الجزائر

الحكومة تصدر أول تعليق على موجة الاحتجاجات العمالية

الشروق أونلاين
  • 9198
  • 17

قالت الحكومة الخميس في بيان لها، إن العمل النقابي واللجوء إلى الإضراب حق يكفله الدستور، وأنها عازمة على مواصلة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين لتدعيم السلـم الاجتماعي، لكن الحركات الأخيرة حسبها تبين إنها مستغلة من قبل  جهات مغرضة لزرع الفتنة.

ووجهت نداءإلى جميع العمال “من أجل التحلي بروح الـمسؤولية والحرص على احترام الشرعية القانونيةكما هومنصوص عليه في التشريعات الـمعمول بها، وتفادي الوقوع في فخ أولئك الذين يريدون نشر الفوضى في البلاد”.

وحسبها: الحكومة تبقى عازمة على مواصلة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين منأجل تدعيم السلـم الاجتماعي، كم اأنها عازمة كذلك على التصدي بحزم لكل الـمحاولات التي تستهدف الـمساس بالنظام العام.

بيان الحكومة:

يكرس الدستور الجزائري ولاسيما بموجب مادتيه 69 و 70 والتشريع الوطني، ممارسة الحقوق النقابية بما في ذلك حق اللجوء إلى الإضراب.

غير أنه لوحظ مؤخرا أنه تم إغراق النشاط النقابي واستغلاله من بعض الحركات الـمغرضة التي تريد زرع الفتنة، والتي سبق أن تم رصدها وإدانة مخططاتها.

إن العمال الذين كانوا ولا يزالون القوة الحية للأمة، يجب أن يميزوا بين ممارسة حقوقهم النقابية الـمكرسة والتعبير عن مطالبهم الـمهنية التي يجب أن تتم دراستها عبر الحوار الـمنفتح، كما سبق للسيد رئيس الجمهورية أن عبر عن ذلك شخصيا في عدة مناسبات، كان آخرها ما صرح به خلال اجتماع مجلس الوزراء الـمنعقد يوم الأحد 2 ماي 2021، وبين ما تسوق له بعض الحركات الـمضللة التي لا تريد إلا تعفين الأوضاع واستغلال ظروفهم الـمهنية والاجتماعية لأغراض مشبوهة.

إن دراسة ومعالجة الـمطالب الـمعبر عنها وإيجاد الحلول الـمناسبة لها يجب أن يتم ضمن مقاربة تدريجية تراعي تداعيات وانعكاسات الأزمة الاقتصادية والصحية التي تمر بها البلاد، والتي لا يمكن السماح بأن تمس بمستوى ونوعية معيشة الـمواطنين.

ومع ذلك، يجدر التذكير بأن ممارسة الحقوق النقابية يجب ألاّ تتم على حساب القوانين ذات الصلة، لاسيما فيما يتعلق بتفعيل مختلف الآليات الخاصة بتسويةالنزاعات الجماعية في العمل خاصة عبرالـمصالحة والوساطة والتحكيم،كما هو منصوصعليهفيأحكامالقانون 90 ـ02 الـمتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في العمل وتسويتها وممارسة حق الإضراب الـمعدل والـمتمم بالقانون رقم 91 ـ 27.

وفي حالة فشل هذه الآليات أو استحالة الحوار، يمكن اللجوء إلى الإضراب في إطار الاحترام التام للشروط الـمكرسة بموجب القانون لاسيما ضرورة انعقاد الجمعية العامة للعمال، واتخاذ مثل هذا القرار بعد التصويت السري، مع الالتزام بإخطار الـمستخدِم في أجل لا يقل عن ثمانية أيام.
لقد شهدت العشريتان الأخيرتان تحت حكم العصابة ظهور ممارسات سيئة خرجت عن إطار الـمطالبة الشرعية للحقوق إلىمنطق اللاشرعية، متنكرة لـمقتضيات الحفاظ على سير الـمرافق العامة وديمومة الخدمة العمومية وحماية الاقتصاد الوطني وأدوات الإنتاج.

وجدير بالإشارة إلى أن الغالبيةالعظمي لأبناء الشعب الجزائري ملتزمة بالنظام الدستوري وتعبر عن ذلك كل يوم من خلال الانخراط الإيجابي والـمسؤول في مسار البناء والتجديد، عكس تلك الأقلية الـمحدودة التي ينشط بعض أعضائها خارج البلاد من أجل نشر اليأس والإحباط وإفشال مسار التغيير ومحاربة الفساد الذي سيمضي لا محالة إلى نهايته.

وينبغي التأكيد أن هذا النداء موجه إلى جميع العمال من أجل التحلي بروح الـمسؤولية والحرص على احترام الشرعية القانونيةكما هومنصوص عليه في التشريعات الـمعمول بها، وتفادي الوقوع في فخ أولئك الذين يريدون نشر الفوضى في البلاد.

إن مسار التغيير الذي باشرته السلطات العمومية من أجل بناء الجزائر الجديدة يقتضي تغليب لغة العقل واستحضار قيم التضامن والتكافل التي دأب عليهاالشعب الجزائري من أجل تجاوز الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة في كنف الحوار الـمسؤول الذي يكفل معالجة متوازنة وواقعية لكل الانشغالات الـمعبر عنها. ولذلك، فإن الحكومة تبقى عازمة على مواصلة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين منأجل تدعيم السلـم الاجتماعي، كم اأنها عازمة كذلك على التصدي بحزم لكل الـمحاولات التي تستهدف الـمساس بالنظام العام.

مقالات ذات صلة