رياضة

“الخضر” يثأرون من “شارلي إيبدو”

ياسين معلومي
  • 6858
  • 9

خرج المنتخب الجزائري حيا من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم المقامة بغينيا الاستوائية، بفوزه على المنتخبين الجنوب إفريقي والسنغالي وخسارة غير منتظرة أمام الغانيين، ليمحو من الأذهان الخروج المبكر من النسخة السابقة، التي لعبت بجنوب إفريقيا عندما أقصي “الخضر” في الدور الأول وبتعادل واحد، ليظهر الجزائريون أنهم حقا مرشحون للفوز بالتاج الإفريقي ويسيرون بخطى ثابتة نحو الذهاب بعيدا في هذه المنافسة.

كم كانت الخسارة قاسية أمام المنتخب الغاني والتي كادت أن تخرجنا من المنافسة، بعد ظهور بعض المشاكل الداخلية والتصريحات النارية للقائد بوڤرة، لكن أصحاب “الخبرة” عرفوا كيف ينتفضون، ويظهرون للجميع أن المنتخب الجزائري يعرف جيدا الخروج من الأزمات واحتواءها والفوز والظهور بقوة حتى وإن كان المنافس سيدا في قارته، ويملك أحسن اللاعبين في العالم، لأن منتخبنا لا ينقصه شيء ووصل العالمية في ظل الإمكانات المتوفرة، والتي أذهلت حتى من يلعبون في أحسن البطولات في العالم.

يشاء القدر أن نواجه في كل  مرة أفيال كوت ديفوار خلال نهائيات كاس إفريقيا، وغالبا ما تعود المواجهات لصالح التشكيلة الوطنية التي تنجح في قهر من يسمون كبار إفريقيا، والكل يحتفظ في مذكرته بذلك التأهل التاريخي لنصف النهائي أمام رفقاء دروغبا في نسخة جنوب إفريقيا، عندما تمكنت كتيبة سعدان بالفوز بالنتيجة والأداء، رغم قوة الأفيال يومها وبلاعبين وزنهم من ذهب وينشطون في أحسن البطولات العالمية، إلا أن الإرادة غالبا ما تتفوق حتى على قوة المال وهو ما ننتظره عشية الأحد في المواجهة الحاسمة والمصيرية، التي تمكننا من الزحف نحو اللقب الإفريقي الذي ينتظره الأربعون مليون جزائري، والذين وضعوا ثقتهم في أبناء الجزائر الذين اختاروا تقمص الألوان الوطنية التي ندم عليها عدد كبير من اللاعبين، على غرار سمير ناصري وكمال مريم ولاعبين آخرين يتمنون الآن لو أن التاريخ يعيد نفسه ويلعبوا لوطنهم، ويفرحوا عائلاتهم ويحققوا حتى ما عجز عنه أسلافهم ويصبحوا بواسطة الكرة أسيادا في وطنهم يحفظ التاريخ أسماءهم وقدوة لكل الجزائريين.

لا نريد الضغط كثيرا على لاعبي المنتخب الوطني ونحملهم ما لا طاقة لهم به، لأننا نعرف أن هذا الجيل من اللاعبين والمكونين في أوروبا، والذين تزودوا بروح وطنية “فطرية ومكتسبة” منذ تقمصهم الزي الوطني ولعبهم في البليدة، وتأثرهم بأنصار يحملون العلم الجزائري في المدرجات، سواء في البرد القارس أم الحرارة الشديدة، سيبذلون قصارى جهودهم للتأهل للمربع الأخير. وهو الهدف الذي طالبت به اتحادية روراوة اللاعبين ومدربهم غوركوف الذي بدأ رويدا رويدا ينسي الجزائريين في خاليلوزيتش، الذي أهل الجزائر لأول مرة في التاريخ للدور الثاني من كأس العالم.

ما أعجبني في الفوز أمام السنغال هو الخروج العفوي للجزائريين وبعض الأشقاء المقيمين بفرنسا إلى الشوارع الباريسية ظاهريا للاحتفال بالانتصار أمام المنتخب السنغالي، لكن الحقيقة هي أنهم ليردوا بطريقتهم الخاصة على “شارلي إيبدو” الصحيفة الفرنسية الساخرة التي أساءت إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ولكي يوجهوا رسالة قوية معبرين فيها عن رفضهم القاطع لإهانة الإسلام والمسلمين، ورفعوا شعارات ولافتات أغلبها معبرة عن نصرة الإسلام والمسلمين.

مقالات ذات صلة