جواهر
مشايخ سعوديون ومشعوذون مغربيون يروّجون لها بالجزائر

الخواتم الروحانية.. لجلب الحبيب ورد المطلقة وزواج البائر

جواهر الشروق
  • 35406
  • 39
ح.م

جلب الحبيب للخطبة والزواج خلال 48 ساعة، فك السحر والعين والحسد والمس الأرضي والعلوي والسفلي والشيطاني، علاج جميع أنواع السحر المدفون والمغبور والمأكول والمشروب، الأسود والأحمر المغربي والإفريقي، قضاء الحوائج، الكشف عن الكنوز وعودة المسروقات.. وغيرها من الأمور المستعصية.

هذا جزء بسيط، مما يروج له مؤخرا وكلاء تجاريون معتمدون لدى مشايخ من دول عربية ومغربية يسوّقون الطب البديل ثم انتقلوا لتسويق وبيع السحرعلى المباشر عبر شبكات الانترنت وقنوات فضائية وداخل محلات تجارية، وقد راجت هذه التجارة الغريبة في الجزائر دون سابق إنذار لما يجنيه أصحابها من أموال طائلة تفوق تجارة الأعشاب والطب النبوي، وهو نشاط لا يصنف هل هو نشاط ملحق بوزارة الشؤون الدينية أم تحت مسؤولية وزارة الصحة أم هو نشاط تجاري من اختصاص وزارة التجارة، المهم أن آلاف المواطنين والزبائن من كل الفئات والمستويات الاجتماعية وحتى الثقافية يلجؤون إلى اقتناء ما يسمى بالعلاج الروحاني، غير أنه عبارة عن سحر وتنجيم وشرك بالله.

ويباع هذا السحر والطلاسم  لدى محلات تجارية كبرى في قلب الجزائر العاصمة وبالضبط بمدينة الدار البيضاء حيث يستقطب المحل الذي تشرف عليه سيدة يوميا مئات المكالمات الهاتفية من مختلف ولايات الوطن يستفسرون حول مشاكلهم الاجتماعية والنفسية والعقلية، ويطلبون العلاج الذي تروج له القنوات الفضائية كالزيوت المرقية لـحرق الجنوالتابعة وفك السحر وجلب الحبيب ورد المطلقة وزواج البائر ويطلق على هذا العلاج اسمالمجموعة الشافيةتباع ب15 ألف دينار حسب ما أكدته لنا مسؤولة المتجر وهو متوفر في المحل.

أما  النساء العوانس والمطلقات وحتى رجال الأعمال الذين يستنجدون بالسحرلتسخير المسؤولين لخدمتهم والفوز بصفقات تجارية، فهم يطلبون مجموعة نادرة من الخواتم المروحنةالتي تجلب نزولا عند الطلب تحمل اسم طالبها بناء على معلومات خاصة باسم الأم وتاريخ الميلاد.

وقد اتصلنا ببعض الأرقام الهاتفية التي تتبع إعلانات المنتوجات المروحنةالمستوردة من دول الخليج وخاصة السعودية للاستفسار عن الخواتم الروحانية التي تجلب، كما يقال، الحبيب للقران والخطبة في ساعات قليلة، فأجابتنا مسؤولة المتجر الواقع مقره بمدينة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة، أن سعر أبسط خاتم يبدأ من 25000 دينار فما فوق وهناك خواتم ثمينة من الأحجار الكريمة النادرة “مروحنة” باهظة الثمن تصل حتى 20 مليون فما فوق نظرا لما تحمله من أحجار كريمة ومهمة الخاتم وما قد يمنحه لصاحبه من الحظ والربح والمال، فخاتم الملوك السبعة وخاتم الزهرة الشامل من أغلى الخواتم.

وحسب مروّجي هذه الخواتم فإنها مطلوبة بشكل كبير من طرف الرجال لحل المشاكل الزوجية، كما يطلبها المتورطون في دعاوى قضائية لاستمالة القضاة، وأيضا يطلبها رجال الأعمال لتسيير حوائجهم مع المسؤولين، وهناك خواتم تحصن صاحبها من الرصاص والسكين حسب باعة الخواتم.

وقد سألنا  عن مصدر الخواتم المروحنة التي تباع في الجزائر وزبائنها بالآلاف فأجابنا أحد الوكلاء  بأنها تجلب من السعودية والإمارات والمغرب، فبعد تلقي طلب بصناعة خاتم روحاني يتم صناعته وروحنته على يد معالجين روحانيين مشهورين في العالم وحتى في أوروبا مثل الشيخ الراقي أبو اليزيد المغربي ومحمد الريان وهو عضو اتحاد علماء المسلمين وعضو الاتحاد العالمي للفلكيين بفرنسا.

وتصنع الخواتم من الفضة أو الذهب الخالص وتحمل أحجارا كريمة وأساسها حجر العقيقويحفر عليها طلاسم وأسماء ملوك الجن، ويتم روحنة الخواتم حسب اسم الشخص ووالدته وتاريخ ميلاده مع بعض الطقوس التي رفض الإفصاح عنها.

وتلقى تجارة الخواتم الروحانية في الجزائر استقطابا كبيرا من طرف العازبات والعوانس والمطلقات للزواج فحسب بائعة الخواتم المروحنة فان خاتم المحبةعندما ترتديه الفتاة تبدو لكل من يراها بأنها جميلة جدا وتعمل الاحجار الكريمة على استمالة الرجل اليها قصد الزواج والخطبة.

وبما أن هذا الموضوع يتعلق بعالم الروحانيات فإن إنكاره أو تصديقه مسألة صعبة حسب ما يقوله الناس، فمنهم من يؤمن بالخواتم ومنهم من يراها مجرد أكذوبة لكسب المال والمتاجرة بهموم الناس ومصائبهم ومنهم من يتفادى الحديث عن هذه الامور المتعلقة بالعالم الاخر.

مقالات ذات صلة