الجزائر
بعد 10 أشهر من احتقان الجبهة الاجتماعية واللاّطمأنينة وكساد التجارة

الخوف يتلاشى.. والجزائريُّون يتنفسّون الصّعداء!

نادية سليماني
  • 12589
  • 23
الشروق أونلاين

تنفّس الجزائريون، الصّعداء، بمجرد مرور رئاسيات 12 ديسمبر بسلام، وإعلان عبد المجيد تبون رئيس جديدا للجمهورية الجزائرية، فمنذ 22 فيفري والبلد يسير نحو المجهول… والكلّ كان يترقب ويضع يده على قلبه.. كما عرفت التجارة كسادا غير مسبوق منذ شهر فيفري الفارط.

كانت رئاسيات 12 ديسمبر، ومهما اختلفت الآراء حولها “ناجحة وبامتياز”، إذا نظرنا إليها من الجانب الاجتماعي والاقتصادي.. فالجزائر عرفت منذ 22 فيفري رُكودا غير مسبوق في التجارة، كما كادت وكالات السياحة تغلق أبوابها لغياب الزبائن، وقلّ البيع والشراء والاستثمار، وركَد سوق السيارات، وتوقفت بعض الجامعات عن التدريس بسبب الإضرابات المتكررة، وضيّع التلاميذ فصولا دراسية.

في جولة بين بعض محلاّت بلدية القبة بالعاصمة، أكد لنا أصحاب المحلات، كساد تجارتهم منذ حراك 22 فيفري المنصرم…. ” كريم” صاحب محل بيع ملابس نسائية، أكد لنا بأن غالبية زبوناته توقفن عن زيارة محله على غير العادة، وقلّ البيع، “أنا أمضي يومي بين تصفّح الجرائد والتسلية بألعاب هاتفي النقال، وإذا استمر الوضع على حاله قد أغلق المحلّ” على حد قوله.

ومثله بائع للأجهزة الإلكترومنزلية، أكد لنا أنه منذ انطلاق حراك 22 فيفري، قال “قلّ زبائني، لدرجة أحيانا لا أجد ما أسدد به أجرة الموظفين لديّ”.

تبدّد السيناريو الأسوأ.. وعودة الحركة

حتى المواطنون أمضوا قرابة 11 شهرا ينتظرون الأسوأ”، في ظلّ انتشار فيديوهات المعارضين للانتخابات، والذين كانوا يُؤكدون استحالة إجراء الانتخابات “ولو نزلت الدّبابات للشارع … !!”، وهو ما أخاف الرّأي العام.
محمد مواطن من العاصمة، كان من مناصري المترشح عبد القادر بلقرينة في الانتخابات المنصرمة، أكد لنا بأنه يوم 13 ديسمبر، كانت أول جمعة يُصليها مطمئن القلب، وأضاف “لا يهمني من جاء رئيسا، المهم أنّ الجزائر عبرت لبر الأمان بسلام”.

وفي هذا الموضوع، يرى الأستاذ الجامعي، كمال قرابة في تصريح لـ”الشروق”، بأن صوت العقل وحكمة المُخلصين، أنقذا الجزائر من مصير مجهول، حيث قال “أصبح الجزائريون يفتتحون جرائدهم وفايسبوكاتهم، على أخبار ونقاشات الحوار وتقديم مصلحة الوطن”، ومعتبرا أن هذا من بركات الحل الدستوري الذي ” تحمل عبأه ورافع لأجله كثير ونالهم من تهم التخوين والأذى ما نالهم، من عرّابي مخابر الفتنة بالخارج”. وحسب محدثنا، يشعر غالبية الجزائريين اليوم، أن الرئيس الشرعي الجديد، سدّ ثغرة فراغ دستورية، “فبدأ خوفهم على الوطن يتلاشى”.

بدوره، أكد رئيس المنظمة الوطنية للمستهلكين، مصطفى زبدي، أنه بعد أسابيع فقط من حراك 22 فيفري، صرّحت المنظمة بأن المعاملات التجارية “تعرف تراجعا كبيرا”، مضيفا “في الصائفة الماضية، دقّت منظمتنا ناقوس الخطر، وقلنا بأن كثيرا من المعامل والمصانع على حافة الإفلاس، بعد تراجع المبيعات وتسريح للعمال، بسبب عدم القدرة على دفع الأجور”.

مصانع أُغلقت.. عمّال تم تسريحهم والقدرة الشرائية تدهورت

وأكّد زبدي، أنّ بعض المصانع، تراجع إنتاجها حتى 70 بالمائة، وخاصّة في قطاع المواد الغذائية..” سنة 2019 كانت صعبة جدّا من الناحية الاقتصادية، كما عرفت تراجعا في الاستهلاك “.

ويرى مُحدثنا، أن انتعاش التجارة مُرتبط بأمرين، تحسن الأوضاع السياسية وارتفاع القدرة الشرائيّة. ليُناشد زبدي، رئيس الجمهورية الجديد، بتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، بعد تحسن المناخ السياسي.

كما اعتبر المُختص في علم الاجتماع، الدكتور حسين أيت عيسي، أنه يمكن وموضوعيا، تلمّس نوع من الاطمئنان لدى المواطنين عامّة عقب الانتخابات الرئاسية، بمن في ذلك بعض أولئك الذين قاطعوا الانتخابات أو شاركوا فيها دون تدعيم مترشح معين.

هذا الاطمئنان النسبي، حسبه، هو انعكاس لهاجس الخوف المضمر أو المعلن، حيال السيناريوهات التي كانت متوقعة وجد محتملة… فسواء من أيّد الانتخابات أو عارضها، أغلبية الجزائريين كانوا متخوفين فعلا من حصول انفلات أمني وأعمال شغب وفوضى وتصادم عنيف، صعب جدا التحكم في مآلاته، بالنظر إلى الاحتقان والاستقطاب الحاد والخطير جدا الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة خاصة بالفايسبوك”.

مقالات ذات صلة