-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الكوميديا الجزائرية كمال زرارة لمجلة الشروق العربي:

الجمھور لم یكتشفني بعد في الدراما.. ومسلسل “أنين الأرض” أخرجني من قوقعة الكوميديا

طارق معوش
  • 822
  • 0
الجمھور لم یكتشفني بعد في الدراما.. ومسلسل “أنين الأرض” أخرجني من قوقعة الكوميديا
تصوير: عبد الكريم شنيڨل

أكد الفنان كمال زرارة، أنه یتوق إلى المشاركة في عمل درامي مهم، مشیرا إلى أن تألقه في الأدوار الكومیدیة التي ألفھا الجمھور وارتبطت به طویلا، لا یعني عزوفه عن الأدوار الدرامیة. فھو، كما قال، مستعد لتجسیدھا بنجاح، لو أتیحت له الفرصة، مشیرا إلى أنه كممثل یستطیع تقمص أي شخصیة تعرض علیه.

الفنان الذي حاورته الشروق العربي، أكد أن الواقع الثقافي في الجزائر، بحاجة إلى ثورة للنھوض به، خاصة وأن المواھب والإمكانیات متوفرة لبلوغ قمة العطاء الفني وتقدیم أعمال في المستوى المنشود، من حیث الجودة والإتقان، بحسبه. كما تحدث كمال زرارة عن سبب عدم إعادة إنتاج أفلام جزائرية ناجحة مثل السابق وأمور أخرى.

الشروق: بداية.. لك حضور دائم في شبكة البرامج الرمضانية، حدثنا عن مشاركاتك هذه السنة؟

– هذا العام لي مشاركة خاصة في السلسلة الفكاهية “في الباطيمة”، الجزء الثاني، للمخرج أحمد رياض، بعد نجاح الجزء الأول منها، كما لي مشاركة مهمة في مسلسل “أنين الأرض”. هذا العمل الرائع، الذي يعالج صراع العائلات وما نعيشه في الوقت الحالي. العمل للمخرج مسعود العايب، ومعي نخبة كبيرة من نجوم الساحة الدرامية، منهم القديرة فتيحة سلطان.

الشروق: هل يمكن القول إن الجائحة هذه السنة أثرت نوعا ما على مستوى ونوعية البرامج؟

– في الحقيقة، جائحة كورونا أثرت، ولكن التأثير الحقيقي هو كالعادة التأخير في بداية التصوير والانطلاق في آخر لحظة. وأنتم تعلمون عندما يكون العمل في آخر لحظة، أكيد تنقصه الدقة والأعمال التلفزيونية تحتاج إلى تحضير جيد، وإلا فلن يكون العمل بالمستوى المطلوب أو كما تتصوره.

الشروق: تظھر في أدوار أساسیة وبطولیة كمسلسل جحا وتحت المراقبة وغيرها من الأعمال الدرامية والمسرحية، فما ھي المعاییر التي تحدد أداء الأدوار، وما الشخصیات التي ترغب في أدائھا؟

– أصدقك القول بأنني لا أركز على شخصیة محددة، بقدر ما أركز أكثر على السیناریو والحبكة في الكومیدیا أو الدراما، فأداء الأدوار أو تقمص الشخصیات یتوقف على كتابة السیناریو، وبالنسبة إلي بإمكاني تقمص أي دور لكن على ما أظن تقدمي الآن في السن (يضحك) قد یمنعني من أداء بعض الأدوار، وبالنسبة إلى الأدوار التي أرغب في أدائھا، أتمنى أداء دور في عمل تاریخي درامي ولیس كومیديا.

الشروق: أفهم من كلامك.. لو تخطى الرجل سن الخمسين تصبح له نظريه مخالفة للفن؟

– مع تخطي السنين، سواء بحياة الرجل أو المرأة، فإنه يكتسب خبرة كبيرة لها علاقة بتفاصيل الحياة والسلوك والتعاطي مع الناس. فيصبح الإنسان مخضرماً بعلاقاته وخبرته وتعاطيه مع الناس بسبب التراكم المعرفي المتعلق بالاحتكاك مع الآخرين، وزيادة اطلاعه على السينما والمسرح والأدب والثقافة. ولكن، من الممكن أن زيادة هذه الخبرة قد تمنعه من الاستمتاع بحياته أو إنه يكتشف مفاتيح الحياة بشكل أجمل وأوضح من خلال هذه المعرفة.

الشروق: قلت بأنك ترغب في أداء دور تاریخي درامي، لكن جمھورك تعود على مشاھدتك في أدوار كومیدیة..

– صحیح أن الجمھور ربما تعود على مشاھدتي في أدوار كومیدیة في جل الأعمال التي قدمتھا، لكن دعني أنتھز الفرصة عبر الشروق، للتأكید على أن الجمھور لم یكتشفني بعد في الدراما، وإن أتیحت لي الفرصة أكثر، سوف یكتشفني جمھوري في أدوار أخرى، بعیدا عن الكومیدیا، وخير دليل، عملي الأخير بمسلسل أنين الأرض، الذي من خلاله أخرج من عباءة الكوميديا.

الكثیر من الممثلین الیوم تجدھم متصنعین في أدوارھم الكومیدیة

الشروق: ما تقییمك للأعمال الفنیة الجزائریة التي تنتج حالیا سواء الكومیدیة أم الدرامیة؟

– یتعذر علینا التقییم في ظل شح الإنتاج، إن لم نقل انعدامه. بالنسبة إلي، كل ما یعرض تجاري، فقد طغى الجانب التجاري على الأعمال التلفزیونیة التي تنتج، ما أدى إلى غیاب الإتقان والجدیة في الأعمال، التي أصبحت كجسد دون روح، كما أن لغیاب الاھتمام والتشجیع من المحیط تأثیرا في تكریس الوضع القائم.

الشروق: طيب، كيف ھي حال الكومیدیا؟ وھل یوجد فرق بین كومیدیا أمس والیوم خاصة؟

ـ نعم، ھناك فرق واضح، كومیدیا الیوم تفتقر إلى الروح، ویغلب عليھا التكلف، فالكثیر من الممثلین الیوم تجدھم متصنعین في أدوارھم الكومیدیة، لكن دون أن أعمم، فھناك ممثلون ممتازون لھم القدرة على إضحاك المشاھد بتلقائیتھم. الكومیدیا في الماضي كانت تلقائیة وعفویة وھذا أھم سبب لنجاحھا. زمان، كنا على طبیعتنا، فكان المشاھد یتذوق ما نقدمه من أعمال كومیدیة لا تزال محفورة في الذاكرة إلى یومنا ھذا. وكثیرا ما یستوقفني المواطنون في الشارع للحدیث عن بعض أدواري في الأعمال التي قدمتھا في السابق.

الشروق: ھل تتفق مع من یصف الأعمال الكومیدیة الیوم بأنھا مجرد تھریج، خالیة من المضمون والرسائل؟

ـ لا یمكن تعمیم ھذا الحكم على الجمیع، لكن للأسف أغلب ما یقدم الیوم من أعمال یغلب عليھا التھریج، وھي دون مغزى في الغالب، وحتى الجمھور أصبح ینفر منھا ولا یكاد یتذكرھا، عكس ما كان یقدم في الماضي من أعمال لا تزال راسخة إلى حد الیوم في الأذھان، ویتذكرھا الجمھور، رغم مضي سنوات طویلة جدا على بثھا.

تم تهميشنا بالجزائر.. وأرفض الظھور من أجل الظھور وتسجیل الحضور

الشروق: أصبح حضورك في الأعمال الفنیة، خلال السنوات الأخیرة، محتشما، ھل ھذا بسبب قلة العروض أم إنك تنتقي أعمالك بعنایة كبیرة بعد مسار حافل بالنجاحات؟

ـ أنا لا أتلقى الكثیر من العروض من طرف المنتجین، لأسباب غیر معروفة، وھي حال الكثیر من الأصدقاء في مجال الفن، غیر أنني أحرص كثیرا على انتقاء أدوار مناسبة تلیق بشخصیتي وبمشواري المحترم، فأنا أرفض الظھور من أجل الظھور وتسجیل الحضور.

الشروق: أزيد من 30 مسرحية و14 مسلسلا، بالإضافة إلى أعمال سينمائية.. برأيك، بعد هذا المشوار، الفن أعطاك أم أخذ منك؟

– تصعب الإجابة عن السؤال.. ربما أعطاني حب الناس، وربما هذه مقولة تجدها دائما عند الفنانين، ولكن للأسف، لم نجد اهتمام المسؤولين بنا ولا حتى الإعلام..

الشروق: كيف؟

– أتذكر عندما تحصلت على جائزة أحسن ممثل في مهرجان *بيترا * بالأردن، وكان اهتمام الإعلام الأردني والعربي بنا غير طبعي، في الوقت الذي تم تهميشنا هنا بالجزائر.. والاهتمام بشخصيات ربما تكون تافهة، بدليل أنك تجدهم طوال الليل في استقبالهم بالمطار.. يسكت ثم يواصل حديثه: يعجز اللسان عن الكلام، التمثيل ببلدنا في انقراض، من رابع المستحيلات على الفنان أن تكون مهنته الرئيسية الفن فقط.

الشروق: رسمت صورة سوداویة عن التمثیل بالجزائر، كیف یمكن إذن النھوض بها؟

– لم أرسم صورة سوداء، بل ھو واقع الحال، وأظن أننا بالجزائر بحاجة إلى ثورة ثقافیة من أجل تھیئة وتحضیر الأجیال المستقبلیة، قصد النھوض بالفعل الثقافي، وما قلته عن الواقع الفني في مجال التمثیل، قد لا یختلف عن باقي المجالات الفنیة من بینھا المسرح. وأظن أن حالنا حالیا تنطبق علیها مقولة ”لا خیر في قوم لا یتناصحون ولا خیر في قوم لا یقبلون النصیحة“، لذا وجب علینا التعاون والتكاثف، وواقع الحال الذي تحدثت عنه لا یعني أنني لست متفائلا، بل على العكس تماما، أنا أؤمن بأن الجزائر ھي بلد المعجزات.

المسرح عامة هو القادر على رصد الحياة في ضوء المعرفة والمستجدات

الشروق: ھل غیاب الاستثمار في صناعة الفن یقف وراء ضعفه؟

ـ لیس وحده، وإنما یرجع أیضا إلى ضعف السیناریو وغیاب رؤیة إخراجیة لدى المخرجین، بالإضافة إلى الصراعات الموجودة بین الممثلین في حد ذاتھم، إلى جانب اقتحام من ھب ودب لھذا المجال، وتھمیش الممثلین ذوي الكفاءة، فطاقم العمل ككل یعاني من اختلالات، والوسط الفني یحتاج إلى أوكسجین نقي، ولتطویر أنفسنا وفننا علینا التخلي عن شعارات السبعینيات ومواكبة التطورات الحاصلة في المیدان، ولإعطاء دفع أكثر للفن، یجب الاستثمار فیه، وإیلاؤه أھمیة كبیرة، باعتباره قطاعا منتجا یساھم بشكل كبیر في النھوض بالاقتصاد الوطني في ظل الوضع الراھن، وكذا إعطاء فرصة للشباب في مجال الإخراج، بدل أن یبقى حكرا على أشخاص بعینھم.

الشروق: كمال زرارة ممثل مسرحي بامتياز بشهادة كبار المخرجين بالجزائر وبالعالم العربي.. برأيك، ما هو دور المسرح في حياة الشعوب؟

ــ المسرح عامة هو القادر على رصد الحياة في ضوء المعرفة والمستجدات. ومعروف منذ القدم أن المسرح هو انعكاس لتقدم الشعوب وحضارتها، والإغريق هم أول من ابتدعوا المسرح عبر احتفالاتهم الدينية في المعابد وطقوسهم التي كانوا يمارسونها ــ لتتحول في ما بعد مع الزمن إلى عرض مسرحي… وظهر في أثنائها كتّاب ساهموا في دفع حركة المسرح الإغريقي، أمثال سوفوكليس ــ ويوربيدس ــ وأسخيلوس. بعدها وصل إلينا نحن العرب متأخراً، أي منذ مئة عام أو أكثر بقليل. والمسرح هو أكثر الفنون التصاقاً بالجماهير، والمتلقي يكون أكثر تواصلاً وحميمية. كما أن المسرح هو فن جماعي تآلفت وتضافرت فيه كل الجهود، مثل المؤلف والمخرج والممثلين والديكور والموسيقى والإضاءة والمكياج والألبسة… كل هذه العناصر مجتمعة خلقت جوا مسرحيا نعيش معه بأحاسيسنا ووجداننا، ليعكس لنا فنا وفكراً تتآلف معه الروح والعقل. وكما أن الموسيقى هي فن تآلف الأصوات، فإن المسرح هو فن تآلف الأرواح.

الشروق: كلمة ختام؟

ـ أشكر مجلة الشروق على ھذه الالتفاتة القیمة، وأتمنى أن تصبح الجزائر رائدة في صناعة السینما للنھوض بالاقتصاد الوطني. كما أغتنم الفرصة وأهنئ الجزائر بحلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعلى بلدنا ككل بالخير والبركات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!