-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحمل غير المخطط في سن متأخرة.. صدمة للكثيرات تليها قرارات صعبة

نسيبة علال
  • 1268
  • 0
الحمل غير المخطط في سن متأخرة.. صدمة للكثيرات تليها قرارات صعبة

بعد سنوات من الليالي الساهرة، الإرهاق، الإرضاع، والمتابعة الدقيقة لكل حركة يقوم بها الأبناء، يكبر هؤلاء، وتعتقد الأم أنها قد أتمت الجزء الأعظم من رسالتها، هذا في حال لم تقابل صدمة وجود حمل غير مخطط في سن متأخرة يعيد إليها كابوس كل تلك المراحل التي أخذت من وقتها وصحتها.

عادة، يكون الشعور الأولي الذي يصاحب صدمة الحمل في سن متأخرة، هو الخجل والإحراج.. فللمجتمعات العربية بعض الحساسية من الأمر، حيث يستصغر بعض الأفراد أن تنجب إحداهن وقد كبر أبناؤها أو تزوجوا، وينظر إليها بدونية كما لو أنها اقترفت ذنبا، وسيكون على المرأة التي فوجئت بحمل غير مخطط له، أن تحضر محيطها نفسيا، بدل أن تحصل هي على الرعاية النفسية والصحية، ذلك أن الحمل المتأخر قد يعاني أكثر من غيره من تهديدات وتحديات، إذ بغض النظر عن الحالة النفسية للأم، عادة ما لا تسمح لها صحتها البدنية بعد تكرر تجربة الولادة أو تقدم العمر من التمتع بفترة حمل سليمة وآمنة.

جنون ما بعد الصدمة.. أمهات يفكرن في الانتحار وأخريات يقررن الإجهاض

الحمل نعمة ربانية تنتظرها الكثير من النساء، وهي لدى أخريات كابوس يجب ألا يكون أو يستمر، خاصة لدى سيدة تعاني من ظروف اجتماعية أو مادية سيئة، أو أمراض منتصف العمر، لهذا، فإن كثيرات لا يتقبلن أبدا اكتشاف وجود جنين في أحشائهن، وقد تقدمن في السن.. لهذا، يقبلن على اتخاذ قرارات غير عقلانية ومتهورة، تقضي بالتخلص منه، وقد تقود الظروف القاهرة، أو الوضعية النفسية المتدهورة للحامل بالتفكير حتى في الانتحار، وهي حال السيدة بختة، أم لخمسة ذكور، توقفت عن الإنجاب منذ 13 سنة، وانقطع طمثها، غير أنها فوجئت بحمل غير متوقع، أخبرها الأطباء أن الفيتامينات التي وصفت لها لتقوية مناعتها وعظامها لمعاناتها المستمرة من المرض ساعدتها على الحمل مجددا، تروي لنا تجربتها، وهي تستعد لكشف جنس الجنين في إحدى عيادات العاصمة: “عمري 47 سنة، وكنت أعتقد أن الحمل في هذا العمر مستحيل، زوجي مرتبط بسيدة أخرى ولدي

طفلان منحرفان لا أقوى على تربيتهما بمفردي، لقد أفقدني خبر حملي الصواب وأصبحت كالمجنونة، خاصة وأنه لا يمكنني إجهاضه الآن.. فكرت حتى في وضع حد لحياتي البائسة، مع هذا، مازلت آمل أن يكون الجنين أنثى”.

ويعرضن مواليدهم للتبني

في الوقت الذي تسعد فيه الكثير من النساء بقدوم طفل جديد إلى حياتهن، حتى مع تقدم السن، ويقتنعن بفكرة أن الأخير هو الذي سيستمر إلى جانبهن في الكبر، تبحث أخريات عن عائلات لتحمل عنها عبء تربية مولودها القادم، وقد أقبلت سهيلة قبل أشهر على منح ابنتها لأختها، حتى تكفلها، فهي لا تملك الجهد الكافي ولا الظروف المادية المريحة لتربية الطفلة الرابعة، لهذا قررت وزوجها أن يُكفلاها خالتها، تقول سهيلة: “عندما كنت أستعد لحفل خطوبة ابنتي البكر، اكتشفت حملي، وحينها قررت أن تربيها أختها في حال تزوجت سريعا، لكن خطيبها رفض الفكرة من أساسها، وعرضت على أختي التي تأخرت عن الإنجاب لتأنس بها، فأنا أكره أيضا نظرة المجتمع إلي وأنا أعيش الأمومة في التاسعة والأربعين، لا أحب أن يتساءل الناس عن الموضوع ويستغربوا منه، تأملت في الموضوع بعمق ووجدت أن له آثارا سلبية على نفسيتي وصحتي”.

توجه منظمات الصحة عبر العالم نصائح وتوجيهات جادة بخصوص موضوع الحمل غير المفاجئ في سن متأخرة، حيث يوصي الأطباء السيدات فوق سن الأربعين بإجراء فحوصات طبية دقيقة والقيام بالتحاليل بصفة دورية مع متابعة دقيقة لدى مختص، منذ الاكتشاف الأول لوجود حمل، وهذا تفاديا لأي مضاعفات صحية على صحة الأم والجنين، ولحماية هذا الأخير من أي تشوهات، كما يوصي الأطباء بمتابعة الصحة النفسية ومحاولة الحصول الدائم على الدعم من الأقارب والمحيطين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!