رياضة

“الخضر” على فوهة بركان

ياسين معلومي
  • 3116
  • 3
ح.م

بعد نهاية الموسم الكروي، اقتنع المدرب الوطني رابح ماجر، وطاقمه بأن البطولة الوطنية المحترفة لا تنجب لاعبين بإمكانهم تقمص ألوان “الخضر” في الاستحقاقات القادمة، وتيقن من خلال كل اللقاءات التي لعبت طوال الموسم، وبثت سواء في القنوات الوطنية أو الأجنبية أن اللجوء لجلب اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا أصبح حتمية لا مفر منها، والاعتماد عليهم أكثر من ضرورة، وبالتالي على المسؤولين في كرتنا المستديرة إعادة النظر في المنظومة الكروية الجزائرية، بداية من الموسم القادم، بالتشاور مع من أفنوا حياتهم في خدمة الكرة الجزائرية، وليس مع من ملؤوا جيوبهم بأموال حرام، على حساب الكرة الجزائرية، لعلهم يجدون حلولا لجلدنا المنفوخ الذي تراجع بشكل مخيف، وهو ما قد يؤثر سلبا على مستقبل منتخبنا الوطني في اللقاءات الرسمية القادمة.
عندما كشف ماجر، عن القائمة الرسمية للخضر التي ستواجه الرأس الأخضر والبرتغال، واعتماده على لاعبين معظمهم من وراء البحار، مع إعادة الثنائي مبولحي، وفيغولي، قلت في نفسي، كيف سيكون تعامل العائد فيغولي مع لاعبين على شاكلة براهيمي ومحرز ومجاني وغيرهم، وهو الذي انتقدهم بشدة بعد إبعاده من “الخضر”، وهل يستطيع الطاقم الفني احتواء القضية التي قد تخلق مشاكل عديدة داخل المنتخب، غير أن الثنائي المذكور رفض دعوة الناخب الوطني، وهو ما يعتبر حسب رأيي تمردا جديدا للاعبين المغضوب عليهم. فيغولي رفض المجيء للمنتخب بسبب إبعاده في الفترة الأخيرة من طرف الطاقم الفني دون أسباب تذكر، وتأثر كثيرا بالانتقادات التي طالته في مختلف وسائل الإعلام وحتى من طرف الطاقم الفني نفسه، وهو ما جعله يتحجج بالإصابة ويرفض الالتحاق بالتشكيلة الوطنية، وهو ما قد يجبر ماجر على شطبه نهائيا من التشكيلة الوطنية، والحارس مبولحي أغلق هاتفه النقال ورفض دعوة ماجر، ليلتحق بتايدر الذي عرف مصيره الأسود منذ مدة، وهو ما قد يخلق مشاكل كبيرة للمنتخب الوطني الذي يعيش متاعب بالجملة وجنونا حقيقيا؟؟؟ الذي يحدث اليوم في المنتخب يؤكد أن الطاقم الفني فقد السيطرة على اللاعبين، وهو ما قد ينجر عنه الدخول في نفق مغلق قد يصعب الخروج منه، إذا لم تتخذ الاتحادية مخططا مستعجلا يعيد الاستقرار إلى المنتخب في أسرع وقت ممكن.
ما يحدث في المنتخب الوطني يجبرنا أيضا على التفكير للمرة الألف في مصير “الخضر” الذي تنتظره استحقاقات رسمية في الأشهر القادمة، فعندما يصبح اللاعبون هم الذين يقرّرون مصير مدرب مثلما حدث مع رايفاتس، وطاقم فني تفلت منه الأمور لأسباب تبقى مجهولة، علينا أن نقرأ السلام على منتخب كان لسنوات قدوة لكل المنتخبات الإفريقية وحتى بعض المنتخبات العالمية. على الاتحاد الجزائري تحمل مسؤولياته قبل فوات الأوان، وإعادة الهدوء إلى البيت، لأننا نعيش فعلا أزمة حقيقة يصعب الخروج منها.
لست متشائما من مستقبل منتخبنا الذي يضم حقا لاعبين بإمكانهم العودة به إلى القمة، لكن لن يكون ذلك إذا لم يقتنع الجميع بأننا وصلنا إلى القمة لكننا لم نستطع البقاء فيها مطولا… علينا العمل وتجديد الكرّة ثانية، والعمل للوصول إلى ما وصلنا إليه سابقا… كما علينا توخي الحذر أمام لاعب اسمه رونالدو الذي قد يعيدنا مجددا إلى نقطة الصفر.

مقالات ذات صلة