-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحرب على المياه الوجه الآخر للحرب

الشروق أونلاين
  • 1961
  • 0
الحرب على المياه الوجه الآخر للحرب

لماذا‮ ‬تصر‮ ‬إسرائيل‮ ‬على‮ ‬ضم‮ ‬الجنوب‮ ‬اللبناني‮ ‬إلى‮ ‬أراضيها؟‮ ‬ولماذا‮ ‬تحكم‮ ‬قبضتها‮ ‬على‮ ‬أراضي‮ ‬عربية‮ ‬أخرى‮ ‬بهذه‮ ‬الطريقة‮ ‬العنيفة،‮ ‬وما‮ ‬هي‮ ‬الطرق‮ ‬التي‮ ‬تستعملها‮ ‬في‮ ‬ذلك؟‮ ‬زهيه‮ ‬منصر‮ ‬
أسئلة تطرح نفسها بإلحاح بالنظر للوسائل التي يستعملها الكيان الصهيوني في إحكام قبضته على رقاب الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى الوسائل العسكرية تسعى إسرائيل بدعم من أمريكا لاستعمال كل الوسائل الحضارية والثقافية لتهويد الأرض العربية بما في‮ ‬ذلك‮ ‬الجغرافيا‮ ‬والمناخ،‮ ‬وحسب‮ ‬خريطة‮ ‬الشرق‮ ‬الأوسط‮ ‬الجديد‮ ‬التي‮ ‬تم‮ ‬تحضيرها‮ ‬في‮ ‬المخابر‮ ‬الأمريكية‮ ‬فإن‮ ‬إسرائيل‮ ‬تسعى‮ ‬لضم‮ ‬جميع‮ ‬منابع‮ ‬المياه‮ ‬في‮ ‬الشرق‮ ‬الأوسط‮ ‬لتكون‮ ‬تحت‮ ‬سيطرة‮ ‬إسرائيل‮. ‬

هذا المخطط في حقيقة الأمر ليس جديدا، لكنه ضخ لدم في مخطط قديم إنتهجته الدولة العبرية منذ تم غرسها في الشرق الأوسط، فهي تسرق المياه العربية عبر هضبة الجولان السورية وصحراء النقب والجنوب اللبناني، هذا ما تدعمه الخريطة الجديدة للشرق الأوسط الكبير الذي تخطط له‮ ‬أمريكا‮.‬

وهذا ما تؤكده أيضا التقارير الواردة من مكاتب القادة الإسرائيليين في تل أبيب، ففي الرسالة التي وجهها حاييم وايزمن في 29 ديسمبر 1919 إلى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج يقول فيها “إن مستقبل فلسطين الاقتصادي كله يعتمد على مواردها المائية التي تستمدها بصفة أساسية من منحدرات جبل حارمون ونهر الليطاني على جنوب لبنان، لذلك من الضروري ضم فلسطين الشمالية وواد الليطاني الذي تذهب مياهه هدرا على مسافة تقترب من 23 كيلومترا دون منحدرات جبل حارمون الجنوبية لضمان السيطرة على منابع نهر الأردن”.

كان هذا نص الرسالة الذي مهد لتصميم خريطة جديدة للشرق الأوسط الذي تنشده أمريكا، ومنذ ذلك اليوم تفيد تقارير الخبراء أن إسرائيل سرقت ما لا يقل عن 14 مليار متر مكعب من المياه العربية وما يقارب 1720 مليار متر مكعب من الجنوب اللبناني لوحده بلغت أقصاه عام 1960، وذلك لمدة 36 سنة من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وقد أجزم الكثير من الخبراء أن حرب 1967 كانت من أجل فرض المزيد من السيطرة الإسرائيلية على المياه العربية.

هذا ما خططت له مخابر اليهود منذ 1967 وتسعى أمريكا اليوم لفرضه على شعوب المنطقة حتى لو استدعى الأمر إعادة النظر في الجغرافيا، خاصة وأن حروب المياه أصبحت اليوم بديلة عن حروب النفط، حيث بدأتها أمريكا في ليبيا في الثمانينيات عندما قصفت طرابلس بدعوى ضلوعها في قضية “لوكا ربي” لكن في الحقيقة أن تقارير الخبراء الأمريكيين أنفسهم تؤكد أن السبب الحقيقي للعدوان كان بسبب المشروع الليبي الطموح المتمثل في النهر الصناعي والذي كان بإمكانه أن يجمع مياه الصحراء الكبرى ويعيد استغلالها، وبالتالي يجعل ليبيا قوة إقليمية على الأقل‮ ‬من‮ ‬الناحية‮ ‬الاقتصادية،‮ ‬وهذا‮ ‬طبعا‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬لأمريكا‮ ‬أن‮ ‬ترضى‮ ‬به‭.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!