الرأي

الحلقة‮ ‬الثالثة

محمد السعيد
  • 9032
  • 0

ومن الأدلّة على استقلالية الجزائر في سياستها الخارجيّة وارتباطها الشّكلي بالخلافة العثمانيّة كما هو حال دول الكومنولث اليوم وبريطانيا على سبيل المقارنة، أنّ معاهدات السلام والاتفاقيات التجارية مع الدول الكبرى آنذاك والتي تجاوز عددها المائة (منها حوالي سبعين مع فرنسا، و18 مع انكلترا) لم تكن تُبرم، خلافا للولايات العثمانيّة الأخرى، بترخيص مسبق من الباب العالي أو تُنفّذ بعد تصديقه عليها. إنّ الدِّيوان (وهو مجلس الشّورى) كان “يتّخذ القرارات بكلّ سيادة، فيعلن الحرب ويعقد السّلم ويمضي معاهدات ويقيم أحلافا بدون أن يتساءل عمّا إذا كانت تلك القرارات المتّخذة موافقة أو غير موافقة لسياسة الباب العالي” (1). وفي النصف الثّاني من القرن السابع عشر، كانت المعاهدات المبرمة مع فرنسا تُمضى بعنوان مملكة الجزائر (معاهدة سلام بين مملكة فرنسا ومدينة الجزائر ومملكتها في 17 مايو 1666)

مقالات ذات صلة