الحكام.. “الله لا تربحكم”؟
مهزلة أخرى تضاف إلى سلسلة المهازل، التي تعيشها الكرة الجزائرية، التي شاهدها ملايين المتفرجين، أبطالها حكام دوليون داسوا على قوانين اللعبة، وفقدوا تركيزهم في دقائق “معدودة”، ولم يتمكنوا من استيعاب الدروس التحكيمية التي تلقوها طيلة مشوارهم الكروي، وهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن الخطأ التقني الذي وقعوا فيه “خطأ لا يغتفر”، وهم يعون جيدا أنه خلال كل المسابقات التي أجروها قبل حصولهم على الشارة الدولية، كان الممتحنون يقولون لهم… حذار من الخطإ التقني لأنه يعني الإقصاء مباشرة من السلك التحكيمي.
لا يمر أسبوع، إلا وتحدث كوارث تحكيمية في مختلف ملاعبنا، كتلك التي حدثت في مباراة نصف نهائي كأس الجزائر بين النصرية واتحاد بلعباس، حين وقع الحكم الدولي رضوان نسيب في خطإ تقني قد يقضي على مشواره التحكيمي، وهو الذي يتنبأ له الجميع بمستقبل زاهر، نسيب وأي حكم في العالم يعرف أن عدو الحكم هو الخطأ التقني، غير أن الحقيقة هي أن ابن مدينة عنابة لا يتحمل المسؤولية لوحده فحتى مساعده الدولي تمان، ومحافظا اللقاء، لم يساعدا الحكم الرئيسي في أداء مهمته على أحسن وجه، وأدخلوه في دوامة لا نعلم مخرجها، خاصة أن هذه القضية أفقدت الثقة بين الأندية والحكام. وتجبر هيئتنا الموقرة على البحث في أسباب هذه الأخطاء رغم أن أصحاب الزي الأسود يتربصون هذا الموسم بطريقة منتظمة وعلى أيدي خبراء من الكاف و الفيفا، وبآلاف الدولارات.
ما يحدث في التحكيم الجزائري هذه السنة، أذهل كل المتتبعين، رغم أن البعض يريد التقليل من شأن الأخطاء المرتكبة لشيء في نفس يعقوب. فهل يعقل مثلا ألا يركن بعض الحكام إلى الراحة، وحتى البعض منهم أدار لقاءين في جولة واحدة، مما جعل أخطاءهم تتفاقم، وتزيد من جولة إلى أخرى، دون أن يتحرك المسؤولون لمنح المشعل لبعض المحقورين وكم هم كثير؟
بعض الحكام “الله لا تربحهم” يعملون في الخفاء على مساعدة بعض الأندية على حساب أخرى بحفنة من الدنانير، فلم ينفع “القسم” الذي أدوه مع مطلع الموسم على المصحف الشريف، وهم سائرون في نهجهم يملؤون جيوبهم بمال حرام، على حساب الأندية التي تتعب طيلة الموسم لكن جهودهم تذهب هباء منثورا من حكم رئيسي أو أحد مساعديه، يعمل على تسهيل فوز فريق على آخر، في غياب رقابة من المسؤولين الذين لا يهمهم القضاء على داء الرشوة، وهم متأكدون من أنها موجودة في كرتنا… وما حدث في رابطة باتنة الجهوية يجعلنا نقر بأن الرشوة موجودة في كل بطولاتنا من الأقسام الدنيا إلى القسم الأول و لا أحد تحرك للقضاء عليها، مثلها مثل المنشطات التي قضت على بعض اللاعبين الموهوبين.
لا أفهم لمَ تتحاشى رابطتنا واتحاديتنا الموقرة، الحديث عن الرشوة؟ ولمَ لا يعاقب الراشي والمرتشي مثلما يحدث في كل البطولات العالمية؟ ولم لا يستدعي مثلا وكيل الجمهورية أي رئيس أو مسؤول عن ترتيب لقاء كروي؟ ولم لا يصرح الحكم بممتلكاته قبل بداية الموسم الكروي حتى يسهل مراقبته، لأنه لو يطبق هذا المبدأ في كرتنا ربما لن نجد حكما يدير مقابلة، لأن أغلبهم وبمباركة بعض المسؤولين لا يهمهم سوى البيع والشراء وبيع الذمم… كرتنا مريضة فهل من منقذ؟