-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدرس الأخير..!

الشروق أونلاين
  • 1130
  • 0
الدرس الأخير..!

إبراهيم قار علي: ibrahimkarali@ech-chorouk.com

لم يستفد الأمريكيون بعد قرنين من دروس الإحتلال الأوربي للبلدان العربية والإسلامية، وهم بذلك يؤكدون للمرة الثانية أنهم تلميذ غبي مثلما قال الجنرال جياب قاهر القوات الإستعمارية الفرنسية في معركة ديان بيان فو. ولكن إذا كان الغزاة الأمريكيون لا يريدون أن يحفظوا الدروس، فبكل تأكيد فإن حادثة إعدام الرئيس العراقي يمثل الدرس الأخير للعراقيين وللشعوب العربية والإسلامية وللحكام العرب والمسلمين.لقد أصبح الرئيس الشهيد صدام حسين، في حكم التاريخ، لتصبح حياته أكبر من حياة شانقيه، مثلما قال الشهيد البطل عمر المختار للمحتلين الإيطاليين، فإذا كان العراقيون أولى من غيرهم بهذا الدرس، فإن رئيسهم يكون قد تحوّل إلى شهيد للإستقلال من الإحتلال الأمريكي للعراق.

والذي يجب أن يحفظه العراقيون جيدا أن الإحتلال لا يفرّق في النهاية بين سنتهم وشيعتهم ولا بين عربهم وأكرادهم، ولا حتى بين مسلميهم ومسيحييهم. يجب أن تدرك الشعوب العربية والإسلامية، وخاصة أولئك الذين يعانون من طغيان أنظمة الحكم في بلدانهم، أن الخلاص لن يتحقّق على يد الإحتلال الذي ماانفك يوهم الشعوب المضطهدة بالحرية والديمقراطية والقضاء على الديكتاتورية وها هي أمريكا تحوّل العراق إلى جحيم، حتى أصبح العراقيون يفضلون جهنم صدام على جنة المالكي.

ويبقى الدرس الأخير للحكام العرب والمسلمين بما فيهم الحكام العراقيون، أن الطريقة الدموية التي يصلون بها إلى الحكم هي الطريقة نفسها التي تخرجهم من الحكم، وليس هناك ما يحميهم من النهايات التراجيدية غير الإلتفاف بشعوبهم، وكلما احتمى الحكام بالشعوب كلما ابتعد عنهم حبل المشنقة..

إن الإنسانية هي الأخرى يجب عليها أن تحفظ درس المشنقة، فإن كان منطوق الحكم بالإعدام على الرئيس صدام عراقيا، فإن مكتوبه قد كان أمريكيا خالصا، ليتم تنفيذه أمام الرأي العام الدولي على يد زبانية مقتدى الصدر..

وإذا كانت أمريكا تتبجح بالعدالة فهي عدالة القوى على الضعيف أو عدالة الغالب على المغلوب، فالقول ما قالت الولايات المتحدة الأمريكية وليس ما قالت الأمم المتحدة أو المحكمة الدولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!