-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل السوري أسامة حلال لمجلة الشروق العربي

الدراما السورية تعاني مثلما يعاني وطني سوريا.. وهذا سبب انسحابي من باب الحارة

طارق معوش
  • 1306
  • 0
الدراما السورية تعاني مثلما يعاني وطني سوريا.. وهذا سبب انسحابي من باب الحارة
تصوير: حاتم مرعش

ضمن مساحات صغيرة، يستطيع، عبر أدواره، أن يشدك نحوه. ضيفنا، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، ليصبح أحد نجوم الشاشة الصغيرة، وليكون مثلاً يحتذي به كل فنان..

أسامة حلال، فنان سوري، برع في الرقــص والمسرح والدراما. انطلقت موهبته الفنية في عمر صغير، لا يتجاوز 10 سنوات، واستمر عطاؤه الفني حتى يومنا الحالي.

من أبرز الأدوار التي لمع فيها اسم أسامة حلال، في الوسط الفني وعلى مستوى الوطن العربي، دور بشير بن أبي بشير الفران، في باب الحارة، ومنه كانت انطلاقته القوية في عالم الدراما…

يتجاوز رصيده الدرامي الأربعين مسلسلا، منها “رسائل الحب والحرب”، “خالد بن الوليد”، “زمن الخوف”، “مطر الربيع”، “اسأل روحك”، “بهلول أعقل المجانين”، “جمال الروح”، “جنون العصر”، “فجر آخر”، “قلوب صغيرة”، “بيت جدي”، وغيرها من الأعمال الناجحة..

اسامة حلال، في لقاء خاص لمجلة الشروق العربي، من سوريا.

الشروق: أعمالك الفنية، تتنوع بين الطابع الشامي والوطني والاجتماعي… ما المعايير التي تختار على أساسها هذه الأعمال؟

– على كل ممثل أن يستفيد، قدر الإمكان، من الظروف التي تتيحها له صناعة الفن، المحكومة باتجاهات معينة، كي يقدّم أفضل ما عنده.. أحياناً، تُعرض عليّ أعمال من نوع معين، فأخاف أن أصبح أسير هذه النوعية، حتى لو شعر الكثير بأنني أحقق نجاحاً فيها، كما هي الحال في دور بشير، في “باب الحارة”، علماً أن بريق النجاح في هذه النوعية من الأدوار سيخفت مع تكرارها المستمر. وربما، هذا، من أسباب انسحابي من “باب الحارة”، حيث تجدني أبحث دائماً عن الجديد والمختلف في الأعمال المعروضة عليَّ.

الشروق: كيف ترى مسلسلات المنصات الرقمية، التي حققت انتشارا في الفترة الأخيرة؟ نتحدث عن السورية، أكيد..

– سورية، كانت أم مصرية.. بعض هذه المسلسلات كان رائعا جداً، والمنصات الرقمية استطاعت أن تُحدث تغييراً إيجابياً في صناعة الفن، بحيث أتاحت الفرصة للكتّاب والمخرجين والفنانين لتقديم مسلسلات مختلفة، ومؤلفة من 3 أو 6 أو 15 حلقة. وبالتالي، لم نعد مضطرين إلى سرد أي حكاية درامية في 30 حلقة، حتى وإن لم تكن الحكاية تحتمل أكثر من عشر حلقات لعرضها. وأؤكد أن هناك مسلسلات قصيرة عُرضت في الفترة الأخيرة أمام المشاهدين، وكانت مميزة، سواء من حيث الإخراج أم التأليف أم أداء الممثلين.. وهذه ميزة تُحسب لمسلسلات المنصات أخيراً.

الشروق: هل تشعر بأن الدراما السورية تراجعت فنياً اليوم مقارنةً بالماضي؟

– الدراما السورية تعاني مثلما يعاني وطني سوريا، بسبب اندلاع الحرب. ومع ذلك، تبقى هذه الدراما فخراً للصناعات السورية. لكن، رغم الظروف الإنتاجية والتسويقية التي أصبحت صعبة للغاية، يظل هناك كتّاب ومخرجون وممثلون سوريون يحاولون جاهدين الدفاع عن الدراما السورية، وتقديم أعمال فنية جيدة، بحيث يظهر كل عام، خلال السنوات الأخيرة، عمل أو عملان لافتان.. لكن هذا لا ينفي وجود أعمال فنية رديئة المستوى، بسبب اقتحام المهنة من عدد من المنتجين الأميين، الذين لا يملكون أي طموح فني، وتقديمهم أعمالاً فنية تسيء إلى هذه الصناعة.

السوشيال ميديا، أصبحت مكاناً لنشر الكراهية والانحطاط في المجتمع

الشروق: كيف تتعامل مع السوشيال ميديا على المستويين المهني والشخصي؟

– السوشيال ميديا، سهّلت أموراً كثيرة في الحياة، بحيث أصبحنا اليوم قادرين على التواصل مع جميع الأشخاص، في أي مكان في العالم. ففي الماضي، كنا نضطر إلى السفر خارج البلاد، من أجل عقد اجتماع عمل. أما حالياً، فيمكننا القيام بذلك من خلال «فيديو كول»، أو تطبيقات لتبادل الأفكار المختلفة. وهذه، من إيجابيات السوشيال ميديا. أما سلبياتها، فتكمن في كونها أصبحت مكاناً لنشر الكراهية والانحطاط في المجتمع. لذا، قاطعت، في فترة معينة، مواقع التواصل الاجتماعي، لأنني قررت أن أستمر في محبّتي للناس. وذلك، بعدما شعرت بأنني لو بقيت ناشطاً عليها، فستحدث بيني وبين بعض الأشخاص خصومات. وبالتالي، ستصبح نظرتي إليهم سلبية، فابتعدت عنها لفترة ثم عدت إلى استخدامها تدريجاً، لأنني أعي جيداً ما الذي يهمّني فيها.

الشروق: أنت كممثل، كيف تفصل بين التمثيل والواقع؟ وهل تتقمص الشخصية التي تجسدها، خاصة أن الكثير من المشاهدين اعتقدوا أن دورك في “باب الحارة” يعتبر جزءا منك؟

– التقمص مفهوم قديم، ربما مأخوذ عن المسرح والسينما، ويعمل بمفهومه بعض الممثلين، بسبب أن العمل في السينما يستغرق أشهرا طويلة. ولكننا، إذا دخلنا في هذه المتاهة، لم نعد نستطيع إنتاج فعل مبدع. فالتقمص شيء سيئ. أنا، كأسامة حلال، لا أتبع هذا المفهوم، وأخرج من الشخصية بعد انتهاء المشهد مباشرة. وبرأيي، كل جيل الشباب من خريجي المعهد وصلوا إلى مرحلة من التكنيك العالي في التمثيل، الذي هو حالة تكاملية على الممثل أن يفهمها.

الشروق: لمَ، إذن، يراك الجمهور في صورة مغايرة لأبناء جيلك؟

– تميزت، لأنني تعمدت تجسيد الأدوار الصعبة. فمنذ كنت طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية، تتلمذت على يدي كبار الفنانين.

لا أريد قفزات ولا أريد أن أكون مجرد فقاعة تأتي بسرعة وتذهب بسرعة

الشروق: هل أنت راض عن مسيرتك الفنية الغنية والقصيرة في الوقت نفسه؟

– راض عن مسيرتي بشكل كبير، فأنا لا أريد قفزات ولا أريد أن أكون مجرد فقاعة، تأتي بسرعة وتذهب بسرعة.. أحب التطور بشكل تدريجي. وأشعر بأن هذا هو الأسلوب الصحيح، المضمون، الذي يرسخ الممثل أكثر. وأعتقد، من جهة أخرى، أن أي نجاح يرتبط بالاجتهاد واهتمام الممثل بتطوير نفسه. وأنا، عملت أدواراً كثيرة، أثبت نفسي من خلالها، وقررت أن أكون عن طريق الجهد الذي قدمته.

الشروق: هناك الكثير من الفنانين الذين بدؤوا قبلك بكثير، لكنهم لم يحظوا بالظهور والانتشار مثلك، ما السبب؟

– السبب هو الاجتهاد.. صحيح أن الحظ يلعب دوراً مهماً هنا، لكن، لابد من الجهد والمثابرة، حتى يحقق الفنان الحضور المتميز. أما تخرجنا من المعهد العالي للفنون المسرحية، فقد أعطانا، كطلاب، الكثير من الخبرة والمعلومة الأكاديمية والمعرفة المطلوبة في هذا الفن.

لكن، في النهاية، يبقى الاعتماد على الممثل نفسه وطريقته في ذاك الاجتهاد ثم تعامله مع الشخصية. مثلاً، أرى الشخصية وأدقق في بنائها ثم أكسوها بتفاصيل تحتاجها، وأعيشها حتى تتحول إلى لحم ودم، لأنني لا أريد أن أجسد شخصية من الفضاء الخارجي، بل يتوجب أن أقدمها بحيث لا يشعر المشاهد بأي غربة تجاهها.

الشروق: هل صحيح أن العلاقات هي التي تحكم الوسط الفني، وأن فرص العمل لأي فنان تقاس بعلاقاته الفنية ومدى تشعبها؟

– لا يمكنني نفي هذه الحالة، التي من المحتمل أن تلعب دورها في اختيار ممثلين وترشيحهم لأدوار دون غيرهم. لكن، ما يمكنني قوله هنا، أن هذا الأمر ليس حالة سلبية.. وقد تتعامل مجموعة، بعضها مع بعض بشكل أفضل. مثلاً، قد يختار المخرج من يتفاهم معه، فيأتي به إلى عمله. ولكن هذا لا يعني أن الآخر عدوه.. فالساحة تسع الجميع، كما أن الدائرة ليست مغلقة بالمطلق. فنحن على الدوام نرى تداخلاً في مشاركات الممثلين في الأعمال الفنية، ونرى وجوها جديدة، رغم وجود شلل معتادة على العمل مع بعضها البعض.

أنا شخص مسالم بطبعي وليس لدي أي مشكلة مع أي كان

الشروق: كل من يدخل الوسط الفني يتحدث عن المشكلات والحروب التي تعرض لها، ماذا عنك؟

– أنا شخص مسالم بطبعي، وليس لدي أي مشكلة مع أي كان، يهمني الاجتهاد والعمل والتميز.. وهذا، ما يساعدني على إثبات حضوري بالشكل الصحيح. وفي النهاية، البقاء للأفضل، شئنا أم أبينا…

الشروق: يقال إنك لم تحصل بعد على الفرصة الفنية.. رغم أنك تستحقها؟

– لست مستعجلا في هذا المجال. وبالنسبة إلي، أشعر، رغم مسيرتي الفنية القصيرة نسبيا، بأنني عملت شيئا جيدا، وبمقدار ما قدم إلي أعطيت في المقابل. ويكفي مثلا، في الموسم الماضي، أنني حققت نجاحا جيدا، رغم أنني قدمت نحو ستين مشهدا فقط، وما زال البعض يستوقفني ويمدحني على هذه الأعمال، ومنها مسلسل عن وجوه وأماكن وطاحونة الشر. وهناك من يقول لي إنني تفوقت على من قدم مئات المشاهد في هذين العملين، في حين قدمت أنا في كل واحد منها نحو خمسين مشهدا، ولذلك، كممثل، فإن هذه البصمات تعني لي الكثير، حيث لا يوجد دور كبير وآخر صغير، بل يوجد ممثل كبير وآخر غير كبير، والأيام القادمة، باعتقادي، ستحمل لي الفرصة التي أبحث عنها.

الشروق: أنت وسيم الشاشة السورية، كما يقال عنك؟

– (يضحك…) أنا شاب من بين عشرات النجوم الوسيمين في سوريا. الشروق: هل هذه الوسامة تستغلها، مثلا، في جمع المعجبات من حولك؟ – لم أعتمد يوماً عليها.. وأنت بهيد السؤال تحرجني عن جد، لأني إن استثمرت وسامتي لأنجح، فسأفشل بعد سنوات عندما أصل إلى سن الشيخوخة وتختفي هذه الوسامة.

المعجبات والمعجبون هم رصيدي، ولكنني على ثقة بأنهم يحبونني لموهبتي، لا فقط لشكلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!