رياضة

الخضر ملك للجميع؟

ياسين معلومي
  • 5255
  • 4

بعد نهاية مباراة الجزائر والكاميرون، التي لعبت بملعب تشاكر بالبليدة بتعادل غير منتظر أمام منتخب بلد العجوز عيسى حياتو، حدثت عدة أمور داخل المنتخب عجلت بإخراج المدرب الصربي راييفاتس من الباب الضيق، وإعادته إلى بلده لا معززا ولا مكرما، من طرف بعض اللاعبين الذين حملوه مسؤولية التعثر، وقالوا يومها إن هذا التقني لن يأخذنا إلى بر الأمان، ولن يؤهلنا لمونديال روسيا، وذهابه أحسن وسيلة للمنتخب للخروج من النفق المظلم، وتعهدوا أمام الشعب الجزائري بأنهم سيعودون من نيجيريا بفوز أو تعادل يبقينا في سباق المونديال.

إلا أن تصريحات اللاعبين لم تكن سوى ذرا للرماد في العيون وربحا للقليل من الوقت، ونقضوا العهد مع الجزائريين وعادوا وفي جعبتهم خسارة كبيرة وتاريخية من نيجيريا، تبعدنا من السباق نحو المونديال رغم أن البعض يريد إيهامنا بأنه لا يزال هناك بصيص من الأمل في الجولات الأربع القادمة، وهو ما لا يقبله عاقل، لأن الأمور تكون قد حسمت بنسبة كبيرة، فلا النسر النيجيري ولا الأسد الكاميروني ولا حتى “الرصاصات النحاسية” الزامبية ستسلم قبل فوات الأوان، وحتى “معجزة كروية” لن تمكننا من التأهل لأن الأمر في رأيي من سابع المستحيلات.

شدتني في الأيام الأخيرة تلك الانتقادات التي وجهها اللاعب فيغولي إلى جيل الثمانينيات، واصفا إياهم بأنه لا أحد منهم قدم لـ”لخضر “ما قدمه الجيل الحالي الذي تأهل للدور الثاني من المونديال، وذهب بعيدا في طرحه حين حاول بطريقته زرع “النميمة والعداوة” بين لاعبي الجيلين، وفتح النار على بعض الدوليين السابقين، وحسبه، لم يصلوا حتى إلى نصف المستوى الذي بلغه لاعبو مونديال البرازيل..؟ وتصريحات أخرى تجعلني أقر أن لاعبنا الدولي– سامحه الله- أصيب بالجنون أو الزهايمر، لأن الجيل الذي يتحدث عنه تمكن من العودة من نيجيريا بفوز ثمين مكنه من التأهل لمونديال إسبانيا رغم نقص الإمكانات، فلم يكن سفرهم آنذاك في الطائرات الخاصة ولم يكونوا ينزلون في الفنادق الفخمة، ورغم ذلك كانوا الأحسن في إفريقيا، ألم يلعبوا كأسين عالميتين؟ ألم يفز بلومي وماجر بالكرة الذهبية؟ ألم يكن عصاد أحسن مهاجم أيسر في العالم؟.. لكنهم سلموا بطريقة “حضارية” المشعل إلى فريق التسعينيات الذي توج بأول كأس إفريقية، ندعو فيغولي وغيره من اللاعبين إلى قراءة تاريخ الكرة الجزائرية لأن ما يقدمه الجيل الحالي يعتبر “قطرة” مقارنة بما قدمته الأجيال السابقة، لأن ما فعله فريق جبهة التحرير الوطني وجيل السبعينيات والثمانينيات، والمنتخب الذي لعب في العشرية السوداء، لن يتمكن الجيل الحالي من القيام به.. عليهم الفوز بكأس إفريقيا القادمة والتأهل للمونديال القادم، والعودة إلى رشدهم والتسامح مع مختلف الأجيال السابقة لأننا لم نشهد في مشوارنا المهني جيل مخلوفي يشتم جيل لالماس، ولا جيل بلومي يسب المنتخب المتوج بكأس إفريقيا، لأنهم كلهم “جزائريون” ولا يستطيع أي أحد أن يساوم الآخر في جزائريته.

لم أفهم أيضا شيئا بقي راسخا في ذهني، وربما أكون مخطئا في ذلك، وهو لماذا لا نجد على أقمصة المنتخب الوطني “النجمة” كدليل على فوزنا بلقب إفريقي، رغم أن كل المنتخبات المتوجة بالتاج القاري تزين أقمصتها بها، هل هي محاولة من البعض لتشويه تاريخ الكرة الجزائرية والأبطال الذين توجوا بالتاج القاري وعلى رأسهم المرحومان عمر كزال وعبد الحميد كرمالي، أم هناك شيء في نفس يعقوب.

مقالات ذات صلة