الحمى الجزائرية !
-
-
1154
-
0
أضحى من المستحيلات السبعة أن تتماثل وسائل الإعلام المغربية إلى الشفاء من “الحمى الجزائرية” وكأنه لم يعد هناك خلف الرمال المتحركة ما يشغل بال الجيران غير الشأن الجزائري، حتى ولو كان الأمر يتعلق بالأحوال الجوية في الجزائر!!!..
ابراهيم قار علي
ولعل مثل هذا الأمر، يؤكد أن كتبة صديقنا الملك قد أصبحوا يصابون بالزكام كلما أمطرت السماء في الجزائر، مثلما يصابون بالإسهال والحمّى المالطية كلما ارتفعت درجة الحرارة في الجزائر.
تتوهم الصحافة المغربية أنها قد اكتشفت سرا عسكريا خطيرا، حين تجعل من استيلام الجيش الجزائري لعشرين طائرة حربية سبقا صحفيا يتصدر صفحاتها الأولى.
وإذا كان من الغرابة أن تصف الصحافة المغربية بالسرية هذه الصفقة العسكرية، فذلك لأن الجزائر ليس لها ما تخفيه في موضوع تسلحها العسكري، فلقد سبق للجزائر أن أعلنت ذلك للرأي العام الوطني والدولي، حيث أن مثل هذه الصفقة كانت قد تمت بين الجزائر وموسكو في إطار تحويل الديون الجزائرية. وقد سبق للملاحظين الاعلاميين والسياسيين أن وصفوا هذه الصفقة قبل أشهر بصفقة القرن، لتستيقظ بعد ذلك الصحافة المغربية ذات صباح وتعود إلى الموضوع من جديد، إلى الموضوع القديم.
وقد راحت الصحافة المغربية تذكر بما تسميه “أن حمى التسلح أصابت الجزائر خلال السنوات الأخيرة بشكل مريب”! وإن كان الأمر لا يدعو إلى التذكير، فإن السؤال الجدير، هو لماذا تصاب الطبقة الإعلامية في المغرب بهذه الحمى كلما اتجهت الجزائر إلى تطوير قدراتها العسكرية، والأغرب من ذلك أن يصل الأمر بالمحمومين إلى اتهام الجزائر بالسعي إلى امتلاك التكنولوجية النووية.
إن الدول ملزمة بتطوير قدراتها العسكرية للدفاع عن كياناتها والحفاظ على استقلالها وسيادتها، وبالتالي لماذا يتخوف الإخوان من أن تعمد الجزائر إلى تجديد أسطولها الجوي في الميدان العسكري.
لا مجال للتذكير، بأن سنوات مكافحة الإرهاب التي عرفتها الجزائر، قد استنزفت البلاد في الكثير من مواردها المادية والبشرية ويعلم الجميع أن الجيش الوطني الشعبي هو الذي قد تولى هذه المهمة المقدسة، في الوقت الذي تحولت أراضي العرش إلى قواعد خلفية للجماعات الإرهابية التي كانت تزرع الموت بين الجزائريين.
وبالتالي لماذا ينزعج الأشقاء عندما تتماثل الجزائر للشفاء من محنتها الأليمة، ويتفرغ جيشها إلى تطوير قدراته العسكرية، مثله مثل بقية الجيوش في العالم والتي أصبح شغلها الشاغل التطلع إلى الاحترافية والعصرنة!
.. اللّهم إلا إذا كان القوم، يريدون أن تبقى الحدود الجزائرية نقطة عبور لمختلف السموم البيضاء والتي تريد أن تفعل بالجزائريين ما لم يفعله الإرهابيون الذين كانوا يضربون ويهربون إلى ما وراء الحدود!!!
