الجزائر
وزارة الخارجية: "تصريحات أردوغان لا تساهم في جهود الجزائر وفرنسا لحل قضايا الذاكرة"

الجزائر “متفاجئة” من تصريحات أردوغان!

سميرة بلعمري
  • 15556
  • 69
أرشيف

عبرت الجزائر عن تفاجئها بتصريحات الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، واعتبرت أن”التصريحات التي نسبت إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حديثا أخرج عن سياقه حول قضية تتعلق بتاريخ الجزائر”.
تولت وزارة الخارجية، السبت، نيابة عن رئاسة الجمهورية مهمة الرد على تصريحات الرئيس التركي طيب رجب أردوغان التي تضمنها خطابه أمام قيادات حزبه،وجاء في البيان “فوجئت الجزائر بتصريح أدلى به رئيس جمهورية تركيا، السيد رجب طيب أردوغان، نسب فيه إلى السيد رئيس الجمهورية حديثا أخرج من سياقه حول قضية تتعلق بتاريخ الجزائر”.

وأضاف البيان بأنه “وبداعي التوضيح، تشدد الجزائر على أن المسائل المعقدة المتعلقة بالذاكرة الوطنية التي لها قدسية خاصة عند الشعب الجزائري، هي مسائل جد حساسة “مؤكدة أن مثل هكذا تصريحات لا تساهم في الجهود التي تبذلها الجزائر وفرنسا لحلها”.

بيان وزارة الخارجية جاء في أعقاب تصريحات ،كان قد أدلى بها الرئيس التركي الجمعة، قال في خطابه أنه طلب من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تسليمه وثائق تخص المجازر الفرنسية خلال الفترة الاستعمارية للجزائر، حسب ما نقلته وسائل الإعلام التركية.

ونقل الإعلام التركي عن رئيسه أن أردوغان، طلب من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تسليمه وثائق تخص المجازر الفرنسية خلال الفترة الاستعمارية للجزائر، وقال أردوغان أيضا، أمام قيادات حزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية أنقرة: “لقد أبلغت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن رئيس فرنسا ماكرون لا يعرف شيء عن هذه المجارز وسأقدم له هذه الوثائق لأنهم قاموا بهذه المجازر في الماضي بالجزائر”.
وأضاف أردوغان أن “الرئیس الجزائري قال لي بأن فرنسا قتلت 5 ملیون جزائري”، مشيرا “علینا أن ننشر هذه الوثائق لیتذكر الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أن بلاده قتلت 5 ملايین جزائري”.

واللافت أن زيارة أردوغان الى الجزائر الأسبوع الماضي ،والتي تعد أول زيارة لرئيس دولة الى الجزائر منذ أزيد من سنة، بحسب المراقبين شغلت حيزا هاما ضمن تصريحاته الإعلامية،فالرئيس التركي لم يكتف ببث جانبا كبيرا من الزيارة على المباشر عبر قنوات بلاده ،وإنما أردفها كذلك بعدة تصريحات سواء ما تعلق بنتائج المحادثات في الشق الأمني والمتعلق بالقضايا الإقليمية وخاصة الوضع في ليبيا وقضية التدخل الأجنبي التي ترفضها الجزائر كحل لنزاع الإخوة الفرقاء، أو ما تعلق بالشق الاقتصادي والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وحركة تنقل الأشخاص أو الجانب الثقافي الذي كان حاضرا،وكانت آخر تصريحات له ما تعلق بالذاكرة وجرائم فرنسا بالجزائر،ونقل عن الرئيس تبون حديثه عن إبادة فرنسا لـ 5 ملايين جزائري وعن طلب تسليمه وثائق تخص هذه المجازر، هذا الطلب الذي ذهبت قراءات إلى وصفه بالطلب الغريب والمثير للجدل،في حال إخضاعه إلى منطق الندية الذي يحكم العلاقات بين الدول.

تصريحات الرئيس التركي، الذي يعي جيدا أن الجزائر تعد مرتكزا أساسيا في افريقيا، خاصة مع اقتراب موعد القمة الإفريقية – التركية،الذي يسعى جاهدا لإنجاحها، تندرج بحسب المتابعين للملف ضمن سعي تركيا لعب ورقة جرائم الإستعمار الفرنسي بالجزائر كورقة سياسية ضد فرنسا ،ضمن ما يعرف بقضية “الأرمن “التي تغذي أزمة سياسية بين باريس وأنقرة منذ إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السنة الماضية يوم 24 أفريل يوما وطنيا في فرنسا “للإبادة الأرمينية”.

ورغم أن زيارة أردوغان الى الجزائر حملت الصبغة الاقتصادية بإمتياز، إلا أنه بتصرحاته التي وصفتها الخارجية الجزائرية بالمنسوبة للرئيس تبون حملها الرئيس التركي الصبغة السياسية والدبلوماسية، التي جعلت الخارجية الجزائرية لا تنتظر طويلا للرد عليها رغم تمسك الجزائر الشعبية والرسمية بتجريم الاستعمار الفرنسي ووجوب اعتذار فرنسا على جرائمها الاستعمارية لكن دون وصاية أية جهة.

https://www.facebook.com/EchorouknewsTV/videos/526212858253101/

مقالات ذات صلة