الخيانة الزوجية بين الطرفين “الطابو” المسكوت عنه في مجتمعنا

قدمت التعاونية الفنية بورسعيد القادمة من الجزائر العاصمة، مساء الجمعة، على ركح مسرح عزالدين مجوبي في عنابة، العرض الشرفي لمسرحية “جاء يسعى ودر تسعة” من تأليف وإخراج الفنان علي جبارة .
تناقش المسرحية التي تدور أحداثها في قالب كوميدي موضوع الخيانة الزوجية وتغيّر القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تحكم العلاقات الإنسانية في عصر تهيمن عليه الأفكار المادية وسلطة المال، حيث يقتحم لص منزل الثّري حسان بعد تأكده من غياب ساكنيه، إلا أنّه يفاجأ بوجود الزوج مع امرأة غريبة داخل المنزل، وتتطوّر أحداث العمل لتكشف عن أزمة أخلاقية يعيشها أبطال العرض، وهي الخيانة الزوجية التي حاول كاتب ومخرج العمل أن يعالجها بطريقة كوميدية، أبرز من خلالها أنّ الخيانة الزوجية أصبحت تمس الطرفين، وهي لا تقتصر على خيانة الرجل للمرأة كما درجت كل الأعمال الدرامية والمسرحية على تصويرها، مع لفت الانتباه إلى هذه الظاهرة باعتبارها إحدى الطابوهات التي لا تتم مناقشتها علنا في مجتمعنا.
وفي هذا الصدد يقول المخرج علي جبارة في تصريح لـ”الشروق”، أنّه سعى إلى تقديم عرض يحاكي قصصا واقعية تحدث في مجتمعنا وعلى مستوى طبقات اجتماعية مختلفة، مع أنّه استوحى فكرة العمل من نص للمسرحي الإيطالي “داريو فوا”، فقد أظهر العرض الخيانة الزوجية لدى أبطال من الطبقتين الفقيرة والغنية، وقدّم من خلال شخوصه قراءة نفسية واجتماعية لتعامل كلا الطبقتين مع رابط الحياة الزوجية المقدّسة، وكيف يلعب المال دورا في تغيير الطباع والرؤى، ويرى كل من المخرج علي جبارة والمنتج محمد العوادي صاحب تعاونية بورسعيد للمسرح، أنّه يجب التّجديد في طبيعة الأفكار المنتجة مسرحيا في السنوات الأخيرة، وتقديم إنتاجات تحاكي الواقع بطريقة تجذب الجمهور ويجد نفسه فيها بعيدا عن الخطاب المباشر، الذي كان سببا في مقاطعته للمسرح، مع التأكيد على أهمية تحقيق عنصر الفرجة في العمل المسرحي، حيث وظّف المخرج عناصر جذب جمالية متعدّدة كالموسيقى والرقص والغناء، إلى جانب التّنويع في الإضاءة والحركة على الركح.
ونوّه المخرج علي جبارة بمدينة عنابة التي قال إنّها تعج بالفنانين والمواهب، وأنّها أكثر مدينة في الجزائر تخرّج ممثلات مسرحيات، إذ اختار المخرج أن يكون كل من الممثلين والممثلات الشباب، الذين قدموا العمل من هذه الولاية، على غرار الممثلات شيماء وارد، فاطمة بوشامة والممثلة ميشو، إضافة إلى كل من الشباب عاطف كريم ورضا بوسعيد، وممثل واحد من العاصمة هو يزيد صحراوي.