات ذات صلة