رياضة

“الخضر”.. وسياسة الأرض المحروقة

ياسين معلومي
  • 3045
  • 4

جرت منذ أيام بالقاهرة قرعة تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2015 المقررة بالمغرب. وأوقعت المنتخب الجزائري في مجموعة سهلة تضم مالي وإثيوبيا ومنتخبا رابعا ستسفر عنه الأدوار التمهيدية.. مجموعة قال عنها المختصون في عالم الكرة إنها سهلة مقارنة بمجموعة الموت التي ضمت السنغال وتونس ومصر. وهو ما ارتاح له رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، الذي قال حرفيا بأن طموح الجزائر ليس التأهل لكأس إفريقيا بالمغرب بل اللعب من أجل الأدوار الأولى، ما يعني الوصول إلى المربع الأخير.. ولمَ لا التتويج بالكأس التي حرمنا منها منذ المرحومين عمر كزال وعبد الحميد كرمالي.

 غير أن أهداف المدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش واتحاديته مختلفة تماما، ولا تسير في نفس الاتجاه رغم أنها توفر له راتبا شهريا قد لا يتقاضاه عامل جزائري طوال أكثر من نصف قرن من الشغل، كيف لا وهو الذي سكت (مع وسائل الإعلام الوطنية) دهرا ونطق كفرا، حين قال إن قرعة كأس إفريقيا بالمغرب لا تهمه وهمه الوحيد هو كأس العالم والتأهل للدور الثاني. وهي إشارة واضحة أنه لن يبقى على رأس العارضة الفنية لـ “الخضر” بعد المونديال. ومن الأجدر البحث عن مدرب آخر.

بقدر ما يحترم الجزائريون مدرب المنتخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، بقدر ما أصبحوا ينزعجون من تصريحاته غير المؤسسة ومن خياراته العشوائية التي تضرب بسمعة مسؤوليه، الذين “حفت أرجلهم” في الملاعب الأوروبية لجلب لاعبين يتقمصون ألوان المنتخب الوطني على شاكلة بلفوضيل وتايدر وفيغولي وبودبوز وغيرهم، ليقرر البوسني في رمشة عين التخلي عن بعضهم وافتعال مشاكل للبعض الآخر، وهو ما جعل الخلاف بينه وبين رئيسه يشتد يوما بعد يوم، وقد “يتأجج” في الأيام القادمة حين يجد رئيس الفاف بعض اللاعبين الموهوبين خارج قائمة المونديال، وهو ما قد يخلق مشكلة كبيرة قد تعصف بمنتخبنا الوطني في البرازيل.

سياسة الأرض المحروقة التي يطبقها الناخب الوطني منذ مدة تجاه بعض اللاعبين، قد تؤزم الأمور بعد المونديال وستحدث مشاكل جمة في المنتخب، خاصة حين يحتج اللاعبون الذي أقصوا من المشاركة لسبب أو لآخر في بلد السامبا، وأولئك الذين لم يعتمد عليهم وتجاهلهم.. وهي مصاعب ستواجه المدرب الجديد الذي عليه أن يكون حكيما لإرضاء من أغضبهم البوسني الذي أصبح همه الوحيد هو المشاركة في المونديال كمدرب للمنتخب الجزائري والعودة بعدها   للتدريب في القارة العجوز، وهو أمر صعب باعتبار أن كل المنتخبات الأوروبية والأندية قد اختارت مدربيها قبل المونديال البرازيلي .

منطقيا، المنتخب الجزائري يختار للمونديال لاعبين أكفاء قادرين على تشريف الراية الوطنية بالبرازيل، ومن يمكنه أيضا البقاء في التشكيلة بعد المونديال، وليس بسياسة الكيل بمكيالين التي يطبقها ناخبنا الوطني للانتقام من الذين اختاروه ليمثل الجزائر في بلد كرة القدم.. نعرف أن الجزائر لن تفوز بكأس العالم أمام عمالقة الكرة العالمية، لكن على الأقل المرور إلى الدور الثاني، الذي عجزنا عن تحقيقه في المشاركات الثلاث السابقة.

مقالات ذات صلة