-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قراءات مع العلامة الدكتور فاضل صالح السامرّائي

الحلقة السابعة عشرة: المبني للمجهول (3)

الحلقة السابعة عشرة: المبني للمجهول (3)

قال في الصّافات: (أولئك لهم رزق معلومٌ فواكه وهم مُكرمون) ففسّر الرزق بالفواكه.

وقال في الواقعة: (وفاكهة مما يتخيّرون ولحم طير مما يشتهون). فقد ذكر اللحم إضافة إلى الفاكهة. ثم ذكر أنهم يتخيّرون الفاكهة واللّحم. ولم يذكر في الصافات أنهم يتخيّرون، بل قال: (أولئك لهم رزق معلوم فواكه…) فما في الواقعة أعلى.

وقد تقول: ولمَ قال في الصافات: (فواكه) وقال في الواقعة: (فاكهة)؟

والجواب: أن (الفاكهة) اسم جنس، وهي أعم وأوسع من كلمة (الفواكه) لأنه يشمل الحبة الواحدة والاثنتين والجمع، ويشمل عموم الأنواع.

فالتفاحة الواحدة فاكهة وليست فواكه، والتفاحتان فاكهة وليستا فواكه، والتفاح فاكهة. وأنواع الفواكه كالتين والرّمان والعنب بمجموعها يقال لها فاكهة.

أما الفواكه فتقال للأنواع.

وإيضاح ذلك أنك تقول للتفاح وحده فاكهة وإن كثُر ولا يقال له: فواكه. فإن جمعت معه الرّمان والتين والتمر صحّ أن يقال لها (فواكه) وأن يقال لها (فاكهة) أيضا. فالفاكهة تطلق على النّوع الواحد وعلى الأنواع، وتقال للمفرد والمثنى والجمع. أما الفواكه فلا تطلق إلا على ما تعدّد. ولا تطلق على الحبة الواحدة أو الحبّتين، ولا على النّوع الواحد، فتكون الفاكهة أعمّ وأشمل. ويندرج تحت اسمها جميع الفواكه.

ولما قال في (الواقعة): (ممّا يتخيّرون) عُلم أنها أنواع كثيرة وليست نوعا واحدا. ولذا يأتي بـ (الفاكهة) في مواطن السّعة وذلك كقوله تعالى: (والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام”الرحمن”.

في حين قال: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكنّاه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون)”المؤمنون”.

فلمّا ذكر الأرض على العموم قال: (فيها فاكهة).

ولما ذكر الجنّات في الأرض ذكر الفواكه، وذلك أنه خصّص الفواكه التي في الجنّات، في حين أطلقها في آية الرحمن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!