-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجهل الموروث.. الدعاء عند الأضرحة طلبا للشفاء ممن مات عليلا

صالح عزوز
  • 1841
  • 16
الجهل الموروث.. الدعاء عند الأضرحة طلبا للشفاء ممن مات عليلا

مازال الكثير وللأسف، يتزاحمون على القبب والأضرحة طلبا للنجاة والشفا، وهذا في القرن العشرين، حين أصبح الخير بيّنا والشر بيّنا، ولا يمكن أن تختلط الأمور على الفرد، إلا إذا كان هذا عن قصد منه. الغريب، أن هذه الممارسات أصبحت عند الكثير من الناس وراثة، جيلا عن جيل، وأصبحنا اليوم نقف عند شباب مثقف ومتحضر كما يدعي، لكنه ينحني أمام ضريح من أجل طلب البركة والنجاة والحماية من الحسد والعين.

لا يعلم الكثير من الناس أن مثل هذه الممارسات هي في الأصل شرك بالله، ونحن في بلاد التوحيد، فكيف تطلب الشفاء ممن مات عليلا بعلة، وكيف تدعو من أجل السلامة والحياة من ضريح لم يستطع أن يدفع الموت عن نفسه.. سارت هذه الممارسات المشبوهة عبر الكثير من العصور، ولا أحد استطاع أن يقف ضدها، لأن العديد يعتقد أن الوقوف ضده هو بمثابة الوقوف ضد القدر أو قوة خارقة، يمكن أن تصيبه أو تصيب بعض أهله طامة قد تهلكه. لذا، تجذر هذا الفعل مع مرور السنوات، حتى أصبح عقيدة عند الكثير من الناس، كحال العقائد الأخرى التي لا يمكن للفرد أن يتخلى عنها.

إن مثل هذا الممارسات التي نراها اليوم في مجتمعنا وفي الكثير من الأماكن، دليل صريح على أن الجهل لا يزال متغلغلا بيننا، رغم التطور والعلم والتكنولوجيا وغيرها، التي فضحت كل ما هو زيف وكذب، لكن الكثير من الناس مازال متعلقا بها، ويراها فرض عين وجب الحفاظ عليها، وإلا هلك المجتمع كله لو تخلينا عنها، وهم لا يعلمون أنهم يحاربون التوحيد ويشركون بالله، وأكثر من هذا لا يريدون أن يتناهوا في ما بينهم عن هذا الفعل، وكانوا بذلك مصدرا للشر في المجتمع، والضرب على وتر الخرافات والتشكيك في عقيدة الأفراد، وقد نجحوا فعلا ما دام الكثير من الناس وحتى الشباب وللأسف أصبحوا يحجون إلى هذه الأماكن، من أجل طلب المغفرة والنجاة، والتبرك والحفاظ على المال والولد.

لقد كان من أثر هذه الخرافات أن اهتزت عقيدة الأفراد، وإيمانهم بالقضاء والقدر، وأصبح العديد منهم يتجهون إلى هذه الأماكن طلبا للشفاء والعافية، بدل رفع الأيادي إلى من خلقهم وخلق من هم في هذه الأضرحة، الذين لا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، وينتظرون المغفرة من الله. في المقابل، فيه من يطلب المغفرة منهم.

إن هذه الظواهر وغيرها كانت السبب المباشر في زرع الشك في نفوس الأفراد. والغريب، أنه أصبح من الصعب محاربتها، لأن أنصارها يزدادون من يوم إلى آخر، من كلا الجنسين، رغم الدروس والمواعظ، التي يسمعونها أو يشاهدونها عبر الكثير من المحطات، لكنهم مصرون عليها وعلى الإخلال بعقيدتهم وعقيدة غيرهم، وهو شيء مؤسف حين ترى شيخا تجاوز الستين يبكي فوق ضريح ويدعي أنه صالح ويقي الحر والبرد والمرض، ولديه دواء لكل الأسقام، فقط التضرع له بنية صافية، على حد تعبير الكثير منهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • CDVH

    يقولون ماتوجهنا اليهم ودعوناهم إلا ّ لطلب القربة والشفاعة . فدليل القربة قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ . ودليل الشفاعة، قوله تعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾.

  • زين الدين

    بارك الله فيك

  • zanga

    حتى ان ورثنا الجهل من الأجداد لكن الجهل الذي قمنا نحن بابتكاره تجاوز كل الحدود فحين يقوم مثقفون وسياسيون واطارات زمترشحون للانتخابات ........... بزيارة المشعوذين والدراويش لشراء الحظ داخل أكياس وطلاسم وحروز ... فقولوا للجزائر باي باي .

  • ابن الأجداد

    اللهم ارحم أجدادنا الأولياء الصالحين واحم عقيدتنا الجزائرية من المشككين المبطلين الوهابيين المنبطحين وارزقنا شفاعتهم وبركتهم وابقنا أوفياء لعقيدتهم مؤمنين بكرامتهم ولو كره الكافرون

  • فتحي

    لا علاقة للتكنولوجيا والتطور بالدين والروحانيات هذا كله من فكر الوهابي عندي سؤال ما رأيك بالدعاء الله وتوسل بالنبي صلى الله عليه و على آله وسلم ارى اننا نحن نزداد جهلا في زمن العلم

  • جزايري حر

    مقال سديد بارك الله فيك

  • ب. محمد

    الجهل بأمور الدّين يؤدي إلى الجهل وهو يودي إلى الخرافات ثمّ إلى الوثنية وكل الأصنام التي قدّسها الوثنيون كان بدايتها أصنام وقبور خلّدت الصّالحين قبلهم: ــ {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (88 القصص). ــ {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }(117 المؤمنون). ــ { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا }(48النّساء). الخالق المصور ربّ الوجود وربّ الكون لا يخفى عليه شيء في الأرض والسّماء في الكواكب والنجوم والمجرات وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها الرزق بيده و الصّحة بيده والتّنفّس بيده وضراب لحمة القلب بيده من الفيروس إلى ما أكبر, فإن تركت خالقك وذهبت لمخلوقه تركك وإياه ...فهل ينقعك دون الله؟ أيّها الإنسان إنّك في فترة امتحان فلا تضيّع الخلود.

  • محمد لطفي

    جازاك الله خيرا ياصاحب المقال ورفع درجاتك كما دافعت عن العقيدة

  • ? ou va l 'algerie

    اذا كان هذا النوع من الجهل موروثا . فماذا عن الأطباق الجديدة للجهل التي صنعتها أجيال اليوم والتي أبطالها مثقفون ومتعلمون وسياسيون ونخبة ... كيف لا حين نشاهد مرشحين للانتخابات يزورون الزوايا للتبرك ويستنجدون بالمشعوذين ويركبون المازدا المباركة التي يظنون أن كل من ركبها فاز وانتصر .... الخ

  • رابح

    السلام عليكم إنها تركة الصوفية القبورية التي حاربها ابن باديس و الابراهيمي و من سار على دربهم من أعضاء جمعية العلماء المسلمين عفانا الله و إياكم و هدانا إلى سواء السبيل آمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد

  • عمار بن عودة

    كان الناس في القديم بسبب جهلهم يعتقدون في الموتي ويقدسونهم ويتبركون بهم الي درجة التأليه والعياذ بالله وهذا شرك وظلم عظيم والله . واليوم هناك شرك اخر وهو تقديس الشخصيات العلمية التي تدعي العلم الشرعي كعلماء الوهابية السلفية الي درجة التاليه ايضا وهذا ايضا محرم . نحن كمسلمين نحترم الموتي ونترحم عليهم ونبجل ونحترم علمائنا لكن ليس تقديسهم وتاليههم ابدا اطلاقا .

  • حوحو الجزائر

    اذا كان أجدادنا عاشوا الجهل في زمن الجهل . فلماذا نعيش نحن الجهل في زمن الأنوار بل في زمن بلغ فيه العلم والمعرفة درجات لا حدود لها ؟

  • عبد السلام ب

    وجهة نظر :اولا نلاحظ فالكاتب الحدية في الطرح و المغالطات فهل ياترى اذا سألت اي من مرتادي هذه الاماكن هل تدعو صاحب الضريح ام الله ؟ لايوجد من يدعو من دون الله و من يفعل ذلك متعمدا فقد أشرك او جهلا _قلة قليلة جدا_ فقد فعل معصية يحتاج الى التعلم مع الحلم .اما عن زيارة الاضرحة. عندما يموت الانسان اما جنة او نار و لا يحتاج دعاؤك - من اهل الجنة (وقبره روضة من رياض الجنة) فقد فاز - من اهل النار و العياذ بالله (وقبره حفرة من حفر النار )لا يحتاج دعاؤك(ليس للانسان الا ماسعى) (لا تجزون الا ماكنتم تعملون)عند زيارتنا للولي الصالح فنحن في روضة من رياض الجنة قصد التبرك و التوسل فنحن مقسرين و تأخر استجابة دعاؤنا بكثرة ذنوبنا بالتالي نتوجه الى كل من يعرف بقربه الى الله من الاحياء كما فعل عمر بن الخطاب حين توسل بعم الرسول ص للاستسقاء و كل من عرف بقربه الى الله من الاموات كما فعل الاعرابي في زمن عمر بن الخطاب حين ذهب الى قبل الني ص يطلب منه ان يغيث امته صحيح نفهم الناس و نوعيهم ولا ننهرهم و لا نتهمهم بالشرك (بالموعظة الحسنة و الابتسامة و وشكرا

  • كلمة حق،

    لن يزول هذا الامر لانه ممنهج و له جهة قوية و نافذة تدافع عنه. لماذا لن نسمع خطب في الجمعة عن هذا الامر.

  • إبن الجزائر

    من لا يقصد و لا ينتظر الفرج و الشفاء من عند الله سبحانه و تعالى فقد وقع في الشرك و العياذ بالله.....في الخمسينيات ذهب بعض الأمريكان بالكاميرات إلى ادغال الأمازون فوجدوا سكان لم يصلهم بعد أي دين أو معلومات عن العالم الخارجي..و كانوا يشعلون نارا و يحومون من حولها رافعين رؤوسهم إلى السماء و يتكلمون بكلام غير مفهوم فلما سألهم المصور ماذا تفعلون..فكان جوابهم بأنهم يؤمنون بأن هناك قوة في السماء يؤمنون بها ...إنها الفطرة التي خلق عليه الإنسان و الحيوان ...فما خطبكم يا من تتبركون بالاموات 😡

  • ضاع الصيف و أقترب الخريف و أين الحياة

    ما نعيشه اليوم هو عبارة عن جهل موروث ضد جهل موروث ضد جهل موروث وهكذا ... فـ للجهل وجوه و ألوان عديدة - ودائما الخوف هو الدافع الذي يدفع الناس الى البحث عن الآمان - الخوف من المعلوم و الخوف من المجهول - سببه الشعور بالضعف و الشعور بالنقص - الأنانية المريضة بين المجتمع عودت المجتمع على البحث عن الأمان بعيدا عن الإنسان - فتجدهم يحرصون على جمع المال من أجل توفير الأمان - حتى وإن كان على حساب كرامة الإنسان - الخوف من البشر بسبب الأنا المريضة وهكذا ...