-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفرصة مواتية للبناء وإشعال المنافسة في التعداد

“الخضر” ينجون من فخ النيجر وتألق الجدد يُهدد القدامى

صالح سعودي
  • 1204
  • 0
“الخضر” ينجون من فخ النيجر وتألق الجدد يُهدد القدامى

حقّق المنتخب الوطني المهم سهرة الخميس، بعد أن نجا من فخ منتخب النيجر في الدقيقة الأخيرة، حين رجح محرز الكفة مهديا لتشكيلة بلماضي 3 نقاط ثمينة تجعلها تقود ريادة المجموعة بـ 9 نقاط بعد مضي 3 جولات من تصفيات “كان 2024″، وهو ما أعطى نظرة مهمة بخصوص رد الفعل الايجابي للعناصر الوطنية رغم تأخرهم في النتيجة خلال المرحلة الأولى، قبل أن يوقعوا هدف التعادل مع بداية الشوط الثاني ثم حسموا النتيجة بفضل محرز في الدقيقة ما قبل الأخيرة.

خرج المدرب الوطني جمال بلماضي سالما من مباراة مفخخة على أكثر من صعيد، وهذا ماما منتخب النيجر الذي تنقل إلى الجزائر بقيادة مدربه الفرنسي ميشال كفالي بنية إحداث المفاجأة أو على الأقل العودة بنقطة التعادل، إلا أن حنكة العناصر الوطنية عرفت كيف تقلب الموازين في النصف الثاني من المباراة بعدما كانت متأخرة في النتيجة خلال الشوط الأول بعد الهدف المباغت الذي وقعه اللاعب دانيال سوساه في مرمى الحارس أنطوني ماندريا بكيفية جميلة. وقد وقف الكثير على أهمية هذا الاختبار الرسمي الذي واجهه المنتخب الوطني بعد غياب طويل عن أجواء المنافسة في سهرة رمضانية وفي ظروف تبدو استثنائية، بحكم أن المدرب بلماضي ولاعبيه لا يزالون تحت صدمة الغياب عن المونديال القطري الذي أقيم نهاية العام المنصرم، مثلما تزامن مع فترة إعادة البناء وتشكيل منتخب بدم جديد وبتحسينات نوعية تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، فكان رفقاء بلايلي أمام حتمية التكيف مع متطلبات هذه المباراة بطريقة براغماتية بغية الظفر بالنقاط الثلاث بصرف النظر عن الأداء الفني، ولو أن الكثير أجمعوا على السيرة الكلية لمحاربي الصحراء على مجريات المباراة مع بعض العيوب الملاحظة وفي مقدمة ذلك عدم نقص الفعالية في استغلال الفرص المتاحة في منطقة المنافس، ما حرم العناصر الوطنية من عدة أهداف تبدو محققة كان وراءها بلايلي ومحرز والوافد الجديد شعيبي والبقية.

وإذا كانت المباراة كانت بمثابة عرس حقيقي في المدرجات، في ظل الحضور الغفير للجماهير الذين أعطوا صورة جميلة تعكس جمالية الأجواء التي صنعوها في سهرة رمضانية، وبطريقة شبيبة للمباريات السابقة التي ينشطها “الخضر”، فإن هذه المواجهة كانت فرصة مهمة للمدرب جمال بلماضي لمراجعة بعض أوراقه خلال عهدته الجديدة مع المنتخب الوطني، وفي مقدمة ذلك مراجعة بعض أوراقه الفني وإستراتيجيته المستقبلية، إضافة إلى ضخ دماء جديدة في التعداد لإشعال المنافسة في المجموعة، وهو الأمر الذي أعطى ثماره بصورة أولية، بدليل انبهار الجمهور بالأداء الذي قدمه العديد من اللاعبين الجدد الذين باتوا يهددون اللاعبين القدامى الذين يصنفون في خانة الركائز، بدليل التألق الواضح لفارس شعيبي ومنح فرصة المشاركة لأول مرة للوجه الجديد ريان آيت نوري، إضافة إلى الوجه المقدم من اللاعب عمورة الذي أعطى نفسا جديدا خلال الشوط الثاني، وكذلك عودة بونجاح إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل بسبب تراجع مردوده الفني، إضافة إلى غياب تولي أنطوني ماندريا حراسة المرمى خلفا لرايس مبولحي، وغيرها من الخيارات والمعطيات التي تؤكد بأن الطاقم الفني يريد فتح صفحة جديدة وجادة تحسبا للتحديات والرهانات المقبلة المبنية أساسا على ضمان الحضور الايجابي في العرس القاري بكوت ديفوار العام المقبل، وهذا قبل ضب الساعة على موعد “كان 2025” وكذلك التصفيات لمؤهلة لمونديال 2026.

ويذهب الكثير من المتتبعين بأن مباراة النيجر كانت اختبارا هاما للعناصر الوطنية تحسبا لمباراة العودة المرتقبة هذا الاثنين في تونس، مثلما كانت فرصة أخرى للمدرب جمال بلماضي حتى يتخذ القرارات المنافسة من أجل مرحلة جديدة تجمع بين تحسين الأداء وتحقيق الأهداف الرياضية المقبلة مع حفظ الدرس من إخفاقات الماضي، وفي مقدمة ذلك مهزلة “كان 2022” بالكاميرون ونكسة فاصلة مونديال قطر 2022، وهي المسائل التي يمكن تجسيدها في حال التحلي بالواقعية المصحوبة بالنقاد الذاتي والعمل الجماعي، مع ضمان التنسيق اللازم بين الطاقمين الفني والإداري لاستعادة سيناريو أجواء التألق في “كان 2019” وعديد المحطات الهامة التي عرفها المنتخب الوطني في منافسات ومسابقات سابقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!