-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكسالى والفاشلون في المجتمع:

الحسد والعين حطما حياتنا

صالح عزوز
  • 3375
  • 0
الحسد والعين حطما حياتنا
بريشة: فاتح بارة

ليس عيبا أن نفشل في مجال من مجالات الحياة، ولسنا مجبرين على تقديم الأعذار، سواء لأنفسنا أم لغيرنا. والفشل مثله مثل الفوز، محطة من محطات الحياة، يمكن لأي كان أن يمر بها ثم يتجاوزها، ولا يمكن كذلك أن نكون دائما في القمة، أو فاشلين على طول الخط كما يقال، غير أن تبريرات وحجج الكثير منا اليوم، تجاوزت الحدود، فبدل السعي من أجل تحقيق الأهداف في الحياة رغم كل العقبات، يبرر هذا الفشل بالسحر أو العين، بالرغم من كونهما حقيقة لا نقاش فيها، لكنها لا تحدث مع كل الناس، وفي كل مجالات الحياة.

الغريب، أن من يبرر فشله في الحياة بالعين والحسد، ربما لا تجد عنده الشيء الذي يدعي أنه محسود من أجله، سواء المال أم الجمال أم منصب العمل، أم الصحة، وغيرها من الأمور التي قد يحسد المرء من أجلها، بل ربما هو إنسان عادي كتب على نفسه العجز والكسل والهروب من الواقع، عن طريق هذه الادعاءات، التي قد تشفع له أمام الناس وبين أهله.. لكن، إلى متى؟ فدوام الحال من المحال، لكنه يبقى معلقا بهذه الأوهام والحياة تسير أمامه وهو لا يدري، حتى يصل إلى مرحلة يجد فيها أن الحياة قد تجاوزته في كل المجالات.

لعل من طرائف التعليقات على دعوى السحر والعين، التي أصبحت مهربا للكثير من الناس اليوم، من أجل تبرير الفشل في هذه الحياة الذي ينتج عن الكسل وعدم الاجتهاد، والاتكال على الغير في الكثير من الأمور، أن البعض يرى بأن السبب لا يرجع إلى الحسد أو العين، فربما هي جزاء عن أعمال سوء قد ارتكبها الشخص من قبل، وهو اليوم يعاقب بأثر رجعي عليها.. تعليقات تأتي في الغالب على شكل رسائل سخرية، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات. فلمَ لا تكون لهذا الفرد الشجاعة، ويقر بأن ما أصابه هو نتيجة حتمية لظلم غيره، أو سيئة فعلها، وليس الحسد والعين كما يدعي.

لقد أصبح عذر السحر والعين تبرير الفاشلين والكسالى، الذين يقضون يومهم في النوم وتتبع عورات الناس، والبقاء في البيوت يشاهدون المباريات والمسلسلات والأفلام، ولا يتسببون حتى في إماطة الأذى عن الطريق، والنهوض باكرا من أجل البحث عن باب من أبواب الرزق، بل فيهم من دفعه الوهم إلى مراحل متقدمة من الهوس، لذا يطرق كل باب مشعوذ أو شيخ، يرجى منه الشفاء مما أصابه، وفي الحقيقة ما أصابه هو بيده والشفاء

ليس ببعيد منه، وهو التوكل على الله والخروج للبحث عن الرزق في أرض الله الواسعة، بدل السعي والهرولة في كل الاتجاهات عند الأضرحة أو المشعوذين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!