الجزائر
وزير الداخلية يشيد بالجيش ويبعث برسائل سياسية

الجزائر محت آثار واقعة “تيغنتورين” ولن تنحني للحاقدين

إيمان عويمر
  • 4089
  • 8
ح.م

تتجه الحكومة نحو الدفع بالمشاريع التنموية والاستثمارية في المناطق الصحراوية، بخاصة القريبة من المواقع الحدودية التي عرفت اضطرابات أمنية، بهدف تشجيع الشركات الأجنبية على العودة إلى الحقول النفطية والغازية بالجنوب الكبير.
وبعث وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، على هامش زيارة قادته إلى منطقة “الرار” إن أمناس “اليزي” لتدشين منشأة غازية، بتكليف من الرئيس بوتفليقة، عدة رسائل سياسية بالقرب من الحدود الجزائرية – الليبية.
وقال بدوي إن الجزائر “لن تنحني أبداً أمام ما يحاك ضدها من قبل الحاقدين، مشيدا بمجهودات الجيش الوطني الشعبي في الذود عن البلاد وبسالته وقدراته الاحترافية، التي أبانت، حسبه، على جاهزيته القصوى في التصدي للعمليات الإرهابية التي استهدفت منشآت استراتيجية، في إشارة إلى واقعة “تقنتورين 2013”.
وطمأن الوزير المستثمرين الأجانب بالقول: “بعد التصدي للعملية الإرهابية التي استهدفت مجمع تيقنتورين من طرف قوات الجيش، عرفت نفس السنة أي 2013، ميلاد مشاريع استراتيجية جديدة ومنها المشروع المدشن اليوم”.
ومن بين الرسائل التي حملها تصريح بدوي، أنه لا مكان للمغامرين ممن يريدون المساس بأمن واستقرار البلاد سواء بالداخل أو الخارج، مشيدا في الآن ذاته بفطنة ووعي ساكنة الجنوب ودعاهم إلى المحافظة على وحدة الوطن وخيرات الأجيال القادمة والوقوف مع الجيش ومختلف الأسلاك الأمنية في مواجهة المخاطر المحدقة بالجزائر.
واغتنم وزير الداخلية فرصة وجوده بالقرب من الحدود الجزائرية الليبية، ليعلن تصميم الدولة على جعل منطقة “الدبداب” الحدودية قطبا اقتصاديا واعدا بوضعها على سكة قطار التنمية، ملتزما بدعم الدولة ناهيك عن دعم شركة سوناطراك على اعتبارها الشريك الأقرب في صحرائنا الواسعة، على حد تعبيره.
ولم يتوان بدوي في الإشادة بالمجمع الطاقوي سوناطراك الذي قال عنه إنه لم يدخر أي جهد في خلق التنمية بالمنطقة، وكان دوما إلى جانب ساكنة المناطق الصحراوية، معددا أمام الحضور قائمة إنجازات الرئيس بوتفليقة في مجال الطاقة، التي كان الهدف منها فك الخناق على المواطنين ورفع الغبن عنهم في شتى المجالات المرتبطة بالحياة اليومية.
وردد وزير الداخلية خلال زيارته رسائل أخرى تحمل في طياتها نوعا من التحذير لمن وصفهم بـ”أصحاب البلبلة”، ممن طالت انتقاداتهم شركة سوناطراك في الآونة الأخيرة قائلا “سونطراك خط أحمر”، مدافعا عن استراتجيتها المنتهجة حديثاً الرامية إلى الرفع من المقدرات الانتاجية في مجال الطاقة.

مداخيل سوناطراك في ارتفاع

واستلم وزير الطاقة مصطفى قيتوني، دفة الدفاع عن سوناطراك، مطمئنا أن الشركة في أياد آمنة وتسعى إلى رفع قدراتها الإنتاجية وتعزيز مكانتها في سوق الغاز الدولية، وإشراك سكان الجنوب عن طريق انشاء مراكز لتكوين الشباب في مجال الطاقة والغاز، وكشف عن نية الدولة في تحسين مناخ الأعمال عبر إبرام شراكات جديدة مع متعاملين أجانب قصد بناء الاقتصاد الوطني.
ومعلوم أن وزير الداخلية أشرف رفقة وزير الطاقة والرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المؤمن ولد قدور على تدشين محطة تصفية ورفع ضغط الغاز بمنطقة “الرار” الواقعة على بعد 120 كلم شمال مدينة إن أمناس.
ويسمح المشروع الطاقوي المنجز بمدخل منطقة “الغار” للمديرية الجهوية لسوناطراك ناحية السطح، بتصفية الغاز وتعزيز قوة الضغط التي تقدر بـ24.7 مليار متر مكعب يوميا مما يسمح بتصفية الغاز واسترجاع المكثفات نحو محطات التصفية المتواجد على مستوى المديرية الجهوية لسوناطراك، حسب الشروح المقدمة للوفد الوزاري.
وتأتي هذه المحطة التي شرع في إنجازها منذ سنة 2012 بتكلفة 64 مليار دج لرفع حجم ضغط الغاز إلى حدود 75 بارا بعد أن عرف تدنيا من 35 بارا سنة 2014 إلى 15 بارا عام 2017.

مقالات ذات صلة