-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحكم على الشارع.. من غزة

الحكم على الشارع.. من غزة

يعلن الكيان الإسرائيلي الحرب على إخواننا في جزء من أرض فلسطين المحتلة (قطاع غزة) فنقوم بردّ فعل مباشر، ننتفض ونبكي ونجمع لهم المساعدات ونكاد نُعلن النفير لنصرتهم وتحرير القدس وفلسطين… ويُعلن ذات الكيان وقفه (المؤقت) للعدوان بعد أن يترك غزة محطمة جريحة تغطيها الدماء والدموع، ونتوقف نحن آليا عن التفكير في ما كان قد حدث لها أو ما سيحدث لها بعد سكوت أصوات المدافع وأزيز الطائرات، وكأننا لسنا نحن الذين كنا بالأمس على أبواب النفير.

ويجد إخواننا في فلسطين مرة أخرى أنفسهم، بمفردهم، وكأنهم ليسوا جزءاً من أمّة أو جزءاً من جسد واحد كان يشتكي قبل أيام من ذات الألم وذات الجراح.

هل تحرك شارعنا العاطفة ولا يحركه العقل؟

هل ما نقوم به بالشارع هو مجرد استعراض مؤقت للغضب والرفض؟

وهل نحن فقط أمة ردة الفعل وفقدنا بالكامل زمام المباردة؟

وهل تستطيع أمة فقدت زمام المبادرة في قضية فلسطين أن يكون لها ذلك في قضاياها الوطنية والمحلية ولو كانت مقارعة نظام سياسي فاسد؟

أليس في ذلك دلالة على أننا لم نبلغ بعد درجة العقلانية في الموقف، ومازالت حركتنا عشوائية عاطفية يمكن التلاعب بها من أي كان؟

يبدو لي أننا كذلك، خاصة وأن الأمر ما فتئ يتكرر ليس مع فلسطين وحدها بل مع الإساءة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ومع نهب ثرواتنا، والاعتداء على أمتنا في أكثر من مكان من العراق إلى ليبيا إلى مالي والسودان

نحن إذن في حاجة ماسة إلى مراجعة أنفسنا بطرح سؤال أساسي يقول: هل مازلنا عاطفيين في سلوكنا، نسير بردة الفعل على شكلفوراتما تفتأ تنطفئ بمجرد زوال العامل المنبّه؟ أم بلغنا سن الرشد كحراك شعبي نعرف بالضبط متى نتحرك، ولماذا وفي أي توقيت، ونؤمن بالاستمرارية والثبات في الفعل من غير تسرع ولا خمول؟

يبدو أنه الوقت المناسب اليوم لنقوم بهذا التقييم، في ظل تحديات وتهديدات داخلية وخارجية ما فتئت تتعاظم، أن نضع احتجاجنا أو رفضنا أو دعمنا ضمن أفق الاستمرارية والغاية البعيدة، سواء أكان بالنسبة لقضايانا الوطنية أو الدولية.

 

لقد أثبت زمن ردود الأفعال والفوران الفجائي محدوديته، وعلينا أن نؤمن الآن فصاعدا بأن مواقفنا إما أن تكون عميقة وبعيدة المدى ومستمرة في الزمن وفوق ذلك نابعة من إرادتنا، فتصنع الأمل، أو لا تكون، فتعيدنا إلى اليأس من جديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • صالح

    المقيد والسجين والاسيرقد يكون لكل منهم قلب يفيض عاطفة وعقل راجح لكن زمام المبادرةليس بأيديهم،فتمر عليهم الايام والسنون وهم قابعون في أماكنهم ومع دلك لايفقدون الامل فهم ينتظرون يوما ينفك فيه القيدأو ينكسرفتلك سنة الله في المخلوقات،فكيف لحرطليق أن يفقد الامل؟
    لاشك أن تفرق الامةإلى فرق ومذاهب وطوائف واحزاب متناحرة ومتقاتلةفيما بينها هو الذي أفقدها زمام المبادرة وجعلها تسير في ركب أعدائها وتأتمربأوامرهم.
    إن العمل على توحيد كلمة الامة أمر ضروري لأخذ زمام المبادرةسواء في تحرير فلسطين أوفي غيرها..

  • عبدالقادر

    المسلمين والعرب خاصة وضعوا عقولهم في خزائن التجميد منذ ان اخرجوا من الاندلس حيث اصبحوا لايحسنون رد الفعل عن الاحداث الا بالعطافةالزائدة عن اللزوم التي لايمكن الى ان تزيدالطين بلة لما هم فيه من تاخر وذل وهوان بين امم العالم.هذا لم ياتي من فراغ بل اتى عن قصد من قبل المستعمرين وبعض اذنابهم حكام الانظمة الفاسدة والفاشلةالتي ركزت على تغييب العقول واصحاب الفكر والعلوم بتهميش النخب والتمكين للرداءات من الذين يقبلونن كل شيء ولو على حساب الشرف والكرامةمن اجل عبادةالزعامة ولتذهب مصالح الاوطان في القمامة.