-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحثالات الحقيقية

الشروق أونلاين
  • 1395
  • 0
الحثالات الحقيقية

سالم زواوي من شاهد المباراة النهائية على كأس فرنسا لكرة القدم في سهرة يوم السبت، يدرك أن الجزائريين المهاجرين لازالوا يصنعون جزءا مهما من فرنسا وأن الأمر كله كان درسا قاسيا لرئيس الجمهورية الفرنسية الجديد، نيكولا ساركوزي، الذي بنى كل إستراتيجيته الانتخابية على معاداة هؤلاء المهاجرين، مستعملا كل “التايهوديت”، التي يحملها في نفسه للعرب والمسلمين، وكل الأساليب الصهيونية المستعملة من طرف سلطات الإحتلال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وعموم العرب.المباراة النهائية لهذه الكأس التي تعتبر مؤسسة من مؤسسات الجمهورية الفرنسية والتي جرت منافستها في العاصمة باريس وفي أكبر وأشهر ملعب فرنسي، كانت جزائرية بنسبة كبيرة جدا، حيث تجاوزت نسبة الجزائريين المهاجرين الثلاثين بالمائة من مجموع المتفرجين داخل الملعب، والعلم الذي كان غالبا على جميع الألوان هو العلم الجزائري، واللاعب الجزائري الوحيد في أولمبيك مرسيليا وهو سمير ناصري “الفرنسي الجنسية”، كان يقرأ الفاتحة عند بداية كل شوط من أشواط المباراة تحت تركيز الجمهور الغفير والكاميرات، واللاعب الجزائري الوحيد في نادي شوصو، كان يحمل العلم الجزائري على زنده ويلوح به للجمهور مع صرخة تحيا الجزائر كلما سُجّل هدف لصالح ناديه.

وفي هذه الأجواء، أثبت المهاجرون الجزائريون مرة أخرى، أنهم ليسوا أي مهاجرين، وليسوا موجودين في فرنسا من أجل التخلي عن إنتمائهم وهويتهم، كما يطالبهم به “نيكولا ساركوزي”، ولو كانوا مستعدين للتجاوب مع هذا الطلب لفعلوا ذلك خلال 130 سنة من الإحتلال ومحاولات المحو والإلغاء، وأنهم مهاجرون، جذورهم في الجزائر وفروعهم في فرنسا، ولذلك فإن ثاني من يجب أن يستوعب هذا الدرس هو النظام الجزائري الذي يريد أن يجعل من هؤلاء المهاجرين قاسما مشتركا بين الجزائر وفرنسا يحافظ بواسطته على مصالحه وراء البحر.

وإذا كانت ثمة من حثالة على حد وصف “نيكولا ساركوزي” الذي وصف به هؤلاء المهاجرين، فهي بقايا حثالات الثقافة والسياسة الفرنسية في الجزائر التي تتمسك بأي قشة لإبقاء الجزائر تحت السيطرة المطلقة لفرنسا، واليوم تتذرع بمشروع معاهدة الصداقة الفرنسية لتكريس هذه السيطرة.

وما يؤسف له حقا، هو أن بعض هذه الحثالات، ستدخل البرلمان الجزائري وتعشش فيه بعد انتخابات يوم غد الخميس، لأنه لا يمكن تفسير سكوت كل المترشحين طيلة الحملة الانتخابية وما قبلها وما بعدها، عن التصريحات والمواقف الإستفزازية للرئيس “ساركوزي” الذي تحدى التاريخ والجغرافيا والحضارة، وهدّد السيادة بمراجعة إعتراف فرنسا بالجزائر من خلال قراره بإعادة الإعتبار للأوآس، ورفض التعامل بالمثل مع الجزائر، وعبر عن كل ذلك في زحمة الحملة الانتخابية للتشريعيات في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!