الحجاب المسيحي يصنع الجدل على تيك توك.. ما القصة؟ (فيديو)
يتداول ناشطون عبر منصة “تيك توك” في الآونة الأخيرة، فيديوهات لفتيات مسيحيات يرتدين الحجاب، ما أثار جدلا واسعا، وتساؤلات عمّا إذا كانت هذه الظاهرة مجرد صيحة جديدة، أو علامة تدين.
وقالت تقارير إخبارية إن الفتيات من صناع المحتوى يلفتن النظر إلى رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس التي جاء فيها “كل امرأة تصلي أو تقوم بالدعاء ورأسها غير مغطى، فتتشبه رأسها برأس (الرجل) لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه”.
Le voile chrétien buzze sur TikTok https://t.co/7GKE6ekDzG
— News Suisse (@news_suisse) June 27, 2022
وبحسب ما نشرت صحيفة “لاكروا” الفرنسية منذ حوالي شهر، فإنه مع رواج تلك المقاطع ظهرت عبارة “يسر الله لنا ذلك”، وهو مصطلح منتشر لدى المسلمين، غير أنه غير ملحوظ في المعجم المسيحي.
De jeunes chrétiennes qui posent voilées, une tendance sur TikTok
👉 Certaines de leurs vidéos font des millions de vues. Phénomène de mode ? Questionnement identitaire ? Marque de religiosité ?https://t.co/uNEbo3HSay pic.twitter.com/MksFomL42I
— La Croix (@LaCroix) June 6, 2022
يقول كاتب التقرير داميان فابر إن علماء الاجتماع يرون أن ظاهرة ارتداء الحجاب من طرف شابات مسيحيات يدل على ضبابية الحدود الفاصلة بين الأديان.
ويوضح أن أولئك المراهقات أو الشابات المسيحيات اللواتي يروّجن لارتداء الحجاب عن طريق بث مقاطع فيديو قصيرة عبر تيك توك تمكنّ من اكتساح نطاق رقمي واسع وحصد ملايين المشاهدات في ظرف وجيز لا يتعدى 4 أشهر.
منذ عدة أشهر، تنشر فتيات مراهقات يعشن في #فرنسا مقاطع فيديو على تطبيق #تيك_توك يظهرن من خلالها وهن يرتدين #الحجاب.
وتعد هذه المقاطع بالمئات وتحصد في بعض الأحيان عددا كبيرا من المشاهدات وصل في بعض الأحيان إلى 3 ملايين.
⬅️مع فريق @ObserversArabic https://t.co/4y06DUVI41
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) July 13, 2022
ووفق الكاتب؛ فإن الحجاب العلامة الوحيدة للتدين الخارجي الذي تحاول هؤلاء الفتيات إظهاره، في ظل قيامهن بجملة من الممارسات غير المرغوب فيها من قبيل ثقب الأنف والأذن ورسم وشم على الجسد وتغيير اللون الأصلي للشعر والإفراط في التزين.
https://www.tiktok.com/@margow.en.christ/video/7099557514798271750?referer_url=https%3A%2F%2Fobservers.france24.com%2F&referer_video_id=7099557514798271750&refer=embed&referer_url=https://observers.france24.com/fr/europe/20220713-voile-jeunes-filles-chretiennes-tiktok-france-religion
@xoxo.nguyen16 Ma première bible ❤️
وردّا على مجموعة من الأسئلة على غرار كيفية تفسير الاتجاه الجديد، وعما إذا كان مجرد تركيز على المظهر بسبب مرحلة المراهقة أو نوع من التدين، ترى عالمة الاجتماع الديني إيزابيل جونفو أن هذه الممارسة ناتجة عن رغبة المؤمنين الشباب في إعادة تطبيق الممارسات الدينية الأصلية والتزهد بشكل ملموس.
وتضيف إيزابيل جونفو أنه منذ قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني التي صدرت بين عامي 1962 و1965، اختفت كثير من الممارسات على غرار الصيام؛ حيث تفتقد الكاثوليكية إلى القيود التي عوضت في بعض الأحيان بالممارسات التي تمليها التقاليد الدينية الأخرى مثل ارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات.
ويشير الكاتب إلى أنه في أحد مقاطع الفيديو التي راجت على شبكة “تيك توك”، ظهرت عبارة “يسر الله لنا ذلك”، وهو مصطلح منتشر لدى المسلمين غير أنه غير ملحوظ في المعجم المسيحي.
ويعتقد الكاتب أن هذا الاتجاه يعكس تأثير البروتستانتية الإنجيلية؛ حيث تعمل منظمة “حركة غطاء الرأس” (Head Covering Movement) في أميركا الشمالية على الترويج لارتداء النساء المسيحيات الحجاب منذ عام 2014.
وفي المقابل، لا يرى المتخصص في التبشير، سيباستيان فتح، أن هذه الظاهرة جديدة بل تعود إلى ممارسات الأغلبية في العديد من الدوائر البروتستانتية في عام 1950، ويستمر الحفاظ عليه لدى أتباع كنيسة العنصرة (منظمة دينية من المسيحيين الإنجيليين). إلى جانب ذلك؛ يكشف ارتداء صانعات المحتوى للحجاب عن الانتماء إلى المسكونية (الدعوة إلى توحيد الكنائس).
ووفقا لإيزابيل جونفو يشجع الإنترنت على تداول المحتوى المسيحي الذي لا يروج للتفرقة، كما يجد مستخدمو الإنترنت متعة في التعامل مع المحتوى المعروض وفقا لأحكام المسكونية.
وتضيف إيزابيل جونفو “بشكل عام، منذ السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كشفت الممارسات الفردية عدم تفرقة المسيحيين بين الأمور المستلهمة من تقاليدهم الخاصة والناتجة عن التأثر بديانات مغايرة، لا سيما الديانات الشرقية مثل البوذية. وعليه، ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على توسيع نطاق ظاهرة كانت موجودة فعلا منذ زمن”.
وفي نهاية التقرير نوه الكاتب إلى أن هذه الظاهرة قد تندرج ضمن حركة مألوفة بالنسبة للباحثين، وهي تحرير الدين في المجتمعات الحديثة، مرفقة بصياغة معتقدات انتقائية.